د.عادل جعفر
استشاري طب نفسي
هل فنجان من الشاي وسيجار مع كتاب هامشي يحمل عنوان غير مفهوم، يجعل احدهم يقف مع صفوف المثقفين والنخبة؟
هل عندما يتحدث احدهم حول جميع القضايا المُهمة ويعطي رأياً وحكماً… يعني فعلاً أنه يستحق ان يكون على رأس القائمة ؟
ماذا يعني اذا كانت تلك الجماهير الواسعة تتابع الفيديوهات التي حصلت على مشاهدات عالية رغم تفاهتها؟!!.
ماذا يعني اذا الجماهير بدأت تتابع وبشغف أشخاص تافهين على وسائل التواصل الإجتماعي ؟!!.
ماذا يعني عندما يحصل المنشور السخيف على الفيسبوك آلاف التعليقات؟!.
ماذا يعني عندما يتابع مئات الآف تلك الصفحات السقيمة أو الساقطة على وسائل التواصل الاجتماعي ؟
ماذا يعني اذا قطّاع عريض من الجمهور يتابع فنانة على الشاشة المُلوَّنة في برنامج تُقدِّم فيه نصائح زوجية، مع انها ليست مُرشدة مجتمعية؟ !.
لماذا تم تشجيع ومع سبق الاصرار والترصد ثقافة الظهور والمظاهر ولماذا أعطيت مساحة واسعة يتم من خلالها تضخيم أصوات الأشخاص غير المؤهلين؟!.
على عاتق من تقع المسؤولية التي ساهمت في عملية التغيير الى الدرجة التي جعلت من الأفراد يركزون على الذات والترويج لأنفسهم، بدلاً من التركيز على المصلحة العامة والعمل الجماعي.ومن ساهم في نشر هذه الثقافة إلا وهي ثقافة النرجسية؟!!.
من لعب الدور الاكبر في مكافأة الأشخاص الذين يفتقرون إلى الكفاءة والخبرة و ساهموا في نشر التفاهة ؟ في الوقت الذي تم فيه تهميش الأشخاص الموهوبين والمؤهلين!!.
لماذا تراجعت المعايير و صعد أشخاص غير أكفاء الى القمة ؟!!.
لماذا تراجعت المعايير في جميع المجالات، من التعليم والسياسة إلى الأعمال والفنون؟.
أخيرا و ليس آخراً …. هل فات الآوان لوضع بعض الحلول لمواجهة نظام التفاهة هذا؟
هل آن آوان إعادة بناء الثقة في المؤسسات ام انه حلم وردي !!.
هل اصبحنا في أمس الحاجة الى تعزيز التعليم النقدي؟
الى متى هذا التسطيح والفراغ القيمي؟!.
كل هذا التساؤلات نطرحها في أنتظار تحطيم الجدران لتسود ثقافة الجدارة
كما كانت مرة عبر التاريخ!!.