الموناليزا العارية.. كشف الاسرار ..!!

الموناليزا العارية.. كشف الاسرار ..!!

«الرسام الجيد لديه امران اساسيان يرسمهما .. الشخص
وروحه، الاول رسمه سهل ولكن الثاني صعب جدا .. لان
الروح لا ترى وعليك ان تعبر عنها من خال الايماءات
وحركة الاطراف »
ربما تفسر هذه العبارة منهج ليوناردو دافنشى فى
«فن البورتيرية » وفن رسم الصور الشخصية لبعض
الشخصيات المشهورة ، حيث نقل دافنشى هذا النوع
من الفن نقلة نوعية كبيرة لم تكن موجودة من قبل
، فقد اعتمد فنانوا الكلاسيكية وما قبلهم على فكرة «
المحكاة » عند رسم اى شىء او اى شخص ، اى الاهتمام
بمظاهر السطح الخارجى وشكل الجسد وملامح الوجه،
اى ان براعة الفنان تقاس بمدى قدرته على محاكاة
الطبيعة وصناعة صورة مقاربة لها. مما يمثل نظرة
سطحية خارجية تفقد الفن الكثير من روحه وجوهرة
وعمقه ايضا. الا ان ليوناردو جاء بوجهة نظر مغايرة
تماما ، تتجاوز السطح الخارجى المرئى وتنظر الى الاشياء
فى عمقها وجوهرها ، فى محاولة منه لتلمس حقيقة
الانسان المختباة داخله ، والوصول الى روحه التى
تنبض بالحياة ..!!
سر السيدة اللعوب
ويبدو ان ليوناردو دافنشى لازال قادرا على ادهاشنا
حتى وهو فى قبره ، وحتى بعد مرور اكثر من خمس
قرون على وفاته . ويبدو ان اسرار حياته لا تنتهى
ومفاجاته لن تتوقف ، سواء الغازه هو او الغاز لوحة
الموناليزا . حيث ظهرت موخرا لوحة جديدة للموناليزا
ولكنها عارية .. نعم «موناليزا عارية » مما احدث صدمة
كبيرة فى الاوساط الثقافية والفنية ، فهل هى صورة
متخيلة ام حقيقية ؟ وهل وقفت السيدة ليزا عارية فى
استوديو ليوناردو ؟ وغيرها العديد من الاسئلة وعلامات
الاستفهام وعلامات التعجب التى لم تتوقف. وقد
تقاطعت الكثير من الاراء والتفسيرات العلمية والتاريخية ،
ويجب ان ننطلق هنا من الحقائق الثابتة وهى :

  • وجود لوحة فنية جديدة للموناليزا العارية مرسومة
    فى مرسم دافنشى وفى نفس الحقبة الزمنية .
  • اسم اللوحة الجديدة «مونا فانا Monna Vanna » التي
    تُترجم على انها «امراة عابثة » او امراة لعوب ..!!
  • ويبلغ حجم ومقاس اللوحة الجديدة 75 سنتيمترا طولا
    وعرضها 56 ، وهو ما يقترب جدا من حجم ومقاسات
    اللوحة الاصلية، الذى يبلغ عرضها حوالي 53 سم،
    وارتفاعها حوالي 77 سم.
  • وهذا العمل ملك الدوق هنري دورليون دوق دومال
    الذى اقتناه عام 1862 . وضمه الى مجموعته الخاصة
    المحفوظة في متحف كوندي دي شانتيلي ) Conde de
    Chantilly (. ولم تظهر اللوحة للعلن الا فى عام 2017
    عندما احتاجت الى الترميم.
