قحطان جاسم جواد
كثيرة هي البرامج المعمرة سواء في الاذاعة والتلفزيون. ولو تفحصنا حصيلة البرامج خلال السنوات الماضية لوجدنا عدة برامج ناجحة حققت جماهيرية واسعة مثلا في التلفزيون هناك برامج الرياضة في الاسبوع لأستاذنا الجليل مؤيد البدري اطال الله بعمره وبرنامج العلم للجميع للمرحوم غانم الدباغ وبرنامج عدسة الفن لمعده الفنان الكبير خالد ناجي. هذه البرامج تعدى عمرها الربع قرن او ما يزيد وبذات النجاح الكبير والجماهيرية الواسعة التي لاحقتها الى حد يوم توقفها. وكانت تعتمد هذه البرامج على معدها الذي كان يجتهد في عمله على معلوماته وعلاقاته الشخصية بالفنانين او المؤسسات الصحفية والفنية. ولم يكن هناك لا أنترنيت ولافضائيات ولاشركات انتاج تدعمه وتعينه. والغريب ان النجاح المتحقق سابقا يفوق نجاحات برامج اليوم رغم توفر احسن التقنيات الفنية والاجهزة الحديثة. وفي الاذاعة شهدنا الكثير من البرامج الناجحة واستمرارها لسنوات طويلة منها برنامج في الاذاعة (الرفوف العالية ) كان يعده الفنان حافظ القباني وهو اول من استخدم الهاتف في برامج التلفزيون في الخمسينات. وكذلك برنامج من الذاكرة الذي كان يعده الاذاعي القدير سعاد الهرمزي، وسلمه قبل رحيله للناقد عادل الهاشمي الذي صانه وتعب عليه لسنوات. ثم توقف بعد 2003 بعد ان توقفت الحياة وتصحرت فيها لمسات الابداع في كل نواحي الحياة. ومع هذا الواقع القاتم برزت حالات ابداعية ابطالها من الجيل القديم واقصد هنا بالذات برنامج العائلة العراقية( استديو عشرة) من اذاعة بغداد العريقة واستمراره ل26 عاما بفضل معده وعائلة تقديمه وفي المقدمة المخرج علاء محسن والسيدة امل المدرس وكذلك اسهامات الكثير من المذيعات والمخرجين اتذكر منهم السيدة سميرة جياد وعادل البدري وفائز جواد وناظم فالح وجعفر الزبيدي وغيرهم. البرنامج اسس اول مرة عام 1996 وحقق تماسا جماهيريا واسعا كما حقق تفاعلا كبيرا من خلال محاورات علاء محسن وامل المدرس مع المسؤولين لحل مشاكل المواطنين. وأذكر تماما كيف كانا يضغطان على الوزير ووكيل الوزارة والمدير العام واحيانا يحرجونهما من اجل تحقيق الحلول لمشاكل الناس. وهذا الامر احد اسرار نجاح البرنامج الذي استمر بعد2003 بفضل علاء والمدرس وغيرهم. ثم توقف لفترة حين تعرضت السيدة المدرس للاغتيال، وكذلك محاولة الاغتيال الفاشلة لعلاء محسن لكنهما لم يبتعدا كثيرا وقررا مواصلة الطريق رغم الاصابة الشديدة لكيلهما. واليوم يحتفلان مع بقية افراد البرنامج بمرور 26 عاما على التأسيس مع اصرار على مواصلة المسيرة بذات الحماس والحب مدعومين من مدير اذاعتهم الزميل رائد الحداد الذي يسعى بكل جهده لمواصلة الدعم المطلق للبرنامج على نحو خاص، باعتباره اهم واجهة شعبية وعائلية وجماهيرية لأذاعتنا العريقة اذاعة بغداد. تحية تقدير واجلال لكل من اسهم في نجاح استديو عشرة منذ عام 1996ولحد اليوم. وتمنيات باستمرار البرنامج ومواصلة الابداع والجرأة والعقلانية في محاورة المجتمع ومشاكله.