أ.د.جاسم يونس الحريري
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
مر العراق منذ عام ٢٠٠٣ وصولا إلى عام ٢٠٢٣ بتجربة حكم تجاوزتالعشرين عاما بمرها وحلوها ولايزال يعاني من أزمات بنيوية لعل منابرزها :-
1.ازمة الصراع الحزبي :-
—-————————–
المراقب لوضع الأحزاب السياسية بفروعها الثلاثة (السنة ،الشيعة،الأكراد) يكاد يقع نظره على حالة خطيرة من التصادم الصراعالحزبي في كل بوتقة حزبية ،فالسنة يريدون وبكل الطرق التجمع حولقائد كاريزمي ديني سياسي عكس الشيعة الذين يتبعون سماحةالمرجع الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) لكن السنةلازالت تجمعهم المصالح الحزبية ومحاولة البعض إزاحة ((الحرسالقديم)) لهم ،والتقدم نحو الاستقلالية عن العناوين الحزبية((سيادة))و(( تقدم))، ومحاولة بناء كيانات جديدة بعيدة عن تلكالكيانات ،لكن يبقى ((المال السياسي)) ،و((النفوذ الحزبي)) حاكمفي هذه القضية بالرغم ان المناطق الغربية ،والشمالية ،والوسطىبدأت تستعيد عافيتها من حيث الاستقرار الامني ،وزيادة عملياتالأعمار فيها .أما الشيعة فلديهم صورة تحاول أن تعبر مرحلةالمعارضة في زمن النظام السابق ، بالرغم من بقاء روح الاستحقاقاتالحزبية ماثلة للعيان في هذا الاطار ،لكن المهم في القضية ان اختيارالسيد السوداني من رحم الاطار التنسيقي بعد أن أدرك الاطار أهميةدعم خطوات السيد السوداني في بناء أسس ((الدولة المدنية)) لكنالامر الاخر الذي يشغل الاطار روح المطاولة لابقاء النفوذ الحزبيعبر واجهات مدنية،و أعلامية ، ورياضية ،مجتمع مدني الخ للحفاظعلى ديمومة جمهورهم حولهم في جولات الانتخابات القادمة لهم سواء((أنتخابات مجالس المحافظات)) ،او ((الانتخابات النيابية)). والاكرادلايحسد وضعهم في ظل تقادم وكبر عمر السيد ((مسعود البرزاني))و احتمالية اختفائه في أي لحظة ، لأي سبب كان ،ووجود قيادات شابةمن عائلة البرزاني (نيجيرفان /مسرور) يمكن أن تعوض من اختفاءمسعود برزاني ،وبقاء الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية ،واستمرار تقاطعاته مع الحزب الديمقراطي الكردستاني لابل صعودطموحاته بالانفصال عن الإقليم وتكوين إقليم مستقل له يرتبطبالحكومة الاتحادية مباشرة ،مع العرض جمود نشاط قيادات حزبيةكردية كان لها تأثير في الساحة الكردية من قبيل (الحزب الاسلاميالكردستاني؛ حركة تغيير كوران الخ) وبقاء الأزمة بين الإقليم والحكومةالاتحادية في ملفي ((تصدير النفط)) ،و((المخصصات المالية للإقليم)) في الميزانية العامة الاتحادية.
٢.ازمة الفساد المالي والاداري:-
————————————–
بالرغم من خطوات السيد السوداني للدخول في معركة وطنية مع ملفالفساد ، والفاسدين ،وجهود ((هيئة النزاهة الاتحادية))في هذا المجال، الا ان ابسط واخطر الملفات التي ظهرت مؤخرا شاهد عيان علىتجذر الفساد عميقا في أسس الدولة ،وهذا الملف هو((ملف المولداتالأهلية)) بالرغم من تكبد المواطن ملايين الدنانير في تغطية أجورتزويد الكهرباء من المولدات من 2003 ولحد الان التي أصبح البعضمن المالكين لها هم ((مليارديري)) ومن طبقة أثرياء العراق بسبب دعمالمتنفذين لهم وبالرغم من توجيه السيد السوداني بتطبيق تسعيرةحكومية لتزويد المواطن بالكهرباء لازال هذا الملف يشوبه الغموضويترنح شمالا ويمينا وغير محسوم لحد الان كشاهد على ملفاتالفساد .لكن يشار ان السيد السوداني حاول أن يستخدم سلطتهالتنفيذية وعلاقاته مع دول المنطقة لاسترداد أموال العراق المنهوية منقبل الفاسدين لابل للطلب رسميا من الرؤوساء والحكام اصطحابالمطلوبين معه في الطائرة الخاصة به للعودة الى العراق لتسليمهم للسلطات القضائية العراقية ليتم محاكمتهم أصوليا وفق القوانين المرعية ، ومن ثم استرداد الأموال التي خرجت خارج الحدود الى تلك الدول وأرجاعها الى خزينة الدولة العراقية.
٣.ازمة الكهرباء:-
———————
حاول السيد السوداني اختيار شخصية مهنية من داخل وزارةالكهرباء نفسها من شريحة المهندسين لإدارة ملف الكهرباء لكنالازمات الفنية ، وقدم الشبكة الكهربائية الوطنية، وأستفحال الفساد في الوزارة ، ظلت عائقا في تقديم افضل الخدمات للمواطنين ،فضلاان اشكاليات تزويد الغاز من ايران بسبب ديون العراق لإيران تعتبرمشكلة أخرى في هذا المجال فضلا عن ذلك لم يلمس المواطن العراقي ،وخاصة في جنوب العراق من تحسن الطاقة الكهربائية في ظلالإعلان عن مشاريع لتزويد تلك المناطق بحزم كهربائية محدودة منالكويت والسعودية بسبب كون تلك المشاريع وضعت على الورق ولكنها لم تنفذ لحد الان.