حاورته للمستقل من فرنسا نزهة عزيزي.
وكالة ZNNاللبنانية مشروع إعلامي واعد يتقصى الاحترافية في العمل الصحفي ويدعو لاحترام أخلاقيات المهنة ، رغم الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يمر بها لبنان إلا أن هذه المعطيات لم تحبط إرادة رئيس هذه الوكالة الاعلامي محمد غزالة الذي حدثني في هذا الحوار عن هذه التجربة الاعلامية الجريئة.
قبل أن نتطرق إلى كيف جاءتك فكرة إنشاء وكالة أخبار في جنوب لبنان من هو محمد غزالة ؟
محمد غزالة هوشاب لبناني عاش مراحل عمره منذ الطفولة وحتى الشباب متقينا بأن الأجمل لا بد أنه سيأتي، من مواليد 1976 في بلدة عدلون – جنوب لبنان ، عدلون البلدة الساحلية المرتمية بين أحضان الشاطئ وعراقة التاريخ حيث سكنها الإنسان الأول منذ آلاف السنين وبنى فيها المغاور والنواويس التي مازالت موجودة حتى الآن ، شكلت عدلون في وجداني وطبعي ومسيرة ذاتها ، التحدي ، التقدم، التعلم ، التنوع . وكنت شاهدا على الإجتياح الإسرائيلي للبنان ، وشاهدت بأم العين منذ كان عمري 6 سنوات قساوة هذا الإحتلال الذي كان يبحث في بيوتنا عن الشباب ويخطفهم إلى سجونه ومعسكراته لأنهم يريدون تحرير بلدهم ، وكنت أتساءل في تلك الحقبة كم أننا كنا أطفالا أذكياء وكم كانوا أي جيش العدو أغبيء خصوصا عندما كانوا يوزعون علينا الحلوى وهم مدججين بالسلاح والعتاد بينما نحن كنا نعيد رشقهم بالحلوى رفضا لقبول اي هية منهم ، وكان يراودني سؤال نذ طفولتي : هذا الجيش الذي يريد أن يعطينا الحلوى لماذا لا يقترب منا أو ينزل من دبابته ويتقدم بهدوء . تنقلت في المدارس الخاصة ومنها الدينية إلى مدارس رسمية ومن ثم إلى الجامعة اللبنانية وبعدها جامعات خاصة وواصلت دراسات عليا في إدارة الأعمال والإدارة التربوية .
ماهي وكالة ZNN كيف جاءت فكرة إنشائها وماهي الهيئات الداعمة لها كمشروع إعلامي شعاره المصداقية والاحترافية أولا؟
شبكة ZNN الإخبارية : هي شبكة كان لي شرف تأسيسها منذ العام 2015 ، الفكرة انطلقت كوني أحب الكتابة ، كتابة المقالات السياسية والتحليل ، وبالصدفة القيت بصديق كان معجبا بأسلوب تحريري ، تمنى عليي إنشاء صفحة خاصة للمقالات والإستمرار بالكتابة ، وقال لي أنا سأنشأ لك صفحة وسأهتم بها ، هذا الصديق عراقي . كان ذلك في العام 2014 . أما موضوع الموقع فالحقيقة أنا منذ العام 2011 كنت عضوا في مجلس بلدية عدلون ، وتوليت حينها ملف لجنة التربية ، وكان لي صديق أستاذ جامعي في فرنسا ، وهو مهتم بإنشاء المواقع والشبكات ، فاتفقنا أثناء زيارته إلى لبنان إقامة دورة تدريبية للشباب لتعليمهم كيف يمكنم إنشاء موقع . فانشئنا موقع للبلدية وبدأت الفكرة تروادني . بالعودة إلى الفكرة أذكر انه في يوم من ايام شهر رمضان المبارك عادة تبقى السهرات إلى موعد السحور ، كان لدي صفحة خاصة ( بلورغر) وبينما كنت أتحدث مع صديق على الفيسبوك ، واذ يخبرني عن سماعه صوت رصاص وقال يبدو أن القصة محاولة إغتيال . بالفعل بدأت أطلب منه أن يتأكد ماذا جري ، ماذا حصل ، من قتل وتفاصيل أخرى . علمت بكل التفاصيل منه وصغت خبرا صغيرا عن محاولة