امين عبد الله
جائت الفرقة القومية للتمثيل لتحيي الاسبوع الثقافي العراقي في الرباط,وفي اليوم الاخير,فاجاني الاستاذ الراحل قاسم محمد:
_شنو رايك تودينه لمراكش,نشوفهه بسرعة ونرجع,وباجر من هنا ناخذ الطيارة؟
_مراكش؟بيوم واحد؟!..طيب..تامر استاذ
..لم يكن بوسعي ان اجيب بغير هذا الرد,خاصة ويقف معه,الراحلون عوني كرومي,وجعفر السعدي,وسامي السراج,رغم يقيني بصعوبة المهمة..اذ ولو ان الطريق الى مراكش هو 300كم,الا انه كان طريقا وعرا,ياكل النهار لهذا سالت
_بيش الساعة طيارتكم بكرة؟
_بالستة الصبح..!!!
_اذا ناوين ومصرين,يالله لعد,توكلوا
وقبل ان اكمل جملتي,قفز الثلاثة الى السيارة,ورحنا..وفي وسط النهار,كنا نتغدى في مراكش,ثم تركتهم ليطوفوا بساحة الفنا,ويشاهدون العروض الشعبية المسرحية التلقائية المبهرة فعلا..وما ان انهوا جولتهم حتى دخلوا في اسواق المدينة,و اخذولهم وطر طويل في التجوال,الى ان كلكل الليل,وبدانا رحلة العودة,في طريق مقفر شبه صحراوي.وبعد نصف ساعة من السير,وبينما غط الرجال الثلاثة بنومة خفيفة,فجاة اختفى الضوء الامامي للسيارة,ولم اعد ارى طريقي,فتوقفت لاستطلع الامرولكن السيارة سكتت كليا,فتبعني الراحل سامي السراج الذي ايقظه وقوفي,وقال,,..!
_هاي الداينمو..الداينمو عندك خربانه,وما تشحن الباتري
..كان تشخيصه صحيحا,ولكن مالعمل؟ونحن بهذا الليل وهاي الجول؟وجائنا الحل سريعا,من سيارة مارة,اخذتنا سحب الى اقرب محطة وقود,وبجانبهاورشة تصليح ,ولكنها كانت مغلقة ,فرحت الى مسؤل المحطة,اطلب مساعدته,فرد بما يشبه التاكيد
_لازم تنتظرون للصبح ,بهذي الساعة محال يجي المصلح
وبعد الحاحنا,رفع السماعة وسمعناه يقول
_ من العراق ومقطوع بيهم الطريق..!
_عراقيين؟!!انا جاي
..ولما وصل (المصلح)بعد اقل من ربع ساعة,قال,
_تعرفون منو اللي جابني؟
_لا..
_اولاد القحبة
لست خجولاحين اصارحكم بحقيقتكم
ان حظيرة خنزيراطهر من اطهركم
..اللي جابني مظفر النواب
..وبلا تردد,شمر عن ساعديه,وانهمك بتصليح السيارة
..وعلى مدى ساعة كاملة,لم ينقطع ترديده لمقاطع القصيدة التي تطايرت في ذاك الجو النائي,
_ (تتحرك دكة غسيل الموتى,اما انتم,لا تتحرك لكم قصبة..
..الان اعريكم
اقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد ان بقيت حالتناهذي الحالة
بين حكومات الكسبة
اولاد القحبة
القدس عروس عروبتكم
فلماذاادخلتم كل زناة الليل الى حجرتها؟
اولاد القحبة)..
فيما اعين الرجال العراقيين الاربعة,مشدوهة,تتاسى على حال الشاعر العراقي,الذي لم تنصفه بلاده,ولكن,يتغنى باشعاره المهمشون,والذين رمتهم الحياة على اطرافها..في البراري والوديان ..
..وبالاخير,لم يقبل,منا الشاب المصلح, سنتيما واحدا,لقاء عمله,وكان رده:
_يكفيني اني التقيت بناس من الارض التي انجبت مظفر النواب
…….
..فنم قرير العين يا شاعرنا الكبير..
نم يا مظفر,فلا زلت حيا في قلوب الملايين