(إن يقظة الفكر هي مقدمة نهضة الأدمية التي تغوص في الضياع)
محمد صالح البدراني
منظومة الأفكار عندنا بحاجة إلى إعادة تنظيم
الفكر كالبدن بحاجة إلى غذاء يومي لتجديد بنيته بأيض فكري وليس لتكديس المعلوماتفتترهل كما يترهل الجسم بالسمنة، تكديس المعرفة لن يفيد الإنسان بلا معالجة لهذهالمعرفة، فالمعرفة عند أبينا آدم لم تعالج في ذهنه فنسيها عند حاجته لها ولو انه عالجهاوفهمهما لعلم بمنظمة الأفكار تقييم الأشياء ولتعرف لنوايا من ينصحه بأمر منع عنه، وماذكر الله ﷻ قصة آدم لولا أنها عبرة لنتجاوز الخلل البنيوي في نسياننا هضم المعلومةوالاستفادة منها وتحويلها للمعالجة والى قسم التطوير في منظومته العقلية، بيد أنالأكثرية ما انفكت لا تفعل.
القشرية في الدعوة والانضباط
إن صلاح الجوهر سينعكس تدريجيا على المظهر والعكس ليس صحيحا
اهتمام كبير للشكليات في مجتمعنا بما يتعلق بالمفاهيم والقيم التي تحتاج إلى فهم كيتكون فاعلة تفيض بذاتها على محيطها وليست مظهرا فارغا من الفعل بما ينتج منسلبيات السلوك
الموثوقية وتعظيم الفعل ليس معيارا للنجاح وإنما فاعلية المخرجات فقد تجد من يديرموقعا الكترونيا وهو يتصور انه بهذا سيصلح كل السلبيات دونما تعمق أو درايةبالأسباب والمسببات وان الحدث اليوم به كثير من المفردات، فلابد أن تعطى الأنشطةحجمها.
المثقف واجبه تقديم ما لديه والتنبيه وليس إجبار أحد أو الوقوف عند حد ما، وهذه تبرزمشكلة بنيوية حقيقية، فمتعلمنا ينتهي عنده الكتاب باستلامه شهادة التخرج، وكأنه بلغالمبلغ الكافي، كذلك استقرار المثقف عند أول راي ليعتبره حياة أو موت وان واجبهالاستماتة بالدفاع عن سلبياته وإخفاقاته عند سواتره وقلاعه التي يشيدها، والأدهىوالأمر عندما يقف المفكر عند شهرته فلا يتجدد ويبدأ يعيد معرفته كأسطوانة شرخت فلاتمتد إلى حيث المسار؛ وتستمع منها الإعادة والتكرار.
انطباعات سلبية
والحقيقة المرة أننا نجيد صنع السواتر والقلاع وحواجز مع الآخر، لان تصورنا للثباتعلى المبدأ هو غلق التطوير والتغيير وحتى مجرد التفكير بان هنالك حقائق في هذا الكونولسنا نحن الحقيقة المنفردة، هذا يشمل حتما المنبهرين بالحداثة وتأليهها، ومن الواضحعندما تعاملوا مع الحداثة بمتعدد أفكارها تعاملوا بموثوقية أصلا تنكرها الحداثة، لكنهماخذوا سلبيات مجتمعهم ولم يأتوا بإيجابيات الحداثة ولربما كان هنالك ما يعالج حيرةالعالم، لكنهم تمترسوا حيث سواتر المدافعين عن التقليدية في ثقافة الأمة وبنوا قلاعهمأيضا ومازال التراشق مستمرا، لا ينظرون إلى من يأتي بفكر حضاري جديد أو آلية مدنيةمفيدة.
العاملون في السياسة يتبعون نفس المنهج الذي لن يسمح لهم بالارتقاء ليكونوا سياسيينوهو الإصرار على رأيهم باعتبار الإصرار مسالة تمثل الثبات على المبادئ والقيم بينماالسياسة هي سبل الوصول لا يمكن إقفالها بالجمود فكلها طرق نيسميه في صحراءرمالها متحركة والثبات بذات الطريق هو غوص في الرمال أكيد، للسياسة ملفات تتفق فيبعضها وتختلف في أخرى فتتعامل مع المتفق لتقارب المختلف وان قاطعت بسبب المختلففلن تستفيد من المتفق ى عليه ويؤدي هذا لانسداد الطريق، من يعمل بالشأن العام لا يحدهزمن بل تقدمه في رسالة يحملها.
البدايات لا النهايات
بداية العمل السياسي عند ظهور النتائج وليس الانتهاء عند الجلوس على الكرسي،وبداية المتخرج عند التخرج وليس النهاية عند نيل الشهادة، والمثقف عند وروده المعلومةوالمفكر تفكير دائم في التوسعة والتطوير.
أن الهدف ليس إشباع الأنا وإنما ما يمكن أن أحققه من واجب، لكن الأنا في امتنا هي منأوصلتنا لهذا المطاف عندما غابت الثقة بعقد المجتمع ككيان إداري سياسي فتحولت عقليةالبشر بالانا من الآدمية كانسان إلى التدني بالخلق حيث بشر جاوة والنياندرتال فيأفضل مقاربات الوصف.
تطبعنا أن الثقة بالنفس هي الإصرار والموثوقية (قلبا وقالبا) بينما الإنسان يتغيرويتوسع فكره وتسافر غاياته مع مسار الحياة فثبات الفكر انطباع خطأ زرعه سوء الفهملثقافتنا، ولم يتعلموا أن الثقة بالنفس مراجعة واعتذار فأمست الأمة عقيمة وبيئة لمنظومةتنمية التخلف.