اغتيال ادت إلى مقتل شخصية إعلامية سورية موجوة في لبنان . ونشرت ذلك على صفحتي . في صباح اليوم التالي تلقيت اتصالا من قسم المخابرات التي تتابع هكذا أمور ، وقالوا لي نحن نعرفكم جيدا وانت شخص معروف للرأي العام ، ولكن لدينا سؤال : انت تقيم في هذه المنطقة وأثناء وقوع الجريمة نشرت الخبر بدقة ومعلوماتك صحيحة 100% ، نريد أن نعرف كيف حصلت عليها ، أخبرتهم الأمور كما هي … وختم الرجل الأمني اتصاله معي بالقول نحن نتابع ما تكتبه ومقالاتك رائعة . يومها اكتملت الفكرة شعرت أنه يجب أن أنشأ موقع أقله يمكنني أن أقدم مادة أو محتوى إخبارية … وكانت في البدياية شبكة الزهراني الإخبارية ZNN
في صخب الحدث الأليم الذي ألم بالمغرب والعالم في حادثة إستخراج الطفل ريان من البئر، إفتقرت الكثير من القنوات إلى مصداقية التحري عن الحقيقة وحدثت بزنسة كبيرة بهذه المأساة بعيدة عن الاحترافية الاعلامية النزيهة مارأيكم في كيفية تغطية هذا الحدث المألم، كشبكة إعلام تدعو لاحترام المهنة وممارستها بأخلاقية مع ارساء للسبق الصحفي الحقيقي؟
قضية الطفل ريان استطاعت ان تخطف الانظار كحدث اليم خصوصا وان الامر يتعلق بالطفولة . طبعا انا أومن بأمر رباني حصل في هذه الحادثة هو ان الله اراد ان يكرم هذا الطفل في الدنيا.اما مسألة تعاطي الاعلام مع الحدث فهناك وسائل اعلام تعاملت بدقة وموضوعية ومن جهة ثانية وجدنا وسائل اعلام تتعامل مع الحدث كترويج وجذب دون احترام اي قيمة انسانية اومهنية ، نحن كشبكة حاولنا قدر الامكان ان نستقي معلوماتنا من مصادر موثوقة وتعتمد معايير في نقل الاحداث ،مقارنة بوسائل اعلامية كبرى يمكنني القول اننا نجحنا الى حد كبير في تغليب المهنية والحرفية على الشعبوية والكسب.
ماهي الصعوبات التي واجهتها وكالة ZNN التي تتموقع في جنوب لبنان وكيف إستطاعت أن توحد الاختلافات؟
الصعوبات التي تواجهنا بأغلب الاحيان هي مادية ولها علاقة بالوضع اللبناني كوننا شبكة لبنانية . وظروف العمل في لبنان اصبحت صعبة للغاية . اما فيما يتعلق بتوحيد الاراء … لا اجد هنا ان دورنا يجب ان يكون في هذا المجال ، نحن واجبنا ان نقدم محتوى اعلامي متقدم ، واضح له اهداف واضحة ونترك للقارئ ان يحدد وجهته من خلال الاخبار المتنوعة التي نحرص على تقديمها.
الإعلام العالمي اليوم يعاني من الخبر الغير صحيح او مايسمى ب fake news خصوصا على منصات التواصل الاجتماعي ماهي برأيكم الوسائل والاستراتجيات الاعلامية التي يمكن أن تقلل من هذه الظاهرة الخطيرة ؟
فيما يتعلق بالاخبار الكاذبة والمضللة ، انجزنا في شبكة ZNN الاخبارية اكثر من تدريب مباشر للمراسلين وابرز الانشطة في هذا المجال ورشة عمل مع اليونيسكو اضافة الى مشاركة اعضاء الشبكة في اكثر من تدريب مع مؤسسات مهتمة وندّعي اننا شبكة تحرص على انتاج خبر صحيح ودقيق لاننا نؤمن بأن القارئ حقه المعلومة الصحيحة افضل الطرق لمحاربة الاخبار الكاذبة هو بث الوعي لدى المجتمع وعقد ندوات مع الناشطين على وسائل التواصل لشرح خطورة الخبر الكاذب وتمكينهم وتدريبهم على مهارات التمييز بين الخبر الصادق والخبر الكاذب .
