فيان البغدادي
أنا فيان
أيَّتُها الغربةُ
برحيةٌ من بلادِ الرافدينِ
وأغنيةٌ بغداديةٌ
خرجتُ من ناقوسِ عيدِ الفصحِ
أنا فيان أيَّتُها الغربةُ
كانَ
أبي الفراتُ
يغازلُ حبيباته في عيوني
(عيونُ المها بين الرصافة والجسرِ(
وكانتْ أمي دجلة
تقرأُ ما تيسّرَ من قصائدِ الحلّاجِ
على النوارسِ المهاجرةِ
أنا فيان
ايَّتُها الغربةُ
جنوبيةُ الروحِ
أدعو العباسَ أنْ يعودَ حبيبي
كلَّما داهمَنا الوداعُ
وأعلّقُ رايَتَه الخضراءَ في رقبتي صليباً
حتى يطرقَ البابَ مرةً اخرى
بغداديةُ العشقُ
كلَّما غنّى ناظمُ الغزالي ) طالعة من بيت ابوها رايحة لبيت الجيران)
فتحتُ نوافذَ غرفتي
لأصواتِ البلابلِ القادمةِ من شارعِ أبي نؤاس
أنا فيان التي تمتلكُ دموعَها
وحينَ يجوعُ الغرباءُ أمنحُها بصمتٍ
وأرقبُ مواويلَ داخل حسن
كي اذرفَ روحي مجددًا
شماليةٌ وجبليةٌ
اشبهُ ملامحَ كاوا الحداد
حتى ظنَّ كثيرٌ أنَّني حفيدتُه الاخيرة
أنا فيان
العراقيةُ التي تذوبُ صامتةً مثلُ قصيدةٍ
وتنطقُ الاغنياتِ العاشقةَ في العزاءاتِ الطويلة
وعلى النهرِ أشعلُ شموعَ (خضرِ الياس ) كلّما
سمعتُ جارتَنا المسلمةَ
تبكي وحيدَها الذي أخذتْهُ حروبُ البلادِ
أنا
فيان
ايَّتُها الغربةُ
نخلةٌ من بلادِ الرافدينِ
من بلادِ الربِّ
أذبلتْها المنافي.