رسالة مفتوحة الى الكويت

رسالة مفتوحة الى الكويت

لا بأس ان نرى مباراة لكرة القدم بين فريقي الكويت والعراق وعلى
ارض البصرة، في محاولة للتقارب بين الشعبين الشقيقين، ومارافق
ذلك من ترحيب شعبي كبير، خاصة من الجانب العراقي الذي دائماً
مايفتح قلبه الى اشقائه وجيرانه، رغم الجراح التي لازالت لم تندمل
بعد.
معروف للجميع ان الشعب العراقي لايتحمل حماقات نظام الطاغية
صدام لكون قراراته فردية ودكتاتورية، ومن هذه القرارات )غزو
الكويت( وما ترتب على ذلك من عقوبات ظالمة مسّت الشعب
العراقي دون النظام الحاكم، وما يسمى بالتعويضات المجحفة ايضاً
والتي لازال يتحمل عبأها الشعب العراقي وهو ليس طرفاً فيما حدث،
وكذلك المبالغة في حجمها وكيفية حسابها، لأنها قدّرت من طرفٍ
واحد وهو الكويت.
ولو قال أحدهم ان صدام كان رئيساً للعراق، والحكومة والدولة في
وقته هي من يتحمل ذلك، وان كان لايمثل الشعب، فنحن نقول
ايضاً يجب على الكويت ودول خليجية اخرى ان تدفع للشعب العراقي
تعويضاً باهظاً وكبيراً بسبب دعمها لصدام واحتضانه، في الوقت
الذي كان يفتك بالشعب العراق ويرسل الناس الى محارق واقبية
المخابرات والسجون، وكذلك الحروب العبثية، في الوقت الذي كانت
موانيء الكويت تستقبل آلة الحرب لترسلها لزمرة الحكم، والدعم غير
المحدود من الحكومة الكويتية وإلإعام الكويتي، الذي وصل حد
السماح للمخابرات الصدامية للعمل في الكويت بحرية مطلقة وتصفية
شخصيات عراقية معارضة.
بعد التغيير الذي حدث في العام 2003 كان الشعب العراقي يأمل ان
تبادر الكويت الى فتح صفحة جديدة مع العراق وشعبه وتعيد النظر
بالتعويضات المجحفة، وكذلك إعادة رسم الحدود البرية والبحرية
التي رُسِّمت من طرفٍ واحد ايضاً، والكويت تعرف حق اليقين انها
اقتضمت اراضي ومياهاً عراقية كبيرة وتاريخية ومحددة بخرائط،
وانها استغلت ضعف العراق وموقف العالم من نظامه القمعي
وشراء الذمم في بعض الأحيان، واستولت على هذه الأراضي
والمياه العراقية، للأسف ان ذلك لم يحدث، والكويت اعتبرت ذلك
أمراً واقعاً مستغلة الفوضى التي حدثت في العراق والعلاقات غير
السليمة مع كثير من الأطراف السياسية الحاكمة المتهمة بالفساد
بالحكم وبالتهاون مع الكويت وخاصةً في رسم الحدود البرية
والبحرية.
نصيحتي الى الكويت امارةً وشعباً ان يكون في حسابهم ان
العراق باقٍ، وشعبه باقٍ وحتماً سيأتي اليوم الذي يستعيد فيه
شعب العراق قوته ومكانته التاريخية، وعليه إن أرادت الكويت ان
تكون لها علاقة متميزة وقوية مع جارتها العراق والتي تربطها
بها روابط كثيرة وقوية، ان ارادت ذلك لابد لها من إعادة النظر
بكل القرارات الظالمة، من تعويضات الى رسم حدود الى التدخل
بشؤون العراق بشراء ذمم سياسيين والى ماشابه ذلك لأن العلاقة
يجب ان تكون مع الشعوب وليس مع الحكام، والمراهنة يجب ان
تكون على العلاقة مع الشعب العراقي لا على السياسيين الطارئين
ولا على مواقف الدول الكبرى صاحبة المصالح، وان مصلحة الكويت
هي بحل القضايا العالقة جميعها، والمفروضة على العراق، وترك
التعامل بعقلية الإنتقام المستمر، ومحاولة تحميل الشعب العراقي
المسؤولية الى مالا نهاية، مثلما ان من مصلحة العراق ان تكون
حدوده الجنوبية آمنة بعلاقات اخوية متينة مع الكويت، لكن دون
التجاوز على اراضيه ومياهه وحقوقه.

(Visited 4 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *