كتب : علاء الخطيب
ما يلفت النظر في حرب البوابة الشرقية الاوكرانية التي وقعت وشب ضرامها ” ، هوالمواقف الامريكية والاوربية المتناقضة، حيال الخطوات الروسية السابقة واللاحقة .
ًفقد اعتبرت واشنطن ودول الاتحاد الاوربي ان غزو روسيا لاوكرانيا هو تعدي على سيادةدولة مستقلة ، و خرق للمواثيق الدولية وانتهاك صارخ للقانون الاممي ، وهو كلام دقيقوصحيح ، لا غبار عليه ، ولكن هل كان غزو و احتلال العراق وتدمير بناه التحتية ، عمليةمشروعه وضمن القانون الدولي ومواثيق الامم المتحدة؟ ، وكذلك غزو بنما عام 1989 حينما اسقطت حكومة الدكتاتور وبارون المخدرات “نورييغا ” واعتقلته كان ضمنالقانون الدولي ؟ ، وكذا الحال في ليبيا وسوريا وغيرها من البلدان التي عانت وتعاني منالجبروت والتسلط للقوى العظمى ، والتي طالما دفعت الشعوب اثمانها .
وقالت امريكا ان انسحاب روسيا وخرقها لاتفاقية ” مينسك” خرقاً للمواثيق والعهودالدولية، وتحدي صريح للمجتمع والقانون الدولي ، وبالتأكيد يتفق الجميع مع الرأي القائل بان نكث العهود صفة غير حميدة في السياسة وحتى على المستوى الشخصي،لكن ما ينطبق على بوتين ينطبق كذلك على الرئيس الامريكي السابق ترامب، حينماانسحب من الاتفاق النووي 5+1 وخرق المواثيق الدولية ، وهو اتفاق موثق في الاممالمتحدة ، فبماذا يختلف موقف بوتين عن موقف ترامب ؟؟؟
وفي تناقض مفضوح للولايات المتحدة حول اعتراضها على قرار بوتين الاعترافبجمهوريتي ” دونيتسك و لوغانيسك“ شرقي اوكرانيا ،ذاتا الاغلبية الروسية، قالتواشنطن ان هذا القرار ” انتهاك صارخ للقانون الدولي ” وتناسوا الامريكان في الوقتذاته ، انهم انتهكوا القانون الدولي عشرات المرات ،ولعل واحد منها الاعتراف بضم القدسباعتبارها عاصمة لاسرائيل ، دون مراعاة القرار 242 الذي نص على انسحاب اسرائيل منالاراضي التي احتلتها في عام 1967 ومنها القدس ، كما تغافل الامريكان و انتهكواالقانون الدولي ، بانهم اعترفوا بمرتفعات الجولان. كجزء من اسرائيل ، رغم انها ارضسورية محتلة باعتراف الامم المتحدة.
القانون الدولي والمواثيق الاممية بالنسبة لامريكا ، مثل الدستور العراقي بالنسبة للكتلالسياسية ، يستخدموه وقت الحاجة وبما ينفعهم فقط ، فلا احترام للقانون الدولي حينمايتعلق الامر بالمصلحة، ولا قيمة للمواثيق عندما تريد القوى الغاشمة ان تنهب وتقتلوتدمر .
القانون الدولي واحترام سيادة الدول. هو السلاح الذي يشهره الاقوياء بوجه بعضهمالبعض حينما يتصارعون وتتقاطع مصالحهم .
وتتطبق القوانين فقط على الدول الضعيفة ، امريكا والبانيا قدمتا لمجلس الامن مشروع قرار تحت الفصل السابع يدين الغزو الروسي لاوكرانيا ، هذا القرار الذي ولد ميتاً بفضلالفيتو الذي تمتلكه روسيا ، فهل يا ترى تستطيع امريكا ان تفرض لجنة ترغم روسيا هلىدفع التعويضات لكييف ، على غرار لجنة التعويضات الكويتية ؟
الحياة للاقوى هو شعار دول الغلبة والتسلط ، ولا مكان للشعوب الضعيفة.
وقد قيل قديماً
ودعوى القويُ كدعوى السباع
من الناب والظفر برهانها