من مفكرتي الفنية
قحطان جاسم جواد
بدعوة كريمة من المخرج العراقي المغترب في بريطانيا شاهدت فيلمه الروائي الطويل (ابتسامة بيكاسو ) في سينما مول الحارثية التي اسسها ويشرف عليها السيد زيد فاضل بنجاح ما جعل كل مول عراقي يحتوي على سينما بدعم كبير منه ويعرض احدث الافلام ويدعم الشباب العراقي في عرض افلامهم, وهي خطوة نثمنها كثيرا بعد ان توقفت معظم دور عرض السينما في العراق وباتت محلات للاحذية او التجارة.وهو اول عرض للفيلم في بغداد بعد ان عرض في بريطانيا وقد استقبلته الصحافة البريطانية بالاعجاب والتقدير. ساهم فيه معظم الفنانين العراقيين المقيمين في بريطانيا مثل د.سلام زهرة وفلاح هاشم ومحمد عطا سعيد وعشتار المفرجي وسالي المبارك وغيرهم من الممثلين اضافة الى ممثلين بريطانيين. فيلم جميل حازعلى اعجاب الجمهور. وهو يتناول حكاية ربما تعرض لها الكثير من الشباب ايام الازمنة السابقة حيث يتعرض بطل الرواية الى وشاية من احد زملائه الطلبة في الجامعة وتأويل معنى رسمه للوحة بعنوان (ابتسامة بيكاسو) على انها ضد النظام في حين انه رسمها تعبيرا عن حبه لولده الوحيد, ماجعله يتعرض الى السجن والمطاردة وخلق لديه خوفا ورهبة وهاجس نفسي جعله يرى اشياء كثيرة وينسى اشياء اخرى حقيقية كالتعذيب والتهديد بالقتل والاعتداء عليه.واثناء سجنه تموت حبيبته(زوجته) ورفيقة دربه, وكذلك يملأ قلب ولده الوحيد الشك والحيرة والخوف من المستقبل ,بسبب الرهبة والخوف الذي يحيط به من كل جانب. وقد نجح المخرج بتقديم قصة مشوقة مؤطرة بالجمال والحب رغم الصراع السايكولوجي فيها معتمدا على الاداء الجيد للممثلين.فكان بطل الرواية (فلاح هاشم )يقدم حكاية رجل ابتلى بزميل في الجامعة فاشل دراسيا لكنه من خلال ارتباطه بالسلطة تمكن ان ينفس عن احقاده ضد زملائه ويتسبب لهم بالاذى .وكان زميله فلاح احد الذين شملهم الاذى ولم يكتف بما قدمه له في الجامعة بل امتد ذلك الى بريطانيا وحاول النيل منه وقتله,وقد اقنعنا فلاح كثيرا بادائه الجميل والمعبر عن شخصيته المتأثرة بالاحداث والتعذيب الذي مورس ضده فكان يفهم دوره واباده السايكولوجية بعمق ودراية لذلك نجح كثيرا في تقديمه.وحاول المخرج باسلوبه السهل الممتنع ان يقدم لنا فيلما ناجحا وجميلا رغم سوداوية الاحداث وتركيزها على الناحية النفسية والسايكولوجية. الملاحظ ان هذا الفيلم انتج بالتعاون مع فريق العمل فمعظم المشاركين قدموا جهودهم بلا مقابل نصرة لصديقهم المجتهد جعفر مراد, الذي تم اختياره قبل سنوات كأفضل مخرج عراقي في بريطانيا من قبل مجلة فنية تعنى بالسينما في بريطانيا.ويجتهد مراد كثيرا في افلامه التي تفوز بجوائز عدة فهو المونتير والمصور وكاتب السيناريو والمخرج.صحيح انها مهمة متعبة وصعبة لكنه شغوفا بذلك لانه يعرف كل التفاصيل بشكل دقيق افضل من غيره لذلك يحرص على اتمام تفاصيل العمل بنفسه. وحصل الفنان سلام زهرة على اعجاب الجمهور لما قدمه من اداء واسترخاء وتلوين في اظهار الحقد الدفين ضد نجاح زملائه في الكلية او في الحياة…كان ممتعا في ادائه وقدم لنا شخصية مركبة يحسد عليها وهو فنان قدير حصل على الدكتوراه في السينما ويدرس في جامعة البصرة. وكان يشاطره في خلق المتعة والجمال صديقه الفنان محمد عطا سعيد الذي حاول تقديم المساعدة للبطل وتجنب غضب الشرير سلام زهرة, وقد افلح كثيرا في ابراز ملامح الاداء لديه مستندا على الخبرة المتراكمة…وجعفر هو بالاصل مهندس الكترونيات ثم غير اختصاصه الى الاخراج وكتابة السيناريو وحصد اول افلامه وصمة عار بالكثير من الجوائز المهمة داخل بريطانيا وخارجها.وقد حضر عرض الفيلم في بغداد شخصيا (المخرج وسلام ومحمد عطا) واستقبلهم الجمهور بحفاوة كبيرة. تحية للمخرج وفريق العمل الذين قدموا لنا فيلما ناجحا بكل المقاييس رغم الامكانيات الشحيحة التي توفرت له.وتحية للسيد زيد فاضل على توفير هذه الفرصة في عرض خاص للفيلم ودعم السينما في العراق.
Its like you read my mind! You seem to know so much about this, like you wrote the book in it or something I think that you could do with a few pics to drive the message home a little bit, but instead of that, this is excellent blog A fantastic read I’ll definitely be back