علاء الخطيب
الصراع الدائر بين القوى السياسية الشيعية ، يتصاعد ، ونزعة “الأنا“ تتضخم ، وشهوةإقصاء الاخر هي من تتحكم في المشهد ، هذه اهم ملامح ما يدور اليوم في ساحة شيعةالعراق .
ملامح المشهد تنذر بخطر يزيد السوء وضوحاً .
وعلى الجانب الاخر ، هناك متربصون بهذا الوطن متأهبون للانقضاض عليه، حينماتخور ما تبقى من قواه، ويدفعون باتجاه المواجهة بين الاطراف المتصارعة .
ولعل الحقيقة التي يعترف بها الجميع ان لا أحد يستطيع أو يريد ان يقف بوجه ” المجموعات المسلحة” وباقي القوى الشيعية سوى التيار الصدري ، لذا هو الوحيد القادرعلى التحكم بالمشهد وفرض معادلة جديدة ، قد تلغي بعض الوجوه وتؤسس لخارطةسياسية جديدة .
وهذا ما يدركه الاخرون في الصفة الاخرى.
لذا ملامح المشهد تقول : اننا تجاوزنا صراع الفائزين والخاسرين ، وانتقلنا الى مرحلةصراع الوجود السياسي، ومعنى ذلك ان حضر طرف يجب ان يغيب الطرف الاخر منالمشهد ، وان تكون المعادلة ذات طرف واحد .
فالصدر يعتبر تياره هو المصدر، وهو الاصل وما عداه طاريء، ولا يقبل بأن يكون منافسوه الخزعلي او الكعبي أو المالكي .
يعتبرهم متمردين على خطه وتياره.
كما يعتقد ان لولا الدعم الايراني للاثنين الاولين لما استطاعا ان يقفا بوجهه ، ولعل هذهنقطة الخلاف بينه وبين ايران، والتي جعلته يجاهر بالتصدي للسياسة الايرانية فيالعراق .
من جانب اخر يعتقد الشيخ الخزعلي والكعبي ان التيار الصدري ليس ملكاً وراثياً لاحد، وان مفاهيمه مفاهيم عقائدية ودينية يحملها من تشبع بها، والاخلاص والوفاء للخطالصدري لا علاقة له بالسيد مقتدى، بل لقيم وروح السيد محمد الصدر .
لكن ما عمَّق من شدة الخلاف بين الطرفين هو تحول الخزعلي والكعبي الى العملالسياسي والحصول على مقاعد في البرلمان و وزارات ومناصب حكومية رفيعة تابعةلهم ، وهذا يزاحم التيار في جمهوره وحصصه في الدولة ، وربما يضعفه ، ان لم يكن قدأضعفه أصلاً .
ويعتقد البعض ان حركة العصائب والنجباء لو بقيت في الاطار العسكري” المقاوم ” لما تأثر الصدر ولما وصفهم ” بالمليشيات الوقحة” ، كما هو الحال مع كتائب الامام عليالذي يقودها ” شبل الزيدي” الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لجيش المهدي و الذي يحضىبتواصل مع زعيم التيار .
من هنا اتسعت الهوة وبعدت المسافة اكثر حينما بدت الطموحات السياسية تكبروالحضور يطغى لزعيمي العصائب والنجباء وغيرهم ممن خرجوا من عباءة الصدروتياره، وهذا بالتأكيد لن يوافق عليه الصدر وسيقاتل من اجل تغيير هذا الواقع الذيفرض عليه من خارج الحدود .
اما ما يخص خلاف المالكي والصدر فهو خلاف من نوع اخر ، هو خلاف الزعامات ،فالمالكي يعتقد ان حزب الدعوة هو صاحب التاريخ الطويل والتضحيات الكبيرة ، فمنحقه ان يقود الشيعة ، اما السيد مقتدى يعتبر ان مرحلة الحزب تجاوزها الزمن وان حركةوالده الشهيد هي التي حفزت العراقيين واثارت روح المقاومة عندهم ، وهو من بقي فيالعراق وحمل راية مقارعة النظام ، وهذا الموقف لا يعادله من حارب النظام من الخارج،وعاش مرفها ً حسب ما يعتقد و يعتقد الصدر. ان حزب الدعوة هو الاخر ” حزب صدري” ويرجع الى آل الصدر باعتبار ان مؤسسه هو الشهيد ” محمد باقر الصدر ” وبالتاليهو احق من المالكي بهذه الزعامة ، لكن المالكي لا يعترف بذلك.
ومن خلال هذه القراءة في ملامح المشهد السياسي يتضح لنا ان الصراع لا يكمن فينتائج الانتخابات ، بل فجرته نتائج الانتخابات ، فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير .