ظاهرة نجوم اليوتيوب أصبحت ظاهرة عالمية ، ومصدر مالي لا يستهان
به لبعض المؤثرين الذين احترفوا العمل على المنصات الاعلامية في
مواقع التواصل .
ان نسبة المشاهدة لبعض هذه القنوات بغض النظر. عن محتواها
تبلغ احيانا ارقاما خرافية مما يُمَكِّن صاحب القناة من كسب أرباح من
الاعلانات التجارية التي تعرض خلالها .
لقد أصبح المؤثرون ينافسون قنوات فضائية باكملها لان تطور
اليوتيوب وتقديمه محفزات على شكل اذرع فضية وذهبية كلما بلغ
عدد المتابعين مليون متابع شجع االكثير من المشاهير على استغلال
شهرتهم لجني مداخيل خرافية. يصعب على المشاهد او المتابع لهذه
القنوات الوثوق في المعلومات التي يقدمها نجوم اليوتيوب ، مما يثير
تساؤل مهم : هل كثرة المعلومات تقتل المعلومات؟ لذا يبقى توخي
الحذرمطلوب على ما يمكن أن يبث وفي كل المجالات.
إن صناعة الخبراليوم ليست بالضرورة تخضع للقواعد المهنية التي
تضبط معايير المادة الاعلامية قبل نشرها. واصبحت بعض القنوات
تبث الجهل بدون رقابة ودراسة للمحتوى. وفي هذا البازار الضخم
عليك أن تحدد ما تريد والا اصبحت مدمنا علىى هدر الوقت والفراغ او
ما يسميه البعض التلوث السمعي البصري. لكن الصورة ليست قاتمة
كلها، هناك فعا اشخاص مؤثرين برعوا في استقطاب المشاهدين
ودخلو بلاتوهات الفضائيات من باب واسع. إن العالم اليوم لا يستغنى
عن اليوتيوب وتويتر والفيسبوك وبقية مواقع التواصل الاجتماعي لانه
الأسرع في ايصال المعلومة والاكثر سهولة ، و لكن مصداقية المعلومات
تبقى بين قاب قوسين. وما لفت انتباهي هو تنوع الأعمار التي يمكن
ان تشاهد هذه المنصات. أما خطرها وتاثيرها على حياتنا فهذا موضوع
اخر يثير جدل اصحاب الاختصاص. لذلك على الآباء والأمهات مراقبة
ما يستقبله الطفل من معلومات، انه واقع فرض نفسه على حياتنا
وثقافتنا .
لكننا في الوقت ذاته يجب علينا ان نعترف بتقصير الإعام الرسمي
وعدم تناوله لمواضيع شائكة قلبت موازين المشاهدة، فالقنوات التي
تتناول مثا التربية الجنسية شبه معدومة في العالم العربي، مما جعل
الكثير من مؤثرين شبكات التواصل الاجتماعي يتناولون هذه المواضيع
دون دراسة وتقديمها للمتابعين. أما على القنوات التي تنشر الجهل
والخزعبات فحدث ولا حرج. اصبحت منصات اليوتيوب لأي شيء وكل
شيء واصبحت فضاءا مزدحما بالشواذ والمنحرفين والعاهرات ورجال
السياسة، والدين.
فضاء التواصل الاجتماعي تتساوى فيه مساحات التعبير كل يغني
على لياه. وهنا سؤال يطرح نفسه لو عبرت وسائل الإعام
الرسمية فعا عن قضايا المجتمع الحقيقية لما كان اليوتيوب متنفس
له ، بل تعدى ذلك لكسب المال السريع ونشر قيم كونية تتعدى
الحدود والرقابة الدولية وكما يقول الدكتور عبد الله رقيق من
الجزائر ان المجتمع العربي مجتمع فرضت عليه الحداثة ولم يكن
فاعا في تفعيلها لانه فاقد لأدواتها. لذلك عندما يتابع اكثرمن
مليون مشاهد الديفا ربيكا تلك المرأة المتمردة التي استطاعت
بذكاء الخروج من العدم الى عالم الشهرة والثراء اصبح بامكان اي
شخص ان يتحول من نكرة إلى مشهور بغض النظر عما يقدم من
مادة أو يقول.
نجوم مواقع التواصل شهرة بلا محتوى
(Visited 12 times, 1 visits today)