اخبار متابعات يومية
على مدار ثلاث واربعين دورة، استطاع معرض الشارقة للكتاب أن يجمع بين ثقافات العالم، ويؤسس لحوارات فكريّة مستمرة، تعززها المبادرات وحركة الترجمة وورش التدريب والمؤتمرات ذات العلاقة، والاستضافات العربية والعالمية ضمن أعماله، فضلاً عن الدور الرائد له في صناعة النشر والكتاب، وتعزيز دور المبدعين في كلّ حقول الثقافة والإبداع.
يشارك اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024 في دورته الـ”43″ التي انطلقت أمس وتستمر حتى 17 نوفمبر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة، بتنظيم من هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار “هكذا نبدأ”، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وتتضمن مشاركة الاتحاد في المعرض، أحدث الإصدارات الأدبية والتي تمثلت في كتابين منفصلين للقصص القصيرة الفائزة بجائزة غانم غباش في دوراتها بين عامي 2002 – 2009، والقصص التي فازت بالجائزة في دورتها الخامسة االعشرة عام 2024، إضافة إلى كتاب لنا المدى والظلال “قصائد من الإمارات” إعداد وتوثيق الكاتبة والروائية لولوة المنصوري.
كما يُشارك بعددٍ من الأنشطة والفعاليات المتنوعة بينَ الأمسيات الشعرية والندوات الثقافية والجلسات النقاشية، والتي تقام على مدار أيام المعرض بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين.
من جهة أخرى قال الناقد والأديب السوري د. أكرم قنبس إنّ معرض الشارقة الدولي للكتاب بات رمزاً من رموز المعرفة العربيّة والعالميّة، ودليلاً ساطعاً على تنمية روح التّسامح والتّواصل العرفي بين شعوب الأرض قاطبة.
وعن مدى تمثيل المعرض للمنطقة العربيّة في الحوارات والنّقاشات الثّقافيّة الدّوليّة، قال إنّ معرض الشّارقة الدّوليّ للكتاب أصبح بمثابة المنارة الفكريّة والمعرفيّة والثّقافيّة والإبداعيّة بتوجّهاته المتعدّدة، ففي كلّ دورة له تكون هناك محاضرات وندوات ولقاءات يستضاف فيها أعلام الفكر والمعرفة والثّقافة والإبداع لنقل تجاربهم، وإجراء الحوار الفكري والثّقافي والمعرفيّ الهادف الّذي يُعزّز التّلاقح المعرفيّ بين أبناء الوطن العربيّ من جهة، وبين شعوب العالَم الأُخرى من جهة ثانية، وبالتّالي تتواشج الأفكار لتشكّل لوحة عالميّة للحِوار العالميّ الّذي يُعزّز مبادئ التّسامح الفِكري والتّعايش الإنسانيّ، والّذي يُعزّز بدوره الأمن العالمي.
وأكدت الناقدة د. مريم الهاشمي أنّ معرض الشارقة للكتاب يُعدّ واحداً من الأمكنة المرتبطة بحياة الكثيرين، حيث تشكلت فيه شخصيات ثقافية عديدة، ويمتلك سطوة إيجابية في عالم مختلف ومتميز عن العالم الخارجي، عالم يجمع بين كل الأقطاب الفكرية العربية، وقد امتد على مدى سنوات إلى الثقافات غير العربية، مُشكِّلاً مجتمعاً يلتقي فيه الكتاب والفكر والقلم.
ورأت الهاشمي أنّ معرض الشارقة للكتاب من المنصات الثقافية التي هي بمثابة مؤسسة ثقافية مستقلة تعمل من أجل النهوض البشري، وهي بمثابة منصة تقوم على الاهتمام بالذات البشرية وتمكّنها من الولوج إلى عوامل الفكر والثقافة والإبداع، بحيث تشكّل ذائقته ورؤاه لنفسه أولاً وللعالم من حوله، كما أن معرض الشارقة للكتاب بتاريخه المرتبط بالذاكرة الإنسانية يقدم وعلى الدوام العديد من المبادرات في سبيل الإفادة من كل النتاج البحثي والإبداعي.
وأكد الكاتب والباحث فهد المعمري أنّ معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح وجهة ثقافية رئيسة للمثقفين، من خلال الأدوار التي حققها عبر تقديم منتج ثقافي متنوع يشمل الورقي والإلكتروني والرقمي والتفاعلي، ويغطّي مختلف الموضوعات ذات العلاقة بالإبداع والفكر.
وأضاف، أنّ المعرض أصبح محطة للجميع، حيث يمكن للزوار الحصول على ما يرغبون فيه من معرفة، كما أنّه يتمتع بثقة الزائرين الذين يثقون بما يقدمه من موضوعات ثقافية متنوعة، تشمل القراءة، وألعاب الأطفال، والمحاضرات، والورش العلمية، وحفلات توقيع الكتب، وفن الطبخ، وفي هذه الدورة، ستشارك الموسيقى بفنها العالمي في هذا التجمع الثقافي الكبير.
