د . احمد مشتت
أجمل هوس عرفناه لم يكن غيرك أنت
نحفر في صخرك حتى نذوب ولا يذوب
سأمنا المساء الذي عدنا إليه من الشك
وسلمنا تاريخ أعمارنا لهواة ذبح اليقين
مرة أسماؤنا تلغى من سجل المنتظرين بعد الكوارث
أسماؤنا هدنة المنتظرين
مرة أسماؤنا سمم الحزن أسماءها/أسمالها
أسماؤنا تفترض المكان لنا
تستريح على الكراسي ساقاً فوق ساق
تستفيض بتفسير الخريف
للجالسين على مسامير التعب
وحدك انتظرناك طويلاً ولم تبعث اعتذار
أسانا انك تحتاج عاصفة
والمدى هادئ.. فانتظر
منا الأصابع تفتض بلاهة الأعوام
ورق الجالسون الجريدة
وعدوك أن تأتى.. وشدوا وثاقك
أخضرٌ فينا إلى الأبد
أسماؤنا احتجت
ما ذنب أزرق طال انتظاره
ما ذنب الأحمر فينا يُطاردُ
والبرتقالي نعلقه على الأغصان
فننبهر
والأسود حالك في العباءات
وأعني
أنا مثلك أجلس في المقهى أُغادر الطفولة
وأُغازل في بقايا الصيف فتنة الماضيات
وأفترش الرصيف بحثاً عن منتظرين بلا ذنب
نمزق الجرائد معاً
نهدد الماضيات بالفتنة.. أن ألواننا أجمل
نعود بالأيام طفلة
نسافر في الحضيض وننهال على أخضر نتمناه
مثلك أحتضن الشمس وأبكي..لأنها وحيدة
أُقنعها بالمبيت في غرفتي بالطابق العلوي
أُهديها بيجامتي الشذرية وعلبة ماكياج وصندوقاً للأحزان
أُعد لها سريراً من حماقاتي وبياناً للأزرق
تعتذر فيه عن العبودية
أنا مثلك اختفيت حين هز الناي شباكي
أحب القنابل وأُرشدها إلى جسدي لأنه بارد فتحضنه وتبكي
أنا أسماؤك في المساء الذي يلي التعب
مرة تشطبُ من سجل العائدين إلى الصواب.. لتسمي الكوارث
مرةً تختبئ في النهايات لتنسى البداية
لا تنادها
أجمل هوس
لا تقل لها وداعاً
فجواز السفر في حضن الشرطي يغرز فيه مسامير الخشوع
سَتُمنعُ عنك حين تشتد بك الرغبة لعناقها في الهواء الطلق
ستزورك في السجن.. ربما في المقبرة لترسم فيك حديقتها
برتقالي على الأغصان أبهرها
لا تبلل ظمأها فتكف عن الغرق في صحرائكَ
يا عنكبوت الهوس
ما ألذَ الفرار من تاريخك الدامي
هل تذكرنا هراواتك بالذي ننساه
أنا فطنتك الغائبة.. فرتل أمامي أشجان قمعك
أنا ساحاتك التي لا تنتهي فالعب عليها إثمك المستحيل
أنا نبع العواصف فاهجر مداي
أنا فنتازيا المنتظرين بلا ذنب
مثلك أهادن في المشهد اليومي أساي
وأستدير إلى الشوارع في ارتباك الخريف المفاجئ
علني أُبصر جسداً يغازل فتنة الماضيات
مثلك صبي يختنق
أخضر بلا لون
أُشاهد الأزرق وأنا في العربات أُفاوض القنابل
أُشوش على الأحمر
أُسلم البرتقالي راحتي لنشتبك
وأنسى البنفسجي على ثوب المرأة التي تغادرني
مثلك أحترف الكوارث وأمضغ المأساة
أُعلق ساقاً فوق ساقٍ
وأَستريح على مسامير التعب
أُساومُ طينَ الخشوعِ ولا أَفخرُ غيرك
كل أصابعي تشيرُ إليكَ.. تأكل منها ملح الخلود
لكنك تنهضُ في الفجر بياناً يسلم تاريخ أعمارنا
لهواةِ ذبح اليقين
وتنهضُ صراعاً بين العواطف والعواصفِ
وتنهضُ بلابلَ تَشعلُ رغبتي الصباحية في انتهاكِ ممنوعكِ الدامي
فراغاً مطلقاً لا يثيرُ الناي فيه شجنَ الشبابيك
بلاغاً للقادمين على رؤوس الأصابع كي لا يوقظوك
خرافة تصدق محنتها
وتنهض رشادا لجنون الهاربين من الصواب
كل أَصابعك تشير إلينا لنأكل ملح السجود
ومثلكَ لا نأكل سوى زادنا
نطلب الألوان بمزيد من التمرد ولا نهاب الندل
حين يفركون على رؤوسنا
قنابل خبئوها تحت مناديلهم البيضاء
قد نعودُ بالمأساة لأحضانِ امرأة
تعلقُ بيانك الأخير قرب مشد الصدرِ
لتنتظر مثلي من يهرب بالمأساةِ في صوتها لونشجت
قد تكترث ونمزق الجريدة يوماً
معاً
لا يهمكَ إن كنت عصفور التعب
فأنا ريش الجنون
ستأكل من أصابعي ملح الهوس
وأعترفُ
أمام كلّ العواصف
إنكَ
أجمل
من عرفناه