كتب رياض الفرطوسي
يطرح سؤال في الفترة الاخيرة ( كيف وصلنا الى مرحلة الانسداد السياسي )؟ ما جدوىالسؤال وماذا سينفع امام هول الكوارث القادمة . سنوات من التضحيات والدماء والاحلاموالرغبات والامنيات المؤجلة بوجود وطن امن وسعيد. ما الذي اوصلنا الى هذه المرحلة؟من الطاغية الى الفوضى العارمة والتوحش والانحلال والفساد والانسداد.هل الانسدادهو سياسي فقط ؟ ام انه انسداد في المنظومة الاخلاقية والاجتماعية والقيمية. انسداد فيالعقل النخبوي والثقافي. متى عشنا الانفتاح لكي نعتقد اننا في حالة انسداد. لا يمكنالبتة ان يحصل انفتاح ونحن لحد الان نعيش عقلية الثرثرة والرطين الاجوف واللغو وفكرةالاستحواذ والسيطرة وعقلية الحيازة والملكية كما لو ان الدكتاتورية قد زرعت فينا كلعاهاتها وقواعدها. منذ 18 سنة ونحن نخوض في ذات الوحل السياسي وندور في ذاتالازمات والمشاكل والارهاصات وكل ما تغير هي الاسماء فقط اما العقلية فهي علىحالها.لماذا يكون شبح الانسداد ماثلا امامنا في كل منعطف وكل مرحلة. كيف لشعب عريقان يبقى يعيش مطاردا مرة بشبح الانسداد السياسي ومرة بشبح الازمة المالية ومرة بشبحالبطاقة التموينية فضلا عن انغلاق مساحات الحوار وتفشي التعصب والعنادوالتخندقات السياسية. كل هذه الانسدادات ولدت مجتمعا تعيسا ودولة ( اكتئابيّة ) تعطلفيها كل حراك فكري واستراتيجي وعلمي ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال ما يقدم مننوعية التعليم ( وهي النوعية الافقر ) التي تجعل بعض طبقات المجتمع المسحوقةوالفقيرة في حالة انفصال عن الطبقات العليا والمرفهة.هل يمكن تخيل ان عقولا مقلوبةومسدودة بفكرة الانتقام والصدأ المتراكم والتكرار والصقل النفسي والفكري والعقليوخطابات الخديعة ( والتغريدات ) المزورة والوشاية والانتحال والعجز المجتمعي وذهنيةالتربص والتشفي وغياب التضامن ممكن ان تكسر هذا الانسداد السياسي ؟