امين عبد الله
حيا الله اخينا د.جواد الاسدي,الذي اختارته(الهيئة العربية للمسرح)ليقول كلمته ,في مطلع 2023..وياتي هذا الاختيار,تشريفا لكل المسرحيين العراقيين,وتقديرا لما قدمته الاجيال السابقة من رجالات المسرح,والتي يعتبر جواد الاسدي احد ورثتها الشرعيين..بالاضافة ,طبعا,الى دوره كمخرج ومؤلف,اثبت حضوره,للعقود الثلاثة الاخيرة..
..وعلى هذا الاساس,نتمنى من الاخ جواد,ان يحمل هموم المسرحيين العراقيين,وان ينقل عنهم بصدق وامانة,وبكلمات واضحة,ودلالات سليمة,ينقل عنهم اي مال صعب,ال اليه المسرح,واي واقع مر يحيط بابي الفنون..
..ورغم التزويقات اللفظية,وتعابير الفخر والتقدير التي تكلل اسم المسرح على الصعيد الرسمي,فلا زالت السلطة التي بيدها الحل والربط,لا زالت تنظر لاي نشاط مسرحي,نظرة لا تخلو من الاشمئزازو الاحتقار..
..فبعد ان ادرك نظام (البعث) السابق,الدور الذي يقوم به المسرح,في نشر الثقافة والوعي بين الشعوب,حاول (اي البعث) الاستفادة منه,وتجييره لصالحه لنشر افكاره الشوفينية وحروبه,فحسب..اما السلطة التي جاءت ما بعد 2003فلم تكتف باهمال المسرح والثقافة عامة,بل وان تتكفل بتحويل احد رموزه الدالة ,واقصد (مسرح بغداد ) الى ..مكب نفايات..!
..وقد ساهم في نكوص المسرح,غياب الوعي الجمعي,وسيادة الاساليب الفجة والاستهلاكيه في العروض المسموح بها,والتي اغلبها برزت كظاهرة في عقد التسعينات,وظروف الحصار..
..تركة ثقيله يرزح تحتها المسرحيين العراقيين,واولها طبعا ( غياب الحريات), اذ ان العراق رغم نظامه ودستوره (الديمقراطيين !!)الا ان النصوص,لا زالت تمر من تحت مقص الفكر المليشياوي الرجعي..لهذا ترهل المسرح الوطني,بالاف مؤلفة من الموظفين,الذين لا علاقة لاغلبهم بالمسرح..
..تذكر يا جواد,كيف كانت مسارحنا تشرق باعمال شكسبير,وتغيب مع اعمال غائب طعمة فرمان..
كيف كانت تزهو بسخرية يوسف العاني,وتحزن مع زينب
كيف كانت تتبارى بين قاسم محمد وسامي عبد الحميد
كيف كانت تبحث في تراث الجاحظ وتتسابق لعرض صمويل بيكيت وجان جينيه
كيف كانت تغص بالمتفرجين,من الاقضية والنواحي,والمحافظات..
وتذكر ايضا..
ان ثمانين بالمئة من المسرحيين العراقيين اليوم,يعيشون في المهجر,وقد كنت واحدا منهم..
..فماذا انت قائل؟
اقول قولي هذا وادعو الله بالخير, لنا ولكم,ولكل المسرحيين المؤمنين الصالحين..!!
والسلام عليكم..