حكام العراق .. قدر السينما العراقية

حكام العراق .. قدر السينما العراقية

نشأت السينما في العالم أواخر القرن الثامن عشر في العام
1895 ، بينما بدأت عجلة السينما تدور في العراق في عام
1946 مع انتاج فيلم ابن الشرق، وهو انتاج عراقي مصري
مشترك ، في حين كان اول فيلم عراقي خالص الإنتاج والتمثيل
والإخراج هو ) فتنة وحسن ( الذي اخرجه حيدر العمري في
عام 1955 اي بعد ستون عاما من انطاق السينما العالمية.
السينما في مصر بدأت فعليا مع تأسيس ستوديو مصر ،
وانتجت أول افلامها )وداد( في عام 1936 بقصة مصرية و
تمثيل المطربة الكبيرة أم كلثوم ، اي ان السينما في مصر
انطلقت قبل العراق بعشرة أعوام ، وبدايات السينما في مصر
لم تختلف كثيرا عن بداياتها في العراق.
فيلم وداد ولعدم وجود مخرجين مصريين اسند الى الألماني
«فريتز كرامب » لكن عضو مجلس الشيوخ المصري طلعت
حرب ، وهو مؤسس ستوديو مصر وبسبب ولعه الشديد
بالثقافة والفنون ، التفت الى اهمية السينما و اراد ان يكون
لهذا الفن ثقل في المستقبل المصري ، فزرع جذور الانطاق
بثبات وأوفد اربعة من شباب مصر الى أوروبا لدراسة
السينما ، وليكونوا طليعة المخرجين في فيما بعد وهم أحمد
بدر خان ، موريس كساب ، حسن مراد ومحمد عبد العظيم .
الغرض من هذا السرد التاريخي ليس لتزويد الناس
بمعلومات عامة عن السينما وانما لتشخيص مقدار تخلف
السينما العراقية عن العالم وعن مصر وعن السينما الهندية
ايضا ، التي تنتج في العام الواحد مايقرب 600 فيلم.
السينما العالمية انتجت ملايين الأفام على مر الزمن
والسينما المصرية انتجت مئات الالاف ، بينما السينما العراقية
انتجت العشرات والى اليوم هي تعيش حالة تعثر وتخلف
مستمر.
لماذا حركة السينما العراقية بطيئة النمو دائما وفي تأخر
شديد عن ركب السينما في العالم؟
الجواب هو منذ أيام ملك العراق فيصل الأول الى رئيس
الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي لم يحكم العراق زعيم أو
منظومة سياسية تقدر أهمية هذا الفن في خلق بنية ثقافية
واجتماعية وحتى سياسية مؤثرة وفاعلة ، حتى الكاظمي
القادم من بيئة إعلامية لا يجيد التعامل مع هذا الكيان
العماق «السينما »، بل نراه يهتم بالسوشيال ميديا اكثر
فهي البيئة التي تدعمه سياسيا أو يستضيف فنانين بين
الحين والآخر لإرسال رسائل سياسية يحاول توظيفها لنفسه
وهو بذلك لايؤسس لبناء فني أوسينمائي حقيقي يمتد لزمن
طويل وانما يأخذ حاجته من توظيف الصورة والكلمة في
مواقع السوشيال ميديا وينتهي منها عندما تنتهي فترة
رئاسته.
كل الذين حكموا العراق ينظرون الى الإعام والفن على قدر
حاجتهم وليس على قدر حاجة المجتمع والشعب العراقي ، أما
السينما فقدرها كقدر العراق ان لا يدير البلد شخص يستشعر
بأهمية ودور السينما ، فلطالما السينما العالمية قدمت
شخصيات ورموز فنية وصنعت نجوم كبار لتسويق افكارها
وإرسال رسائلها الى الجمهور الذي تفاعل معهاوخلدها في
ذاكرته الحاضرة.
طلعت حرب عضو مجلس الشيوخ ورجل الاقتصاد الأول في
مصر عندما اراد تأسيس السينما واجه عقبات ورفض كبير من
العقليات الاقتصادية التقليدية لكنه شعر بأهمية السينما حين
قال «اننا نعمل بقوة اعتقادية وهي أن السينما صرح عصري
للتعليم لا غنى لمصر عن استخدامه في ارشاد سواد الناس .»
هذه ليست مجرد كلمات عادية إنه منهج واسلوب ونظام
عمل، هو استشعار عالي بأهمية صناعة السينما في مصر
ودورها الكبير لنتفحص كلماته بتفكر وهو يقول مفردات
مثل «قوة اعتقادية » و «السينما صرح عصري للتعليم » و
«إرشاد سواد الناس » أي قدرتها في التأثير بغالبية الناس
، فهل يُقَدر للعراق يوما ان يكون له زعيما يهتم بدور
وأهمية السينما وينقلها من خانة انتاج عشرات الأفام الى
الالاف ويفعل دور الانتاج الحكومي والخاص أم سنسمع صدى
صوتنا يرتد الينا خائبا في السينما كما في السياسة.

(Visited 14 times, 1 visits today)

One Comment

  1. hello there and thank you for your information – I’ve certainly picked up anything new from right here I did however expertise several technical points using this web site, since I experienced to reload the site a lot of times previous to I could get it to load correctly I had been wondering if your web hosting is OK? Not that I am complaining, but sluggish loading instances times will sometimes affect your placement in google and could damage your quality score if ads and marketing with Adwords Anyway I am adding this RSS to my e-mail and can look out for a lot more of your respective interesting content Ensure that you update this again soon

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *