حوار مع الشاعرة والسينمائية الاماراتية  نجوم الغانم _ ظافر جلود

حوار مع الشاعرة والسينمائية الاماراتية نجوم الغانم _ ظافر جلود

• حكايتي مع الشعر قديمة، انضمت منه ومنذ ثلاثة عقود إلى قصيدة الحداثة الإماراتية .
• املك في رصيدي أفلاما عديدة، حملت بصمتي كمخرجة ومنتجة .
• في العراق الكلمات لغة عالية في الشعر والقصة والمسرح والسينما والموسيقى

دبي / المستقل / ظافر جلود

نجوم الغانم سينمائية وشاعرة، وأديبة إماراتية، صدر لها العديد من الدواوين، قبل كونها مخرجة سينمائية تحدت الكثير من الظروف كسيدة خليجية، لتنال كل هذه الشهرة في الإمارات والخليج، وتحصل أفلامها على كل تلك الجوائز.
والفنانة الغانم من الفنانات القلائل اللائي زاوجن بين الشعر والإخراج السينمائي، وربطن بين الشكلين ليشكلا إبداعا متميزا، الصورة بالنسبة لها لا تنفصل عن الكلمة، وكثيرا ما اهتمت الغانم بإبراز قدرة الشعر على إعادة إحياء العاطفة في مفردات تحملها الذاكرة دوما إلى واجهة الحياة، وقد شحنت الكثير من أعمالها بحنين إلى الزمن الفائت، وتوثيق يحاول التكيف مع قسوة المضي قدما إلى الأمام.
نجوم الغانم من مواليد مدينة دبي ، تحمل إجازة في الإنتاج التلفزيوني من جامعة أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية (1996)، وماجستير في الإخراج السينمائي من جامعة غريفيث في أستراليا1999.
• قصة تبدا من الحكايات الاولى ؟

 


– بدأت الكتابة الشعرية في أواخر السبعينيات وثم توجهت للنشر في الصحافة المحلية في الإمارات، وفي مطلع الثمانينات. أصدرت أول ديوان لي بعنوان “مساء الجنة” (1989)، ثم تتابعت مجموعاتي الشعرية فأصدرت حتى الآن ستة مجموعات.
• وهل كان للشعر مجلساً ومقاماً في حياة الفنانة نجوم ؟
– حكاياتي مع الشعر قديمة، حيث انضمت منذ ثلاثة عقود إلى قصيدة الحداثة الإماراتية، وأصدرت مجموعات شعرية عدة، وكانت البداية مع “مساء الجنة”، وتوالت بعدها الإصدارات ومنها “رواحل” ومنازل الجلنار” وغيرهما، وأصدرت بعد ذلك مجموعة “ليل ثقيل على الليل”، وتمكنت عبرها من تأسيس بصمة خاصة بين أقراني في الخليج العربي.
• بمعنى الشعر مهد لنجوم لدخول عالم السينما ؟
– الشعر هو مركز الفنون ، وحينما تكون البداية مع الكلمة، كوني بالأساس شاعرة، وعملت في الصحافة لفترة، منحتني علاقة بالإخراج السينمائي، لان مطمعي ورغبتي في السينما بكل اتجاهاتها كبيرة ، فقررت دراسة الإخراج في أمريكا في نهايات الثمانينيات، وحصلت على الماجستير أيضا في نفس التخصص.

• جميع أبطال أفلامك يملكون من الغانم شيئا ؟
– بالفعل ما يقال عن أعمالي من قبل النقاد والمتخصصين أن بها شاعرية وإنسانية يشعر بها المتفرج ، وهذا متاتي من الاختيار بالأساس، فاختياري لشخصيات أبطال أفلامي يقوم على عدة أسباب من ضمنها الجانب الإنساني لهذا البطل، فانا اعتمد على اختيار شخصيات إنسانية، فريدة من نوعها، عندها شيء عميق، واستثنائي في عالمه.
• ودراستك في أميركا؟
– تعتبر ا دراستي في أميركا من أهم المحطات التي حدثت في حياتي لما لذلك من خصوصية عائلية، حيث سافرت للدراسة وانا متزوجة ولدي أطفال، وقبل ذلك كان والدي يرفض السماح لي بدراسة الفنون الجميلة في أوروبا، فاضطرت إلى البقاء والعمل كصحافية آنذاك، لكن كنت مصممة على التخصص في مجال السينما، ذهبت الى أميركا لم يكن ذلك بإرادتي في البداية، كوني ذهبت ببعثة دراسية حكومية ولم تكن مسموح لي دراسة الفنون الجميلة التي هي رغبتي بالأساس، وبالتالي كان واجبا أن ادرس ما يخدم عملي في مجال الإعلام فكان الإنتاج والإخراج السينمائي، لكن بالمقابل كان لدى ميل كبير إلى الصورة وخصوصا في الكتابة الشعرية .
• وماذا تملكين من رصيد سينمائي الآن ؟


– املك في رصيدي أفلاما عديدة، حملت بصمتي كمخرجة ومنتجة، وساهمت في فوزي بالعديد من الجوائز، حيث نال فيلمي الوثائقي “حمامة” عام 2010 جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الخليج السينمائي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وحصد فيلمي “الأمل” الجائزة الأولى في المهر الإماراتي خلال مهرجان دبي السينمائي عام 2011.ومازلت احصد نجاح فيلمي الأخير “آلات حادة” الذي وثقت فيه جزءا من حياة الفنان التشكيلي الإماراتي الراحل حسن شريف، الذي كان من رواد فن المفاهيم المطلقة، وكانت رسوماته الكاريكاتورية المنشورة في الصحف والمجلات في فترة السبعينات قد عكست المناخ السياسي في الشرق الأوسط آنذاك، وبالأخص التوسع العمراني السريع الذي شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها.
• وماذا يمثل لك الفنان الإماراتي الراحل حسن شريف؟
– الفنان الراحل حسن شريف قيمة إبداعية خاصة ومهمة في عالم التشكيل الإماراتي والعربي، وكان له تأثير فني واضح بمنطقة الخليج، حيث أنشأ مدرسة فنية قائمة بذاتها، ومن هنا جاءت فكرة إخراج فيلم متكامل عن هذا الفنان لدي حرصا على توثيق الإرث الذي تركه الفنان الراحل للذاكرة الإماراتية.
• أخر أعمالك ؟
– آخر أفلامي كان بعنوان «عسل ومطر وغبار» والذي يروى قصة حياة جامع العسل في جبال الإمارات، من خلال سيدة ورجل، تم اختيارهما لتسجيل رحلتهما إلى الجبل، والصعوبات التي يواجهانها، حيث كان العسل في الماضي متوافرًا جدا، لتوفر البيئة الحاضنة له من جبال، وأمطار، أما الآن، فقد تغيرت الأجواء، وقلت الأمطار، وأصبحت مهنة جمع العسل، وتربية النحل، شاقة، وصعبة، وهو ما وثقته في فلمي .

• كثيرة هي زياراتك للعراق ؟
– ولحد الإن ، اعشق المدن العراقية بجذورها الإنسانية ، ونساها الطيبين ، أتجول أصور وارسم تلك الملامح المتحولة من العذابات القسرية الى الأمل ، الصراع في العراق يمثل قيمة عليا بين الوجود والموت ، قد نقول كلمات تذهب مع الريح ، لكن في العراق الكلمات لغة عالية في الشعر والقصة والمسرح والسينما والموسيقى ، أن اجتمعت وتوحدت فتشكل قمم للحضارة والإنسانية والحياة .
• أخيرا .. كيف هي العراقة مع زوجك الشاعر والفنان خالد البدور ؟
– بكل الأحوال فهي نموذجية، ولكي ينجح الزواج أعتقد أنه من الضروري أن يكون هناك مساحة حرية متاحة للزوج ومتاحة للزوجة، وخاصة إن كانوا فنانين ولهم علاقة بالأدب والثقافة، وهذه المساحة من الحرية ليست ضرورية للزوجين فقط، لكنها ضرورة للأطفال أيضا. ما استطعنا أن نقوم به مع أطفالنا أنا وخالد أننا اليوم نتحاور بشكل حر، والعلاقة التي تجمعنا هي علاقة صداقة أكثر مما هي علاقة أبوة وأمومة وبنوة.

(Visited 49 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *