يوسف الغريفي
حادثة مقتل مدير بلدية كربلاء لن تكون الاخيرة في مسلسل المتجاوزين المتنفذين ، الذين يمتلكون حصانة، فما زال الكثير من القتلة طلقاء ، ينتشرون في عموم البلد ، يخبأوون اسلحتهم لوقت الحاجة ، ففي ظل غياب القانون وضعف الدولة سنشاهد الكثير من هذه المشاهد وستتكرر.
لن تجدي محاكمة مجرم وانزال القصاص العادل به ، مالم تعالج اسباب المشكلة ، ونقف على مكامن الخلل ، فكيف تمكن موظف حكومي صغير من الاستيلاء على الارض وبناء عمارة ومحلات تجارية، منْ منحه هذه القوة وهذا الاستهتار .
حادثة كربلاء هي فصل من فصول مهزلة التجاوز ، و قاتل عبير سليم قد كشف عن ظاهرة وليست حالة ، ظاهرة اسست لها الدولة والاحزاب والسياسيين الفاسدين بعد ان استولوا على عقارات واملاك الدولة وتجاوزوا على الحق العام .
وبحسبة بسيطة سنرى ان قاتل عبير هو زعنفة صغيرة امام هوامير المتجاوزين .
من يسكن القصور الرئاسية وبيوت المسؤولين السابقين والمباني الحكومية ومن استولى على الجامعات الحكومية ومن اقام مشاريع تجارية ضخمة على اراضي الدولة وسجلها باسمه الشخصي ومنْ ومن ْو منْ.
اذا تمكن القضاء من محاسبة الزعانف ، فمن يستطيع محاسبة حيتان الفساد ؟
ورب ضارة نافعة كما يقول المثل العربي، ربما تكون حادثة مقتل عبير حافزاً ودافعاً لاجتثاث العبث والمتجاوزين ، وربما تكون هبة منحها القدر لما تبقى من وطنيين ليقوموا بدورهم في انتشال الوطن .