علاء الخطيب
وجهت سؤالاً لمجموعة من الشباب العراقيين الذين ولدوا في لندن ، على ضوء التهديدالروسي لبريطانيا .
السؤال : لو وقعت الحرب بين بريطانيا وروسيا هل ستلتحقون بالجيش البريطاني ؟
كان الجواب صادماً ، نحن عراقيون لا علاقة لنا بهذه الحرب .
كان السؤال التالي :
ماذا لو وقعت الحرب في العراق ؟
الجواب : اكيد سنلتحق بجيشنا .
رغم انهم ولدوا هنا .. عاشوا هنا … تعلموا هنا… تثقفوا هنا ، تحدثوا بلغة هنا ، حتىيكاد بعضهم لا يتقن لغة الوطن الام ، وحينما تسألهم عن وطنهم يأتيك الجواب دون ترددانهم عراقيون .
هذه المقدمة ليست استطراداً لاثبات وطنية الشباب العراقي في الخارج ولا علاقة لهابالشعارات الرنانة، الغرض التأكيد على حقيقة مفهوم الوطن كمفهوم وجداني .
لا تغيره الظروف الطارئة، فهو الحقيقة الثابتة التي لا تستطيع تغيرها ، كالكون والشمسوالقمر والليل والنهار .
يمكنك ان تغير دينك ، او تبدل مذهبك، او تحصل على جنسية اخرى وتصبح مواطن لدولةثانية ، لكنك لا تستطيع تغير وطنك الام .
فالوطن لا يقبل القسمة الا على نفسه .
كل الهويات يمكن ان تزول وجميعها مفرقة الا الهوية الوطنية فهي جامعة .
الدين مفرق
الطائفة مفرقة
القومية مفرقة
الوطن جامع .
هذه الحقيقة التي لا يمكنك ان تنزعها من روحك .
وانت تسير في شوارع المدن الغريبة ستجد ممن يذكرك بالوطن من خلال لوحة او علم اوكلمة او اسم لمدينة. من مدن الوطن .
وهذا ما حدث معي وانا اسير في منطقة نائية في اسطنبول ، وجدت خبازاً في محلصغير ينحدر عن الارض ولوحة ترتفع في الاعلى كتب عليها ” صمون عراقي ”
استوقفتني هذه الجملة وسألت عن صاحب المخبز ، فقال لي بلهجة عراقية متعثرة ” انامنذ اربعين سنة في تركيا ”
، حاصل على الجنسية التركية ، ولكني عراقي من كركوك.
الحصول على الجنسية الاجنبية هي مجرد مسألة قانونية ، واوراق تثبت حالة معينةوليست وجدان روحي .
بمل سهولة تستطيع ان تتنازل عن هذه الاوراق ، لكن من المستحيل ان تتنازل عن عراقيتك ،وان قالها البعض غضباً او جزعاً من حالة معينة ، فعند الجد سيقول لك انا عراقي …..
نعم ولدوا هنا ، وولد معهم وطنهم .