علاء الخطيب
الوطنية ….
كتب عنها الشعراء ، وتغنت بها الشعوب ، وتاجر بها المتاجرون والفاسدون ، وسالت مناجلها الدماء.
ماهي.. ومن أين تبدأ ؟؟؟
الوطنية … حب بين الانسان وبين الارض التي يعيش عليها ، علاقة حميمية ، ومشاعرملتهبة ، و رغبة روحية عفوية للتضحية من اجل من تحب .
البعض يعتقد ان الوطنية تبدأ من الجندي الذي يدافع عن ارضه ويضحي بدمه ، واخريعتقد هي شعارات حماسية على قاعدة ” الله … الوطن …. الملك ” ، أو اغنية وطنية تعلنالولاء للحاكم على قاعدة ” العزيز انت ” أو نشيد يديم زخم المعركة ضد اعداء الوطن علىقاعدة ” ياحوم اتبع لو جرينا ” ، وثالث يعتبر الوطنية الثورة ضد الفساد والفاسدين ،ورابع يملؤه اليقين بان الوطنية هي تطبيق ايديولوجيته الخاصة.
لكن السؤال … من أين تبدأ الوطنية ؟
هل من الجندي ام من الحاكم او من الموظف أو من السياسي ، أو من المواطن العادي أيمني ومنك ؟
الجندي والموظف والحاكم ، والسياسي ، هي مسؤوليات عامة ، قد تتحقق الوطنية فيهمولكن ليسوا مصاديق ثابته لها .
الوطنية .. تبدأ من المواطن البسيط العادي الذي يخشى ان يرمي القمامة في الشارعخوفاً على تشويه صورة حبيبه.
وتبدأ من سائق السيارة الذي يمتنع عن المخالفة وضرب القانون.
و تبدأ من المعلم الذي يحرص على تعليم الاجيال بصدق واخلاص ، لانه يعتقد ان مستقلالوطن برصانة التعليم و بالفضائل التي يغرسها بالاطفال لانهم ابناء حبيبه.
ومن القاضي الذي يطبق العدل دون محاباة او مجاملة او تفضيل.
الوطنية تبدأ بالامتناع عن استغلال القانون من قبل الموظف العام سواء كان في دائرة اوفي مركز للشرطة او اي مكان اخر .
الوطنية تبدأ حينما يحرص المواطنون على اطفاء المصابيح الفائضة عن الحاجة فيالبيت،وعدم الاسراف في استخدام المياه
الوطنية تبدأ من وجود المتنزهات التي تنتشر فيها الورود دون ان يلمسها احد او يعتديعليها الصغار .
الوطنية تبدأ حينما ترى الطيور والحيوانات تعيش في امان وسلام بين البشر .
الوطنية هي الجمال والحب والامل والقوة والحرص على الممتلكات العامة ، والشعوربالملكية العامة .
حينما ترى شارعك نظيفاً ودوائر الدولة منظمه ويطبق فيها القانون ، والمستشفيات راقية، تطمئنك على حياة من تحب ستشعر بالفخر والزهو ، وستكتشف الوطنية بابهىصورها .
ليست الوطنية هي الشعارات الزائفة وليست الدماء التي تسيل من اجل الخديعة وتذهبالى الفراغ .
الوطنية لا يحتكرها السياسي ولا الحاكم ولا المسؤول ،
الوطنية تبدأ بنا وتنتهي الينا .