ايضا من خلال توقيع اتفاقية تشمل جميع المؤسسات الاعلامية كميثاق شرف للالتزام بالمعايير الحقيقة للعمل الصحفي والاعلامي .كن محترفا أكاديمية تابعة لوكالة الاخبارZNN، هل تفتقر اليوم الساحه الاعلامية اللبنانية والعربية إلى الاحتراف رغم الثورة التي تعرفها وسائل الإعلام بكل أشكالها وأنواعها مكتوبة وسمعية ومرئية في لبنان والوطن العربي؟
اكاديمية be pro : تمتلك رؤية واضحة وتوجهات مباشرة وادارة بارعة في انجاز المحتوى .ووقعنا اكتر من اتفاقية تعاون لاسيما مع المجلس الوطني للاعلام ، مركز النور اللبناني البلجيكي ، ثانوية لبنان الدولية ، ودار ناريمان للنشر ، وقريبا سيكون لنا تعاون مع وزراة التربية والتعليم العالي . ايضا بدأت ادارة الاكاديمية تقديم مشاريع بهدف الحصول على تمويل لدعم المدربين و المشاركين في الاكاديمية .
ووقعنا اكتر من اتفاقية تعاون لاسيما مع المجلس الوطني للاعلام ، مركز النور اللبناني البلجيكي ، ثانوية لبنان الدولية ، ودار ناريمان للنشر ، وقريبا سيكون لنا تعاون مع وزراة التربية والتعليم العالي .
ايضا بدأت ادارة الاكاديمية تقديم مشاريع بهدف الحصول على تمويل لدعم المدربين و المشاركين في الاكاديمية .
7 سنوات هو عمروكالة ZNN , ومازال المسيرة مستمرة بل هناك مشروع إنشاء ZNN TV كيف بدأت الفكرة واين وصل المشروع اليوم ؟
نحن حقيقة بدأنا الانتقال او بالاحرى توسيع العمل واصبح لدينا برامج على غرار البرامج التلفزيونية ، كنشرات الاخبار ، التقارير المصورة ، التغطيات المباشرة للاحداث ، البرامج السياسية والاجتماعية والصحية ،لكن وبسبب عدم اكتمال التجهيزات والمعدات اللازمة لم تكون ساعات البث التلفزيوني على مدار الساعة بل تكون حسب وقت كل فقرة او برنامج ، علّه في الاشهر القادمة نستطيع توفير امكانات مادية تؤهلنا للبث التلفزيوني الدائم والمستمر
ماذا إستخلص محمد غزالة من هذه التجارب الاعلامية في كلمات أخيرة ؟
هناك عدة خلاصات يمكن استنتاجها وتسجيل من خلال التجربة في شبكة ZNN الاخبارية وابزرها : – لا شيء مستحيل عندما تتوفر الارادة . – مفتاح النجاح هو التخطيط . – العمل الفريقي ممتع للغاية . – الكلمة الحلوة والتقديرلاخرين يدفعهم للعمل اكثر . – المصداقية هي السبيل للتميز .
كلمتي الاخيرة ،اولا للاعلاميين : كونوا روادا للكلمة وعنوانا للمصداقية واحرارا في عملكم .للمؤسسات والجهات المانحة والداعمة للمشاريع الاعلامية : فلتكن معايير الدعم واضحة بعيدة عن السياسة وليكن الهدف تطوير العمل المؤسساتي . والزميلات والزملاء في شبكة ZNN يتفانون في تقديم الأفضل للقارئ. وللمتابعين حقكم علينا ان نوفر لكم المعلومة الصحيحة وسنكون اينما انتم دائما نعبر عنكم بكل شفافية