مواويل جنوبية
عبدالسادة البصري
هل رأيتَ الفرحَ في عيون الأطفال ساعة إعطائهم الشوكولاته ؟
هل أبصرت السعادة في عيون امرأة تتسول في الشارع وأنت تمدُّ يدك إليها بوريقات من فئة الربع دينار؟!
هل شاهدت عيون البلبل الجائع وأنت تطعمه وتسقيه؟!
هل..؟! هل..؟!
ما بالك بالشاعر إذاً ؟!
ذلك المجبول من ألمٍ وفرحٍ ومعاناةٍ وهمٍ ثقيل على وطنٍ يُنحر بالفساد من الوريد إلى الوريد كل يوم !
ذلك الإنسان الذي حمل كلّ شيء إضافة إلى أعباء البيت والعائلة !!
ذلك الإنسان الذي قضى حياته كداً واكتئاباً وهو يلهث وراء الكلمات ليطرّزها أناشيد على صدر الوطن علّه يحظى بلحظة فرحٍ آنيّة !!
ذلك الإنسان الذي لا يملك مأوىً مذ دبّت قدماه على هذه الأرض ، ويهيم هنا وهناك حاملاً صرره وأوعيته وما خفَّ حمله من بيتٍ إلى آخر!!
فما بالك بعشرات الشعراء والأدباء والفنانين الذين أنهكهم السعي وراء بيتٍ يليق بهم ، ليرموا وراء ظهورهم أزمة السكن وقلق الإيجارات وبؤس حالهم وثقل همّهم ساعة دفعها ؟؟!!
لهذا أقول :ــ على المسؤولين ومَنْ بيده القرار أن يلتفتوا إلى ثروة البلاد الحقيقية ، وإرثها ، بل تاريخها الذي لن تمحوه الأيام والليالي ، إلى الأسماء التي لن تمحى من ذاكرة الناس مهما طال الزمن وبَعُدَت المسافة ، ويمنحوهم لحظة فرحٍ بقطعة أرضٍ يبنون عليها بيوتاً ستملأ كيانهم بالسعادة ذات يوم وستسجل لهم ــ اقصد المسؤولين ــ كموقف مشرّف مع مثقفي وطنهم !!
صدقوني .. الحق اقول لكم :ــ سيبقى اسم المسؤول أو صاحب القرار ذاك بعد أن يفتح أبواب الفرح والسعادة للمبدعين ملتصقاً بأسمائهم أيضا ،، لأن كلّ الأسماء مهما علت مناصبها ستزول وتمحى ، وتبقى فقط أسماء الشعراء والأدباء والفنانين ومَنْ أفرحهم ذات يوم عالقةً في ذاكرة الناس أبد الدهر !!