الذهب الاسود لايشفع لاهله

الذهب الاسود لايشفع لاهله

نعم إنها البصرة، عروس شط العرب العائمة
على النفط، بين النخيل والشناشيل، وفينيسيا
الشرق كما كانت توصف، الا انها صورة باتت
من الماضي البعيد، فالبصرة تعاني من وضع
قاتم حالياً إذ باتت قنواتها عبارة عن برك راكدة
ملوثة.
وتتمثل المأساة في إن البصرة التي يوجد فيها
معظم ثروات العراق النفطية، يلقون أهلها حتفهم
بسبب العطش، فالمياه المالحة الملوثة تأتي على
كل ما في طريقها في البصرة فتسبب بتسمم
آلاف العراقيين من أبناء هذه المحافظة الجنوبية
بسبب المجاري المفتوحة وتلوث الهواء، بسبب
مشاعل الإحتراق التي تنتشر في الحقول النفطية
في المنطقة.
ولكن وبعد معاناة دامت عقود من الزمن أدركت
الحكومة هذه الكارثة، موجهه انظارها لاتمام
مشروع قناة البدعة لتحلية مياه الشرب في
محافظة البصرة، وبعد دراسة مستفيضة من قبل
وزارة المالية، وضعت خطة تتضمن تحويل القناة
الى أنابيب.
فقد أكد الوزير إن تحويل القناة الى انبوبية سينقذ
الوضع بالكامل وينهي معاناة محافظتي البصرة
وذي قار من ناحية كمية ونوعية المياه.
وبالفعل أصدر رئيس الوزراء صيغة القرار مكلفاً
وزارة المالية بإتخاذ الإجراءات اللازمة والتنسيق
مع محافظه البصرة و وزارة البلديات، لإستكمال
إعداد التصميم والمباشرة بالمشروع، فضاً
عن الإيعاز لوزارتي التخطيط والمالية لتضمينه
بموازنة 2021 .
وجاء رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي
مؤكداً بصدد ذلك في جلسة مناقشة قانون
الموازنه لسنه 2021 في جلسته العلنية موجه
كلامه للأعضاء واللجنة المالية قائاً: « أرجو
الإهتمام بمحافظة البصرة وتخصيصات هذه
المحافظة المعطاءة للعراق، ومن خال متابعتي
السريعة لقانون الموازنة، رأيت مشروع مهم
لهذه المحافظة وهو مشروع قناة البدعة التي
خصص لها تقريباً ) 3( ترليون دينار لإيصال المياه
من محافظة ذي قار الى محافظة البصرة »، وايضاً
أشار سيادته لمشروع ميناء الفاو، وقال: «أرجو
التأكيد على هذين المشروعين المهمين وتعزيز
مخصصات محافظه البصرة وباقي المحافظات
ضمن الإستحقاق .»
والان وبعد كل ما ورد اعاه بوجود المشروع
المنقذ والتمويل الازم لإكماله فهل سينجز هذا
المشروع لينهي بإفتتاحه معاناة البصريون من
نقص مياه الشرب ؟؟!!!
لن نتكهن ولنستبشر خيراً ولتكن الأيام المقبلة
هي الفيصل الوحيد بيننا.

(Visited 7 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *