حيـــدر صبــي – العـــراق
وقبل كل شيء ننوه انما ونحن نطرح الأسئلة ادناه انما سبقنا اليها الكثير, وما طرحنا إياها لا يدخل من باب التشكيك والاعتقاد والوحدانية والتدخل في إقرار مشيته وحاشا , انما هي اطاريح عقلية – نقدية , يراد منها التثبت من تلك المشيئة ودحض الأفكار التي حملت التفلسف الديني الذاهب نحو الالحاد .. ونسأل :
– لماذا كان لله ثلاثة اديان وليس دين واحد ,” كأديان ماثلة يتدين بها من قاعدة أوسع والا هناك الكثير منها لكن باتباع وقواعد اقل” ؟
– لماذا انزلت ثلاث كتب كلا فيها تعاليم مختلفة بينما المعلوم واحد والمنزل واحد والحكمة واحدة والهدف واحد وفلسفته في النشأ والاندثار في المنتظم الدنيوي واحدة ؟
– اما كان الله يعلم ان عباده سيتفرقون شيعا بين تلك الأديان وبالتالي لن يكونوا امة واحدة ويتشتتوا ثم ليتصارعوا ويستعدي بعضهم بعضا كلا يحاول اثبات احقية دينه , وهذا خلاف لمقتضاه اذ يصرح بالقول ” كان الناس امة واحدة ” و ” وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّآ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَٱخْتَلَفُواْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ” , وقوله ” وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ” ثم قوله ” إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ” .
– ماذا لو كان هناك دين واحد وكتاب واحد منزل , ونبي واحد , هل كنا سنشهد التفرقة هذه والاصطراع الازلي الديني بين الأديان الثلاث ؟
– هل تأتي مشيته التي قضاها بتعدد الأديان ان تأتِ من باب الاختبار والتمحيص ” الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ” , ام هي ضرورة قصوى لابد والاتيان بها لعلة النظام الحياتي المتحور غير الراكد , وما يطرأ عليه من تغيير فكري وتبرير الغاية ومن ثم الطارئ المجتمعي الثقافي المزيح للمثل والطباع المجتمعية القديمة وموروثاتها بتدرج الازمان .. هل يمكن لله ان يصنع الفخاخ لاستنزال ارجل عباده فيه فيصطادوا ثم ليساقوا الى النار وما سوقهم إياها سوى انهم ظنوا الامتثال لتلك المشيئة الربانية ” هو الرحمن الرحيم ” ؟
– لم وضع آس المفاضلة بين اديانه ليختم آخر دياناته بالأحقية في الاتباع ويقول ” ان الدين عند الله الإسلام ” ؟ اما يدعوا هذا ان يذهب اتباع الدين الإسلامي بتكفير من ثبت على دينه ودين اسلافه من بقية المتدينيين بغير الإسلام ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ” , لماذا وبعد صريح الآية المباركة اصبح من يفصل بين معتنقي الديانات رجال الدين وهم انفسهم داخلون ضمن مفهوم الآية الكريمة ؟؟.. لندع هنا فلسفة الفطرة في التدين واللا ادرية فيه بمناقشة ” ماذا لو نشأ المسيحي في بيئة مسلمة اما كان الا ان يكون مسلما وكذا الحال يجري عليه في طرح تلك الإشكالية ” ؟
– لمّا انزل الملكوت ديانته الأولى ورأى بعدها اختلاف أصحاب الدين بتفاسير اصوله وانهم تمذهبوا وانحاز كلا لرأي في سلسلة الوجود وضمن فلسفة التأريخ وتراتبيتها اثر بعد اثر بعد فناء رسله , او كان كبيرا على الله ان يعالج تلك الهفوة اللمم ويتمها بتعاليم أخرى تغلق الباب امام خلفاء رسله وحواريهم واسباطهم في عدم الزيغ عن تلك التعاليم بغلق ما يعرف بباب التفسير للنص او الاجتهاد فيه والتعويل على احاديث خرجت من محدثين وأئمة ومبشرين بعد مئات السنين من ظهور الرسالات من خلال نصوص مثبتة في كتبه توصد الباب بـ ” لا اجتهاد بالنص المحكم ” ؟
ربما يسأل الان سائل ويقول : كيف سمحت لنفسك وانت المؤمن بالله الواحد القهار من طرح هكذا أسئلة , انما هي مشيئة الله , ولا اعتراض على مشيته .. الم تقرأ قوله جل علاه ” يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ” ؟
نقول : هل ان المتدين النصراني انزل عليه مثل هذا القول , وما ذا عن المتدين باليهودية ؟
هنا صار من حقي ان اسأل السائل نفسه : لماذا ابتدأ الباري خلقه للإنسان بتخليق العقل ” قاله له اقبل فأقبل ثم قال له ادبر فأبر , حتى قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا اكرم علي منك فبك آخذ وبك أعطي ولك الثواب وعلي العقاب , او … فبك أجازي وبك اثيب ” ؟ .. ما فُضِّلنا على بقية مخلوقاته بتصنيع تلك الماكنة العملاقة وغرسها بأجسادنا الا لنفكر ونتفكر نمايز ونتمايز لنعلم الصحيح من المخطوء , نعلم الخطر فنتجنبه ونقبل على الآمن فنستنكر دونه , نتفكر في خلقه ونبحث كيفية صنعه افلاك الكون وبداية النشء , فهل يعز عليه طرحنا هكذا أسئلة هو مدرك احقيتنا بطرحنا ومدرك أيضا ان هناك من عباده يستكثرها علينا لا بل يعيب علينا ذكرها وقبل ان يذهب به الظن بتكفيرنا كوننا وحسب اعتقاداته , انما نطرح هكذا إشكاليات انما يراد منها الشك او التشكيك في مشيته الباري .. نقول لهؤلاء : الا انه خلق الدواب وهي تفهم كيف تأكل وكيف تنام وكيف تعمل , فهلا تحبذونا ان نكون كما الدواب فيما بارئينا اكرمنا بمفضال عليها وعلى جميع مخلوقاته لا بل وما بقية مخلوقاته الا سخرت لأجل هذا الانسان صاحب العقل المتنور والبصيرة الثاقبة .
لماذا تعدد الأديان .. الإعتقاد في السؤال / حيدر صبي
(Visited 11 times, 1 visits today)