تقرير: القاتل: القاتل يبلَّغ بالحضور / هناء المرجان

تقرير: القاتل: القاتل يبلَّغ بالحضور / هناء المرجان

هناء المرجان / بغداد

مجرد الاتهام دون ادلة وقرائن ، لا  يجيز  للقاضي  ان يصدر  القاضي  حكما على المتهم  ،فالمتهم بريء حتىتثبت ادانته.

هذه القاعدة القانونية  يبدو انها معطله ، او قل مهملة ،فما نراه و ما يحدث في القانونالعرفي في العراق ، لا علاقة له بالقانون وقواعده.

فالمتهم مذنب ، بدون أدلة ، ويجب ان ينال عقوبته ، بالاخص اذا كان فتاة او أمرأة.

فالعقوبة ستقع عليها بمجرد ان تتهم  ولو كان بهتاناً .

ما حصل  للفتاة هيفاء . س   التي اتهمت  بالانحراف  ودفعت حياتها ثمناً لهذاالاتهام ، ومن حكم عليها بالموت هو اخوها  بأمر من ابيها  يا للجريمة .

لكن ما يدعو للدهشة  موقف القانون والدولة من هكذا جرائم بشعة .

ابتدأت القصة مع  اخوها ، حينما ابلغه صديقه كذباً ان شقيقته  منحرفه ” .

يتحمس الاخ  ويندفع وهو يزبد ويرعد  لمجرد ان صديقه المستهتر الذي اراد ان يستميلالبنت الى جانبه وان يعتدي عليها ، فرفضت فيقوم بالانتقام منها  بابلاغ  اخيها بوجودعلاقة محرمة بينها وبين جارها  الاخر ، وبما انها الحلقة البنت المسكينة الاضعفاجتماعياً فيقع عليها الظلم .

الأب  يسمع بالخبر ودون ان يتحقق. وخوفاً من الفضيحة بنظرهباعتبار ان بنته. زانية  يقرر ان لايلجأ  للقانون والفحص  الطبي او التحقيق وان  يخرج بين مجتمعه مرفوعالرأس. فيقوم  باصدار الحكم.

ربما يكون الأب غير مقتنع بالتهمة. وربما يعرف ان بنته مظلومة لكنه يرغم على القيامبالجريمة خوفاً من العار ، ويكون قد  نفذ جريمتين في وقت واحد، وحكم عليها  مرةبالقتل ومرة بقذف شرفها وهي ميتة وترك الشاب المستهتر حر طليق ، الشاب الذي سولتله  نفسه قذف المحصنات،  تم هدر دم فتاة مسكينة نتيجة إشاعة كان ممكن يمنع نفسهمن بثها ولكن لم يكن واعي نتيجة الاستهتار بالحياة الإنسانية.

  الاخ وصديقه شابين في مجتمع بالي تحكمه الأفكار العصبية كانا على موعد معالشيطان والاجرام من خلال إشاعة وتهمة كاذبة ،  تم تدمير حياة فتاة  وتلويث سمعتهاعلى مرأى ومسمع القانون وأحكامه، التي يجب إعادة صياغته مرة أخرى من أجلتحقيق العادلة والمساواة بالاحكام حياة البشر منحة الهية ، والاشاعة فعل شيطاني ، وممكن ان تدمر  مجتمع و عوائل نتيجة نقص الواعز  الانساني  و الديني والتثقيفي.

لم يسجن الاخ الا مدة الحق العام. ، وقيدت الجريمة تحت مسمىغسل العار

وفي الحقيقة القتل هو العار بذاته  والاجرام بصورته الحقيقية .

لقد قامت المحكمة باجراء روتيني

عندما استدعت المجرم للمثول امامها برسالة  تقول :

تسلمعتبليغاً من المحكمة للحضور امامها ، التبليغ يقول :

تقرر حضورك أمام  محكمة ….  في الساعة العاشرة .من يوم الثلاثاء في الدعوى المرقمة……الخاصة بجريمة قتل المدعوةهيفاء سينوالمطالبة بالحق المدني المجني عليهااختك حسب ماورد من ملابسات الحادث ……وفق المادة …….وعند امتناعك عمدا عنالحضور في الزمان والمكان المعينين سوف يصدر أمر بالقاء القبض عليك وفق القانون . كما هو معروف ان

المجتمع العراقي ، مجتمع عشائري  تتحكم العادات والتقاليد والاعراف  باغلب قضاياهومنها ما يسمى بـ   جريمةغسل العارهذه الجريمة النكراء التي لا يقرها دين ولاانسانية   ، لكن العرف الاجتماعي العشائري يبيح قتل المتهمة بمجرد الشبهة، و لو كانتغير مذنبة .

القانون بفقراته يعتبرها جريمة ممكن تعالج من خلال الاهل والعشيرة ، وبما ان  النساءالحلقة الأضعف ويعشن في مجتمعٍ شرقي متزمت ، يصدر عليها حكم الاعدام دونالرجوع للقانون  والادلة ، لكن الاقسى من هذا كله ان والد البنت هو من يصدر الحكموالقاتل اخوها.

ذهبت الفتاة  الئ القبر وبقي القاتل مترنحاً ، يسرح ويمرح  دون ان يحاسبه احد .

هذه الفناة هي واحدة من الاف الفتيات اللواتي تسلب حياتهن لمجرد تهمة  او اشاعة اووشاية .

ماذا على الجهات المسؤولة  حكومية او غير حكومية ان تعمل وان تقف بوجه هذهالعادات والتقاليد المجرمة .

علينا كمجتمع ان نواجه هذه الجرائم

من خلال نشر الوعي التربوي ، بدأً من مراحل الدارسة الابتدائية حتى الجامعية وإحلالالسلم المجتمعي وحماية حقوق الأفراد من نساء ورجال ويبقى صوت الحق الاعلى اذااردنا بناء مجتمع سليم خالي من الافات العشائرية المقيته ومن سلبيات العاداتوالتقاليد البالية في تتبع الإشاعة واشاعتها بين الافراد.

(Visited 5 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *