سمير عبيد || كاتب عراقيَّ
الردح السياسي !
١-لا أعتقد أن عنوان مقالتي لهذا اليوم أستفزازياً بل واقعياً.وعنيت الساسة الشيعة قبل غيرهم بموضوع ” الردح السياسي” والذي اغرقوا به الصحافة والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي هذه الايام. وتحديدا بُعيد اصدار قرار المحكمة الاتحادية ببطلان قانون النفط والغاز في أقليم كردستان، والذي بموجبه تم تهريب النفط العراقي لمدة ١٥ عام وبيعه الى تركيا واسرائيل ودول اخرى ،وعدم تسليم دولار واحد الى الحكومة المركزية . وطالبت المحكمة باعادة الاموال بأثر رجعي الى خزينة الدولة والحكومة الاتحادية وهو القرار الذي اعاد الأمل للشعب العراقي بضمنه الشعب الكردي ان هناك جهة عراقية تفزع للوطن والشعب .
٢-ومن هنا بدأ الردح السياسي الشيعي من ساسة ونواب وتابعيهم على أثر قرار المحكمة الاتحادية . ((عمي وين كانت مراجلكم وحميتكم على ثروات الشعب المسروقة من قبل اقليم كردستان ومنذ ١٥ سنة على التوالي؟..مو كنتوا بالبرلمان ومفاصل القرار فلماذا لم تقفوا بوجه الاقليم الذي لديه دولة ونصف وترك لكم وللسنة نصف دولة … الآن خرجت مراجلكم ؟)) المفروض بكم تتوارون عن الانظار ولا تذهبوا للردح والعنتريات والاحتفال بفعل وانجاز وقرار بطله القضاء العراقي وليس أنتم!
٣- لأنه لو كان هناك جمهور وطني شيعي وحقيقي لعرف كيف يعاقبكم .فأنتم الذين تفرجتهم ولا زلتم تتفرجون ومنذ ١٨ سنة على مأساة شيعة العراق حيث (الفقر والجوع والقمع والجهل والخرافة والمخدرات والضياع والالحاد والجريمة المنظمة والتفسخ المجتمعي، وعطلتم عمدا الزراعة والصناعة والصحة والكهرباء وافسدتم التعليم والبعثات الدبلوماسية ، وطارتم النخب والكفاءات ولازلتم ) وبالمقابل هناك اقليم كردستان الذي سرق ١٢٨ مليار دولار من حقوق الشيعة وشعب كردستان لصالح جيوب الساسة الكرد الذين اغلقوا افواه معظمكم بالصور والملفات والتسجيلات والتوريط والرشاوي والاسكات السياسي !
#شركاء الأقليم!
١-وعنيت بشركاء الاقليم معظم كبار الساسة الشيعة واكرر معظم كبار السياسيين الشيعة . فمعظمهم أما لديهم سفن نفطية في ميناء جيهان وميناء ازمير التركيين لتهريب النفط المسروق من العراق بأشراف اقليم كردستان ومنذ سنوات طويلة . أو لديهم شاحنات كبيرة لتهريب النفط صوب تركيا والشعار ( بزنس .. فور .. بزنس). وهذه ليست تهمة. بل حقائق معروفة ومنذ السنوات الاولى لسقوط نظام صدام حسين واستمرت ، وحتى المعابر غير الرسمية في شمال العراق هناك شراكة لسياسيين شيعة وسنة كبار فيها .
٢- وهي لا تختلف عن شراكاتهم بتهريب الدواء التالف والمسرطن والذي يجمع من الهند وهولندا ودول اخرى ويذهب الى حيفا ليعاد تغليفه ويرسل الى مذاخر بالشارقة تابعة لسياسيين شيعة كبار ،والى شركات في الكويت وعمان ودبي فتقوم بتصديره للعراق عبر شركات تابعة لسياسيين سنة وشيعة على انه دواء سليم ( ووزير الصحة السابق ” المستقيل” العلوان صرح علنا وقال ان ٧٥٪ من الادوية في العراق لا تصلح ومسرطنة وقدم استقالته) . ولهذا غيب هؤلاء السيطرة النوعية ومنعوا السيطرة على المنافذ والحدود العراقية لعقدين من الزمن تقريبا . وهو تقليد لما هو جاري في لبنان منذ عقود وعقود. فهي نفس المافيات التي تتعامل مع لبنان انتقلت فتعاملت مع كبار الساسة في العراق فتحولوا الى كارثة كبرى ضد الشعب العراقي. وان القضاء العراقي امام مسؤولية تاريخية ووطنية واخلاقية ان يفتح هذه الملفات بأثر رجعي ايضا!
٣-وهي لا تختلف عن عمليات تهريب ” الذهب ومشتقاته”الخشالة”ناهيك عن تزييف العملة ” ومنذ السنوات التي تلت سقوط نظام صدام وعبر مطار اربيل ومطار النجف الى دبي ومنافذ اخرى وتشرف عليها مافيات سياسية عالية المستوى . وتخسر الدولة بل خسرت الدولة ولازالت تخسر مليارات الدولارات. ولم نسمع فزعة من نواب وساسة شيعة لمصلحة انقاذ شيعة العراق ومحافظاتهم. لا سيما وان مطار النجف يطلق عليه مجازاً ( مطار الامام علي ) !..نكتفي بهذا !
#الحقيقة المرة /لن تتمكنوا من الاقليم !
نعم لن تتمكنوا ياشيعة العراق من الاقليم وفقط من يتمكن على الاقليم هو القضاء والجيش العراقي / وللأسباب التالية :
١-قيادة اقليم كردستان وعندما أعلنت انها ترفض قرار المحكمة الاتحادية فهي تعنيها جدا. لانها تمتلك ( افلام وتسجيلات وصور واسرار خطيرة ) على معظم القادة الشيعة والسنة على حد سواء ( وربما حتى على بعض القضاة ) وبهذا اخرست القادة الشيعة وحولت معظمهم الى ذيول تابعة لاقليم كردستان وطيلة السنين الماضية . وعندما اعلنت حكومة كردستان رفضها لقرار المحكمة الاتحادية الاخير كانت تقصده وبمعنى ( ياساسة الشيعة تكفلوا انتم باغلاق هذا الملف وإلا نكشف الاسرار ) ….ومن هنا سوف يضغط ساسة الشيعة على القضاء // ولكننا نناشد القضاء العراقي بالثبات والمضي قدما في القرارات الشجاعة والمنقذة للشعب وللعراق من هذه الطغمة الفاسدة بجميع مكوناتها وفروعها !
٢-اقليم كردستان نجح نجاحات أمنية واستخبارية مهولة في داخل المحافظات الشيعية ووصل من خلالها لرموز وشيوخ ورجال دين ومثقفين واساتذة جامعات ونخب شيعية وحتى آخر المناطق النائية، وتمكن من اختراق جميع وزارات ومؤسسات المركز ومصادر القرار .لان اقليم كردستان ( أسس جهاز مخابرات على غرار جهاز مخابرات صدام، وعندما استفاد من كبار الضباط والخبراء الذين كانوا بأجهزة نظام صدام والذين طاردهم سياسيوا الشيعة وجيوشهم الخاصة ،ولم يستفيدوا منهم مثلما استفاد السيد الخميني من مخابرات واجهزة الشاه بعد الثورة الايرانية وبنى من خلالهم الاجهزة الامنية الايرانية الحالية .. واقليم كردستان عمل بنفس نهج الخميني فأسسوا جهاز مخابرات فاعل وقوي داخل الاقليم) وقصدي ان هذا الجهاز قادر على فعل اي شيء في اي مدينة في جنوب العراق( وگرة اعيونكم)..///مع العلم انا ضد اي كسر عظم مع الشعب الكردي والاقليم وان الحوار هو الأسلم!
٣- …أ:-اقليم كردستان وضع الساسة السنة والنخب والرموز السنية في جيبه. بل جعلوا السيد البرزاني اخيرا وبشكل علني هو قائدهم السياسي . والسبب السياسة الشيعية الفاشلة تجاه البيئة السنية والتي لم تؤسس الى قاعدة متينة وصادقة وامينة ( والسبب لأن احزاب الاسلام السياسي الشيعي حاربت الحالة الوطنية، وحاربت الوحدة القبلية العربية ، وحاربت العروبة ” ولازالت تحاربها )وهو الشرخ الذي يكشف زيف الشعارات الاسلامية لديهم. لأن العروبة هي جوهر الاسلام المحمدي وساقه الذي يرتكز عليها وهنا باتت احزاب الاسلام السياسي تحارب الاسلام الحقيقي وبجوهره !!!!!!!
تكملة المقال :
ب:-وصبّت تلك الاحزاب جل اهتمامها على تكريس الطائفية والمذهبية والمناطقية والانعزالية لكي لا يحصل هناك مشروع عربي ينقذ العراق بين ( العرب السنة والعرب الشيعة وبالعكس) ليقف بوجه الاسلام السياسي الطائفي، وبوجه المشروع القومي الكردي على حد سواء . فأجبروا السنة ليكونوا بحضن البرزاني وباسقاط .سني وهنا ايضا تضررت العروبة وتضرر الوطن. وتضررت الوحدة واللحمة المجتمعية في العراق. والفائز هم الاكراد بفضل السياسة الشيعية الفاشلة !
#الخلاصة :
١–فهذه افعالكم ياساسة الشيعة ويا اسلام سياسي شيعي . جئتم بلا مشروع وطني ، وجئتم لتنتقموا فقط فدمرتم العراق، ودمرتم الشيعة والتشيع والمذهب والطائفة لصالح احزابكم وجيوبكم ولصالح داعميكم الخارجيين….
٢-فلم تسجلوا انجازا وطنيا واحدا ، ولم تسجلوا انجازا شيعيا واحدا يفخر به شيعة العراق بين اقرانهم شيعة العالم، وبين الطوائف والمذاهب والاديان الاخرى . فالمحافظات والمدن الشيعية هي محافظات ومدن اليباب بفضل سياساتكم !
٣-فاتركوا الشيعة والشعب العراقي يلتف حول الأمل الذي بزغ أخيرا والذي بشّر به(القضاء العراقي) ولا تفسدوه بردحكم وعنترياتكم وشعاراتكم التي كرهها الشيعة والشعب! …
اتركوا القضاء العراقي يعمل بلا نفاق سياسي منكم !