ماجد السفاح / شاعر وباحث..
هو من مواليد سوق الشيوخ /ناحية گرمة بني سعيد لعام ١٩١٢..كان والده الشيخ حموده ال مزيعل رحمهالله من الشيوخ البارزين على مستوى لواء المنتفج والعراق وله كثير من المواقف التي جعلته شخصية خالدةوكان من المطالبين بالخدمات إلى لواء المنتفج عندما كان نائبا في البرلمان في العهد الملكي لأكثر من ثلاثدورات وكان مضيفه عامراً برواده من المشايخ والوجهاء وعلية القوم..
في أجواء هذا المضيف نشأ إبنه ثامر الذي نهل الكثير من معين والده وحفظ الكثير من أحاديث العارفينوأهل الحل والعقد في مجتمعه الريفي..
تعلم القراءة والكتابة على يد الملالي والكتاتيب الذين كانوا أكثر إنتشاراً في منطقته بفضل وجود مدرسةالمؤمنين الدينية التي أسسها وتزعمها السيد الميرزا عناية الله جمال الدين وهو جد الدكتور الأديب والشاعرمصطفى جمال الدين..
كان الشيخ ثامر حموده وافر المعرفة وكثير الحكمة وكريم اليد وطيب القلب كما أنه ضليع بحل كثير منالمشاكل التي تحدث في مجتمعه الريفي وكان كثير التواجد في مضيفه ويكره دخول الأسواق بإستمرار لأنهيعتبر أن مملكة الشيخ التي يجد فيها نفسه هي ديوانه ومضيفه..
إتقانه للقراءة والكتابة ولد لديه حب الإطلاع والمطالعة وقراءة الكتب إلى الحد الذي جعله مصاب بنهمةالقراءة ومتابعة النتاجات المعرفية والأدبية..
في الوقت الذي كانت فيه المشاحيف هي واسطة النقل الوحيدة بين الريف والمدينة فقد كان رحمه الله ينتظرمتى يعود أحد أصدقائه من أصحاب
المشاحيف ليأتيه برزمة من المجلات والجرائد وبعض الكتب التي كان قد أوصاه بجلبها له من سوقالشيوخ..
ولعه بالقراءة والمطالعة جعله ملما بالمفردات والكثير من المصطلحات حتى بات حديثه مميزاً من بين أقرانهومجالسيه..
إستلم مشيخة العشيرة من بعد وفاة والده فاجتمعت فيه الزعامة القبلية والتنوع الثقافي والمعرفي فحينتجالسه تشعر بأنك أمام مزيج معرفي بين المدينة والريف..
دفعه الجانب المعرفي إلى بناء علاقات واسعة مع أصحاب الأقلام السيالة بالأدب والكلمة الصادقة من أمثالمصطفى جمال الدين وجميل حيدر وصالح الظالمي ومحمد رضا القاموسي بالإضافة إلى الكثيرين منشعراء وأدباء سوق الشيوخ والنجف والشطرة..
كان رحمه الله بارعاً في كتابة قصيدة المربع والأبوذيات والموالات التي لازلنا نتغنى بها إلى الآن والتي إمتازمعظمها بالطرفة..
كان هجاءً في شعره من خلال رصده للكثير من الحالات ولكن شعره بطريقة الهجاء جعله محبوبا حتى عندمن هجاهم إلى الحد الذي جعلهم يطلبون منه أن يقرأ ماقاله فيهم من هجاء وذلك بسبب إدخاله النكتةوالمفردة التي تجلب الانتباه في أبيات قصائده وابوذياته.. ترك ديواناً شعريامخطوطاً بعنوان (ألحانالريف) قام بطبعه مؤخرا النائب وجيه عباس وعلى نفقته الخاصة..
أثناء مقابلة الشيخ ثامر حموده للرئيس الأسبق أحمد حسن البكر رحمه الله إنبهر بحديثه وطروحاته فأمرالرئيس بتأسيس مكتبة مركزية في ناحية گرمة بني سعيد وأن يكون الشيخ الأديب ثامر حموده مديرا لهاوذلك عام ١٩٧٢ وتم ذلك بالفعل وبهذا كانت مكتبة الگرمة هي أول مكتبة تؤسَّس بأمر رئيس الجمهوريةومديرها هو أول مدير يتم تعيينه بأمر رئيس الجمهورية ولا زالت المكتبة قائمة إلى الآن يتواصل معها القراءوعشاق الكتاب..
كان رحمه الله خفيف الروح ويعشق الجمال ويبحث عن النكتة مما جعله أن يمد جسور العلاقة مع عدة أجيالوإعمار متفاوتة.. كان قوي العلاقة بالمطربين داخل حسن وناصر حكيم وحضيري ابو عزيز رحمهم الله لأنهيعتبرهم سفراء الأغنية الريفية في بغداد وهم من ترجموا أوجاع الجنوب من خلال ماصدحت به حناجرهم..
إنتقل إلى جوار ربه عام ١٩٨٧ وشيعته حشود المحبين من مشايخ ووجهاء ومثقفين بالدموع والآهات..
استلم مشيخة العشيرة من بعده ابنه طارق ولازال سائرا على نهج والده رحمه الله..