وقالت الكاتبة مريم المزروعي، إنّ معرض الشارقة للكتاب استطاع استقطاب العديد من أبرز دور النشر على المستويات المحلية والعربية والعالمية، كما تؤكد المزروعي رسالة المعرض وأدواره الثقافية، وشعاره هذا العام «هكذا نبدأ»، الذي يدلّ على أنّ كل إبداع يبدأ من الكتاب، فهو أصل كل فن.
ورأت أنّ المعرض يمثل ساحة معرفية ضخمة لتبادل الخبرات والمعارف، والتأكيد على الانتماء للهوية الوطنية، كما أنّه نسيج يتألف من القيم والتقاليد والأفكار التي تتفاعل لتشكل هويتنا الإنسانية المشتركة، وقد أسهم في تطوير المشهد الثقافي العربي والعالمي.
وقالت د.عائشة الغيص، إنّ معرض الشارقة الدولي للكتاب لعب دوراً معرفياً كبيراً في الثقافة والأدب، من خلال توفير شتى أنواع الكتب والمنتجات الثقافية، ما يجعل الباحث يجد بغيته وضالته لتنمية الفكر. كما أنّه يشكل نافذة على عالم ممتلئ بالعلم والمعرفة، وواحة غنية تحتضن الإنتاج الأدبي والعلمي، إذ يعد من أهم المعارض الدولية الخاصة بالكتاب، حيث يجذب المفكرين والأدباء والفنانين من كل حدب وصوب. وقد ساهمت منصة المعرض في تعزيز حضور العديد من الموضوعات الفكرية والتوجهات المعرفية، خاصة في مجالات الأدب والشعر والإبداع، من خلال استقطاب أفضل لذوي المعرفة والفكر.
وقالت الكاتبة شيماء المرزوقي، إنّ معرض الشارقة تجاوز مفهوم معرض الكتاب ليصبح مؤتمراً وملتقى ثقافياً ومعرفياً على مستوى العالم العربي والعالم بصفة عامة، فقد بات الاحتفاء بالكتاب وصناعته من ضمن عشرات المهام والأدوار التي يقدمها المعرض في كل دورة من دوراته.
وأشارت إلى ما يقام من حوارات حول الثقافة وصناعة الكتاب، حيث يتم تبادل الأفكار والمواضيع المتعلقة بالثقافة، ومتابعة آخر المستجدات في عالم الأدب والمعارف العامة، فكأن معرض الشارقة هو بوصلة توجه المشتغلين بالكتابة الإبداعية وصناعة الكتاب نحو الاتجاهات العالمية.
ذكرت الكاتبة فاطمة الحوسني من الأدوار الثقافية التي حققها معرض الشارقة في المنتج الثقافي دعم نشر الأعمال المحلية والعربية والعالمية، وتعزيز حركة الترجمة، مما ساهم في وصول الإنتاجات الثقافية العربية إلى جمهور أوسع وتمكين الكتّاب الجدد وإتاحة فرص التفاعل بين الكتاب والقراء.
وعن الاستفادة من المبادرات الثقافية الوطنية رأت الحوسني أنّ المعرض يمثل منصة لتفعيل المبادرات الثقافية التي تدعم القراءة والكتابة والترجمة، وهو ما يعزز الهوية الثقافية الوطنية، ويشجع الإنتاج الأدبي والفكري المحلي.
يؤكد الأكاديمي المصري د. محمد عبدالسلام، أنّ معرض الشارقة الدولي للكتاب أفرد مساحة شاسعة تمتد إلى العالمية، حيث شكل اسمه ومكانته وموضوعاته والحرية التي يمنحها للناشرين والكتاب تميزاً وضعه في مصاف المعارض المتميزة والبارزة في المجال المعرفي بكل الآليات التقنية الحديثة، باعتباره داعماً دائماً للكتاب والناشرين والمبدعين على اختلاف مناحي الإبداع لخدمة المعرفة والثقافة الحقيقية.
يرى الشاعر والإعلامي المصري أشرف عزمي، أنّ معرض الشارقة للكتاب نجح في أن يكون منبراً لكل المبدعين في الإمارات، بل وفي الوطن العربي أجمع، فقد نجح في إتاحة الفرصة للمبدعين لنشر إنتاجهم الإبداعي بصورة تليق بهم وبمنتجهم المعرفي، كما حرص على أن يكون مرآة للدولة في رفع درجة الوعي، من خلال المبادرات الثقافية الوطنية، وتوصيل الرؤية المعرفية والثقافية للعالمية.
وينطلق الشاعر المصري عصام بدر من أنّ المعارض المحلية والدولية للكتاب بشكل عام تشكل منفذاً ضرورياً ونوافذ مهمة لكل مهتم بالقراءة والثقافة في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها، ويأتي معرض الشارقة الدولي للكتاب كأبرز هذه النوافذ والروافد الثقافية المهمة في العالم، حيث يحظى باهتمام كبير من زواره، ليشكل منصة معرفية وثقافية وفكرية.
وأكد الشاعر السعيد المصري، أن اكتشاف الأصوات الإبداعية والأدبية والفكرية الجادة، والنظر بعين الاهتمام للرؤى الشابة، ظلّا هاجساً رئيساً لدى شارقة الإبداع العربي، من منطلق إقامة الحوار الخلاَّق بين الأجيال المختلفة، وتفعيل المشهد الثقافي وإثرائه.