ميلان، 18 مارس 2023
تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمدالقاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تعزيز حضوراللغة العربية على المستوى العالمي، فتحت إمارة الشارقة أمامالمجتمع والمؤسسات الإيطالية فرصة جديدة للتعرف على عمقالثقافة العربية، وجماليات لغتها، حيث رعت “هيئة الشارقة للكتاب” فعاليات “المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية” الذي تنظمه“جامعة القلب المقدس الكاثوليكية” في مدينة ميلان الإيطالية، تقديراً لمكانة العربية بين لغات العالم وتأثير مبدعيها ومفكريها على النهضةالحضارية الأوروبية.
وانطلقت فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الذي يقام هذا العامتحت شعار “جسور بابل” ويناقش كيف ساهمت الترجمة في بناءالحضارات، بحفل افتتاح رسمي تحدث خلاله، سعادة أحمد بنركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، بحضور سعادة محمدحسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والدكتورأمحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، وفرانكو أنيلي رئيس جامعة القلب المقدس الكاثوليكية، وماريوجاتي، مدير “جامعة القلب المقدس الكاثوليكية“، وجوفاني جوبر، عميد كلية الآداب واللغات الأجنبية في الجامعة، والدكتور وائلفاروق، أستاذ اللغة والأدب العربي والدراسات الإسلامية فيالجامعة.
وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري، خلال كلمته في حفل افتتاحالمهرجان: “يشرفني أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخالدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكمالشارقة، الذي لم يدخر جهداً في دعم اللغة العربية، ليس لأنها لغةالعرب وحسب، بل لأنها لغة للحوار والعلم والتبادل الثقافي ولغةالتقارب بين الحضارات والأمم“.
وأضاف العامري: “فخورين أننا أبناء اللغة العربية، فهي اللغة التيقدمت للإنسانية علوماً كبيرة، وآداباً خالدة، وكان نتاجها الفكريوالمعرفي محطة مفصلية في تاريخ تطوّر الحضارات خلال أكثر منألف عام ماضية، فقد قدمت للعالم أسس الجبر، والهندسة، والفلك، وعلوم الملاحة، والعمارة، وشكلت مكتبتها المرجع الأول لمجملالابتكارات التي ننعم بها اليوم، بدءً من الطائرة، إلى الكاميراوالهاتف، وصولاً إلى الإنترنت“.
وثمن العامري اختيار المهرجان هذا العام الترجمة محوراً لفعالياته، وقال: “الشارقة برؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، تؤمن بالترجمةكمحرك مركزي لإظهار المشتركات الإنسانية التي تجمع شعوبوحضارات العالم، لهذا أطلقت (هيئة الشارقة للكتاب) (منحةصندوق معرض الشارقة الدولي للكتاب للترجمة والحقوق)، وأطلقتأكبر جائزة في العالم مخصصة للترجمة وهي جائزة “ترجمان“، كما ترجمت العديد من المؤلفات العربية والإماراتية لمختلف لغاتالعالم“.
بدوره قال ماريو جاتي، مدير جامعة القلب المقدس الكاثوليكية: “نشكر إمارة الشارقة ممثلة بهيئة الشارقة للكتاب على جهودهاالكبيرة في رعاية المهرجان، وحرصها على نجاحه، نحن نعملجاهدين لتعريف الأجيال الأوروبية الجديدة بأهمية وجمالية وقوةاللغة العربية ولدينا الآن أعداد نفخر بها ممن يتحدثون العربيةويتقنونها ولم نجد دعماً في هذا الشأن أكثر مما وجدناه منالشارقة وحاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، ونتطلع أن تكون دورة هذا العام كشفت عمق تأثير الترجمة عن اللغةالعربية على النهضة الحضارية التي شهدها العالم، وكشفت تأثيروأهمية اللغة العربية على المعرفة الإنسانية بصورة عامة“.
من جانبه، أكد الدكتور وائل فاروق، أستاذ اللغة والأدب العربيوالدراسات الإسلامية في الجامعة، أن الشارقة نجحت بجهودهاالكبيرة التي وصلت لمختلف بلدان العالم في تقديم جماليات وثراءالثقافة العربية ولغتها، لهذا كانت الوجهة الاولى أمام الجامعةالكاثوليكية، لتقديم مشروع ومهرجان يبرز مكانة اللغة وتسلط الضوءعلى الثقافة العربية وحجم مساهمتها في الأدب والعلم والفن علىمستوى العالم.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمهرجان تحدث جوفاني جوبر، عميد كليةالآداب واللغات الأجنبية في الجامعة، حول أهمية الترجمة ودورهافي تحقيق التقارب بين شعوب وثقافات العالم، حيث أشار إلى أنالتواصل مع الآخر يبدأ من فهمه، وهذا يتحقق من خلال قراءة نتاجهالمعرفي والأدبي والفني، وقال: “إن مهمة الترجمة تتجلى ليس فيهذا الإطار وحسب، وإنما في إطار فهم الاختلاف بيننا وبينالثقافات الأخرى، فالترجمة تدعونا إلى رفض الشمولية” موجهاً رسالة للمترجمين بالقول: “لا تغربوا النصوص يجب أن نبحث عنترجمات تجمعنا لا ترجمات تبلعنا“.
وقدمت الهيئة في المهرجان الذي يعد أكبر فعالية للاحتفاء باللغةالعربية في القارة الأوروبية، صورة حيّة لواقع الترجمة من وإلىاللغة العربية، وكبرى الفعاليات المركزية في صناعة المعرفة العربية، حيث عرضت أهمية النتاج الإبداعي باللغة العربية، وفرص فتح أفقأوسع أمام أبناء الثقافة الأوروبية، للتعرف على جوهر الثقافةالعربية، حيث ترجمت سابقاً مجموعة مختارة من مؤلفات الكتابوالأدباء الإماراتيين والعرب بمبادرة من الهيئة إلى اللغة الإيطالية، منها في الشعر، والرواية، والمسرح، والتاريخ، والنقد.
ويشارك في تنظيم المهرجان كل من معهد بحوث اللغة العربية(CARA)، ومركز خدمات اللغة بالجامعة (SeLdA)، التابعانللجامعة الكاثوليكية بميلانو، وهيئة الشارقة للكتاب، ويشهد علىمدار 3 أيام تنظيم عدة جلسات حول عدة جلسات ونقاشات حولأهمية الترجمة وتأثيرها على واقع الشعوب في مختلف المجالات، كما شهد المهرجان تنظيم عدد من العروض والأنشطة الثقافيةبالإضافة إلى معرض مخصص للكتاب العربي.