رؤى الخزرجي
ربما بين الحين والاخر يطب علينا بعضا من الشخصيات التي تدعي الفهم السياسي او يعتبرون انفسهم ان لهم باع طويل في السياسة , بل والاكثر من ذلك ينسبون انفسهم الى شخصيات سياسية سابقة او معاصرة وقد يكون الارتباط بيولوجي في بعضا من الأحيان , متشبثين بأفكار ورؤى سياسية طال عليها الزمان ومضى تكاد لا تتلاءم والمفاهيم السياسية الحديثة ثم سرعان ما تلبث حتى تظهر للعيان بانها غير ذات جدوى او ان مجرد السماع لها والتحدث عنها يفقد المرء قابليته للنقاش والفهم ليصبح مجرد مستمع او مشاهد ليس محاور او مناقش .
نعم فالسياسة العالمية اليوم مبنية على الواقع حتما وهو أمر مفروغ منه بعد التقدم والتطور واطلاع الناس على مجريات الأمور والبحث عن الحقيقة وليس الخيال والهلوسات السابقة أو كما يروج لها مدعوها – وقد يرى أحدهم في المنام أمر معينا ربما تشتهيه نفسه واصبح الحلم مثلما تمنى وعندما يصحو من النوم يظن بأن ما رآه هو واقع حال حتما – ولكن سرعان ما يتبين له هو شخصيا وقبل الجماهير او من يخاطبهم بان ذلك الحلم مجرد اضغاث احلام لا فائدة منها بل وحتى التكلم بها ربما يدعو الى موجة من السخرية والتهكم .
فعلى سبيل المثال من يخرج للأعلام وهو يتكلم بكل قوة وصلابة بأن واحدا من احلامه هي حقيقة وراس مال ويجب على الجميع تصديقه كان يقول إن السياسة في العالم ثابتة وليس كما معروفا عليها رمال متحركة ويسترسل في الكلام بأن هذه الدولة المعنية تذهب للحرب ولن تلجأ للحلول الدبلوماسية وهو يعلم علم اليقين بأنها ستتخذ خيار التفاوض في بادى الامر وان الحرب لديها احتمال مستحيل فهذا في الحقيقة محض هراء، و هنالك العديد من الأمثلة المعتادة اليومية والتي تحتاج لقائمة مطولة لذكرها ولا تنحصر على مجرد مثال معين.
ولكن من الضروري بمكان محاولة الدفع بالجماهير للصد عنها وعدم تصديقها او ترويجها وكأنما هي حقيقية لا بد منها لأنها لا تعدو ان تكون مجرد اضغاث احلام.