    ولكن ما هي قصة هذا الغموض المزدوج؟ ماذا يعني
    ذلك؟ هل هي حقاً رسمت بيد ليوناردو دافنشي؟
    هل فعاً الموناليزا ) Mona Lisa ( خلعت ملابسها حقا
    في ستوديو ليوناردو؟ يبدو ان الفكرة تستعصي على
    التصديق. لكن عندما نتوجه الى متحف .Chantilly
    سنجدها جالسة بنصف جسد عارِ، مستدير ثلاثة ارباع
    استدارة، امراة بابتسامة غامضة تحدق بنا ، وثدييها
    منطلقا في الهواء. ويدها اليمنى ترتكز على معصمها
    الايسر تمامًا مثل لوحة الموناليزا المعروفة ، رسم
    بالفحم الخشبي والرصاص الابيض على «كرتون ، »
    وهو نموذج بالحجم الكامل مجهز للتنفيذ على لوحة،
    اي انه بمثابة اسكيتش تحضيري. هناك حتى ثقوب
    ابرة صغيرة مثقوبة على كل ملامح الرسم ، مما يسهل
    نقل الرسم الى التوال بعد ذلك وهي طريقة كانت
    معروفة ومتبعة انذاك. بل يبدو ان هناك اكثر من عمل
    للموناليزا العارية . وقد تم عرضهم معا احتفالا بذكرى
    مرور خمس مائة عام على وفاة دافنشى..!! ورغم اتفاق
    الاراء حول ان هذا العمل خرج من مرسم دافنشى الا
    انهم اختلفوا حول الفنان صاحب هذا العمل ، وقد اكد
    المنسقون الثلاثة للمعرض ماتيو ديلديسك امين متحف
    كوندي ، وفنسنت ديليوفين كبير امناء قسم التصوير
    لمتحف اللوفر، وغيلوم كازروني المسؤول عن المجموعات
    القديمة لمتحف الفنون الجميلة. على ان «هذه اللوحات
    تم رسمها من قبل فنان من استوديو ليوناردو او احد
    تلاميذه » والحقيقة انه توجد لوحتان – وليس لوحة
    واحدة – للموناليزا العارية الصدر، احدهما مُعارة من
    متحف الارميتاج في سان بطرسبرج ، والاخر بواسطة
    مقتني لوحات ، تقف اللوحتان للمقارنة مع النسخة
    الاصلية للموناليزا معارة من متحف اللوفر. تلك اللوحة
    الشهيرة التي بداها ليوناردو دافنشي في عام 1503 ، ثم
    استمر في تلوينها حتى وفاته عام 1519 .
    التلميذ والمعلم
    وما ان تم العثور على تلك اللوحة حتى بدأت التساؤلات
    تثار حولها، هل رسمها دافينشى كمحاولة سابقة لرسم
    الموناليزا؟ ام هى محاولة للرسم من جانب احد تلاميذ
    دافينشى داخل مرسمه؟ وقد قال محققون في مركز
    بحوث وترميم متاحف فرنسا، ان لوحة “ ”Monna Vanna
    او «الموناليزا العارية » قد رُسمت في استوديو دا فينشي،
    وقد تكون من عمله ايضاً. واكتشف الباحثون ايضاً ان
    اللوحة قد تضمنت تقنية التجسيم الضبابى »Sfumato«
    التي يفضلها دافنشي، والتي تهتم بتحولات الالوان
    الهادئة ، مما يؤكد ان اللوحة ليست نسخة مقلدة عن
    الاصلية بل سابقة عليها، وبحسب ما نشرته بعض
    التقارير فى شبكة «سى ان ان » فان الباحثين اكدوا ان
    لوحة الموناليزا العارية ليست نسخة مقلدة من احد
    تلاميذ دافينشى، بل انها رسمت فى نفس الحقبة
    الزمنية، التى تم رسم لوحة الموناليزا فيها، وهو ما
    يرجح كفة ان تكون تلك اللوحة هى مسودة للوحة
    الموناليزا الشهيرة. وقد اجريت عليها تحاليل عديدة
    بمنظار مكبر واشعة «اكس ار اف » الاشعاعية الضوئية
    وبالاشعة فوق البنفسجية والانعكاسية ، وبالاشعة ما
    دون الحمراء. وقال ماتيو ديلديسك «اكتشفنا الكثير
    من العناصر الجديدة » ولا سيما «ميزات الرسام الاعسر
