لعل القرار الذي اتخذته مواقع التواصل الاجتماعي ك فيسبوك، وتويتر،
وإنستغرام، وسناب تشات بتعليق حسابات الرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، بعد مخاطبته مؤيدين له هاجموا مبنى الكونغرس، سابقة
خطيرة في تغيير لعبة السلطة ومصادر القرار، فقد أحدث هذا القرار
ضجة كبيرة في الاوساط السياسية الاوربية ليس دفاعاً عن الرئيس
المنتهية ولايته ترامب، بل في مستقبل التحكم في صناعة الرأي العام,
وسلطة القرار، وتوجهات الشارع .
فقد مارست مواقع التواصل سلطتها ودكتاتوريتها سابقاً على الناس
العاديين ولم تتعرض لحسابات الكبار، وحجبت حسابات البعض لمجرد
تغريده هنا وصورة هناك، ولم تعترض الحكومات الاوربية طالما كانت
هذا القرارات لا يؤثر عليها ولا تمس سلطتها.
كما ان هذا المواقع خضعت لمزاجية ملاكها ومموليها، وراحت تحجب
من لا يوافق سياستها، او سياسة مموليها، كما قامت بوضع قوانين
للنشر غير خاضعة لمعايير حرية التعبير عن الرأي، وخصوصاً في
منطقتنا العربية.
فقد حجب موقع تويتر قبل اسبوع تغريدة للمرشد الايراني السيد
خامنئي، كما اغلق موقع فيسبوك مؤخراً حسابات لاعلاميين ونواب
وسفراء.
وبعد حجب حسابات الرئيس ترامب شعر الاوربيون بالخطر أذ اصبح من
الممكن ان تتحكم هذه المواقع في سلطة القرار وبتوجهات جمهورهم،
مادام هناك اموالاً قادرة على الامساك بزمام الدفة.
فقد قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي الفرنسي كليمنت بون إنه «صُدم
لرؤية شركة خاصة تتخذ قراراً بمنع الرئيس ترامب من التغريد وهذا
القرار المهم »، يجب ان لا تتخذه شركات خاصة، وأضاف «هذا يجب أن
يقرره المواطنون وليس الرئيس التنفيذي لشركة .»
ورأى المفوض الأوروبي تييري بريتون أن الأحداث التي وقعت الأسبوع
الماضي في واشنطن كشفت عن «هشاشة أنظمتنا الديمقراطية،
والتهديد الذي يمكن أن تمثله شركات تكنولوجيا لا تخضع لرقابة كافية
على بقائها .»
كما انتقدت كل من ألمانيا وفرنسا موقعي فيسبوك وتويتر للتواصل
الاجتماعي لإغلاقهما حسابات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد
ترامب، وذلك بعد يومين من اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس الأسبوع
الماضي.
وأوضح شتيفان زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنه «لا
يمكن تقييد حرية الرأي إلا من خال ما يحدده القانون، وليس حسب
معايير منصات وسائل التواصل .»
وأضاف المتحدث أن «حقوقا مثل حرية التعبير يمكن التدخل فيها،
ولكن بموجب القانون، وضمن الإطار الذي تحدده الهيئة التشريعية،
وليس وفقا لقرار شركة .»
وقال مراقبون ان السياسة التي تتبعها مواقع التواصل الاجتماعي في
التحكم بحرية التعبير تثير نزاعات البعض على البعض الاخر.
وكما قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن حجبه عن مواقع
التواصل الاجتماعي تسبب ب «غضب » وأنه لا يزال يتمتع ب »دعم جارف ،»
رغم خسارته الانتخابات الرئاسية ومواجهته لمحاولة عزل ثانية.
وقال ترامب للصحفيين: «أعتقد أن شركات التكنولوجيا الكبيرة تقوم
بعمل سيء للغاية لبلادنا ومن أجل بلادنا »، وأضاف: «أعتقد أن الأمر
سيكون بمثابة خطأ كارثي بالنسبة لها »، حسب قوله.
وتابع ترامب قائلا: «لدينا دعم لم يحصل عليه احد على الإطلاق .»
كلام الرئيس يشيرالى هذه النزعات التي اشرنا اليها في المقال,
ورغم ان قرار حجب مواقع الرئيس عاد بالنفع على البعض الا انه اضر
بمصداقية حرية التعبير وكذلك أسس لنظرية جديدة ، وسيشهد العالم
متغيرات كبيرة في هذا المجال.
سلطة مواقع التواصل الاجتماعي
(Visited 7 times, 1 visits today)