يوسف صومائيل
يقال ربْ ضارةٍ نافعة ، وهي بالفعل ، التظاهرات الاخيرة التي دعا لها السيد مقتدى الصدر لنصرة الشعب الفلسطيني، كشفت الخداع الذي ملأ رؤوس الكثير من العرب بان صدام حسين هو من جعل القضية الفلسطينية حيه في العراق ، بينما الحقيقة ان العراقيين هم من حمل فلسطين قضية وهماً ، من قبل صدام وبعد صدام ، والتظاهرات والتنديدات الاخيرة اظهرت ذلك بوضوح .
الملايين التي خرجت في بغداد بدعوة رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر ، وكذلك بيان المرجعية الدينيةالعليا المتمثلة بالامام السيستاني بشأن غزة ، او موقفه نحو فلسطين مع الحبر الاعظم بابا الفاتيكان حينزار النجف معروف ، علاوة على موقف رئيس الوزراء السوداني والحكومة العراقية على ادانة العدوانالاسرائيلي بكل وضوح وصراحة.
ومواقف العراقيين هذه قديمة ومن يراجع التاريخ سيرى ان هناك موقف ثابت وشجاع للعراق تجاه هذهالقضية.
ففي العام 1967 اي قبل استلام البعثيين للسلطة في العراق. اصدر السيد الحكيم بيانا ً مهما ايام الحرببشأن فلسطين.
وفي عام 1938 ايام الحكم الملكي وقبل احتلال فلسطين كانت مواقف العراقيين بينةً تجاه فلسطين، فهذاالشيخ محمد حسين كاشف الغطاء. يصدر بياناً بشأن الجهاد « أيها العرب وأيها المسلمون؛ بل أيها البشروأيها الناس أصبح الجهاد في سبيل فلسطين واجبا على كل إنسان لا على العرب والمسلمين بل على كلانسان ، بحكم الحس والوجدان ووحي الضمير وصحة التفكير والخطة العملية في ذلك أن من يستطيعاللحوق بمجاهدي فلسطين بنفسه فليلتحق بهم ولا أقول: إني ضمين له أنه كالمجاهدين مع النبي صلى اللهعليه واله وسلم في بدر. فإنّ المقام أجلى وأعلى من ذلك المقام مقام شرف وغيرة.
فلسطين لدى العراقيين ليست شعارات، بل في الوجدان الشعبي ، سواء كان صدام او لم يكن .
وهي ليست من منظور ديني ، بل بمنظور انساني .
شعب اغتصبت ارضه وظلم ، والوقوف مع المظلوم واجب انساني ، بغض النظر عن اي منظور اخر .