    اينما كان » في العمل ، ومن المعروف ان دافنشى كان
    يستخدم يده اليسرى ، ومن المؤشرات الاخرى التي
    تدفع الى الاعتقاد ان العمل انجزه فنان بارز «نوعية
    الرسم الظاهرة بالعين المجردة » كما عدل الرسم
    لدى انجازه «ما يعني انه ليس نسخة بل هو عمل
    اصلى » واوضحت التحاليل ايضا ان يدي الموناليزا
    ويدي الموديل في «الجوكوندا العارية » تكاد تكون
    «متطابقتان بالكامل !!.. »
    بينما يرى عدد من الخبراء الايطاليين ان كلمة السر
    حول هذا الامر هى «سالاى » تلميذ دافينشى ، والذى
    نسب البعض اليه رسم لوحة «مونا فانا »، حيث اكدوا
    انه من رسم الموناليزا العارية عام 1515 حيث كان
    سالاى تلميذ ليوناردو المقرب الذى كان يحرص على
    الوجود فى مرسمه باستمرار، حتى تمكن من رسم
    تلك التفاصيل القريبة من تفاصيل لوحة الموناليزا فى
    رسمته للمراة العارية. لكن لو كان هذا صحيحا فاين
    اللوحة التى رسمها دافنشى للموناليزا العارية ، فبالتاكيد
    انها كانت تجلس بهذه الوضعية للرسم امام ليوناردو
    وليس من اجل تلميذه .
    والرأى الثالث هو اقرب الاراء للصحة وتوافقا مع الشواهد
    ويؤيده عدد من خبراء الفن التشكيلى الفرنسى ان
    لوحة «الموناليزا العارية » هى مزيج من لمسات التلميذ
    والاستاذ ، حيث تجمع ما بين لمسات التلميذ سالاى
    وتوجيهات المعلم دافينشى ، فخرجت بتلك الصورة،
    التى تقترب من لوحة الموناليزا الشهيرة بشكل كبير،
    كما يرى البعض ان تلك اللوحة كانت مسودة يقوم
    دافينشى فيها بتجربة جوانب لوحته الشهيرة، ومن ثم
    رسم اللوحة الاساسية بطريقة اكثر انضباطًا بتقنيتها
    السرية ، واشار ديلديسك الى ان هناك احتمال قوي
    يؤكد بان دافينشي قد قام بمعظم الرسم، كما اعتبر
    ان «العمل يتمتع بجودة رائعة وقد عمل عليه فنان رائع
    ايضاً » مضيفاً «من المؤكد انه عمل تحضيري للوحة
    الزيتية المعروفة .»
    ورغم الاهتمام الكبير باللوحة نصح ديلديسك الخبراء
    بان يبقوا «حكماء وجديين وعلميين » في مسألة ارجاع
    العمل الى دا فنشي، اذ اعترف انه على الرغم من جودة
    اللوحة «سواء كانت عند النظر اليها بالعين المجردة او
    تحت التحليل » الا ان «الخبراء قد لا يتاكدوا تماماً من
    اصلها » واوضح ديلديسك «اكتشفنا على الاقل لوحتين
    انجزهما طاب مقربون من دافينشي بالاستناد الى
    هذا الرسم التحضيري ». والى جانب «الجوكوندا العارية »
    في متحف ارميتاج، ثمة نسخة اخرى مودعة في متحف
    دافينشي في مسقط رأس الرسام وقد تكون رسمت
    بالاستناد الى هذه الرسمة ايضا. وبفضل كل هذه
    المؤشرات «لدينا تاكيد بان هذا الرسم انجز في محترف
    ليونادو دا فينشي مع ترجيح كبير لمشاركة المعلم
    الكبير فيه ». وقال ديلديسك «ثمة ارجحية كبيرة ان
    يكون ليوناردو انجز الجزء الاكبر من الرسم. لكن نريد
    ان نحافظ على الجدية والحس العلمي. لا يمكننا قطع
    الشك باليقين بان ليوناردو هو صاحب الرسم ولن
    يحصل ذلك ابدا !!..»
    ويبدو ان اسرار دافنشى واسرار الموناليزا لن تنتهى..!!
(Visited 57 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *