أمجد طليع
شاهدت الحوارين لاياد راضي والاء حسين مع احمد البشير وفاجئني كم البؤس وعدم وعي هذين الفنانين بدورهما في قيادة المجتمع او التاثير فيه.
كان عليكما ان تخرجا للناس وتعلمونهم تقبل الاخر وتجاوز الضغينة والتسامح ونبذ الكراهية وتتحدثون عن الجانب المضيء بالحياة ولا تكونون نسخة من الكلام الشوارعي المبتذل.
كان عليكما مشاهدة كم لقاء مع فنانين مصريين او خليجيين تتعلمون منها كيف يتحدث الفنان بالحوار وكيف تكون اجاباته وطروحاته وكيف يقيم زملاءه.
بصراحة نصدمت من الاثنين عندما هاجما الجمهور بسبب نقدهم للاعمال الدرامية اياد راضي وصفهم بالحمقى وهو يستشهد بمقولة لكاتب يتحدث عن السوشيل ميديا والاخرى قالت انهم مرضى.
حضرتكما تقدمان اعمال يشاهدها الساكن بقرية على الحدود ما واصلها التبليط وايضا يشاهدها من ينشغل طوال يومه باخبار التكنلوجيا واسعار النفط والدولار وعليك ان تقبل بما يقوله هذا او ذاك ولا تطلب منهم الصمت كما يريد اياد او عدم الاعتراض كما تريد الاء.
والمصيبة ان احمد البشير سأل الاء ان تذكر اسم فنانة لا تأمنها سرها فقالت (تلث ترباعهن) وهاي مصيبة السيدة طعنت بخمسة وسبعين بالمئة من زميلاتها على انهن غير موثوقات واساءت لهن امام ملايين المشاهدين.
والغرابة الاكثر ان اياد هاجم المسرح الجاد لانه بلا حضور .. اخي من قال لك المسرح الجاد مسرح جماهيري؟
في لندن المسرح الجاد جمهوره محدود وكذلك واشنطن وسدني.
في فنلندا في مبنى المسرح الوطني يوجد مسرح به اكثر من الف مقعد مخصص للمسرح الشعبي.. ومسرح اخر فيه 60 مقعد تقريبا مخصص للاعمال الجادة والمعقدة، في كل العالم المسرح الجاد نخبوي يحضره المهتمون، بالضبط مثلما تقيم ندوة لحاتم العراقي يتحدث عن تجربته وفيها وصلات غنائية في قاعة اتحاد الادباء مثلا ستجد القاعة ممتلئة وفي اليوم الثاني تقيم ندوة في القاعة نفسها عن اصل الوجود حينها ستجد 10 حضور وربما اقل لان اصل الوجود نخبوي وحاتم فنان جماهيري.
وقفتم لا شعوريا الى جانب الجمهور الذي انتقدوه عندما هاجمتم اعمال عراقية وانتقصتوا منها وهذا ادانة بحقكم، الجمهور ينتقد ويهاجم لانه مشاهد اما انتما مطالبان بانقاذ هذه الدراما باعتباركما ابناء الوسط ومسيطران تقريبا على الاعمال التي تقدم فماذا فعلتما لانقاذ او تطوير الاعمال العراقية؟ منذ عشرين سنة وانتما منشغلان باعمال كوميدية بسيطة تعيدان اجترارها كل عام..
يا اصدقائي اعذراني عندما اقول انكما جزء من هذه المنظومة الهوجاء لا تختلفان عن اي سياسي يلفق التهم لاصدقاءه او لاعب منتخب يسيء لزملاءه في الاعلام انتما جزء من صخام الحظ والرثاثة الغارقين فيها ولا منقذ لنا… انا لله وان اليه راجعون..
اعلم جيدا ان هناك من سيساند اياد والاء بالتعليقات وهذا من حقه، ربما لانه لا يفهم دور الفنان بالمجتمع..
