من سينقذنا من كورونا السياسي ام العالم؟

من سينقذنا من كورونا السياسي ام العالم؟

بعد مرور عام على بدء جائحة الكورونا والسياسيون مازالوا في دائرة
الارتباك. اصحاب القرار لايمتلكون الجرأة لاتخاذ القرار ، وإن فكروا فيه
جاء التنفيذ متأخرا.
انظروا الى قرارات الحكومة البريطانية منذ اذار/مارس الماضي الى
الآن من الاغاق الوطني الشامل الاول الى المستويات المتعددة من
الاغاق التي لم تنفع في السيطرة على وباء يسبقنا في كل مرة
وحتى هذا الاغاق الاخير الذي بدأ في الرابع من الشهر الجاري ومازال
ساريا، فهو هش وغير واضح المعالم وامتثال الافراد له لايتوازى مع
شدة الوباء الخالية والارقام المخيفة للاصابات والوفيات.
لن اقول شيئا جديدا لوقلت انه جاء متأخرا كالعادة وانه لن يحسم
الموجة الثانية التي تفوقت على الموجة الاولى والتي اسقطت احلامنا
بحياة طبيعية من جديد بضربة معول لا يرحم.
السياسيون على شاشات التلفاز لا يتأسفون على اخطاء تقتل جاري
وصديقي وسائق الباص. السياسيون لايجيبون على اسئلة القلق
اليومي للذاهبين الى العمل ولايعرفون ان كانوا سيعودون الى
بيوتهم امنين ام سيخطفهم الوباء الماكر.
السياسيون ببدلاتهم الانيقة وربطات العنق لا يمأون الفراغ الذي
تركته الجائحة ، فراغ المعرفة ، المعرفة التي هي الطريق للخروج من
هذا الكابوس الذي يتجدد.
من سينقذنا اذن؟
من اكتشف ان دواء الستيرويد ) ديكساميثازون ( في ايار/مايس
الماضي يقلل من نسبة الوفيات في الاصابات الشديدة بمقدار الثلث.
ومن وضع فكرة لقاح اوكسفورد على الورق وبدأ مسيرة صنع لقاح
سيغير من تاريخ الازمة والى الابد.
من فتش واستكشف كيف يفتك الفايروس غير المرئي باجسادنا
الغضة وفتح طريق البحث عن علاجات مهمة.
ومن جاء بفكرة تطبيب المرضى في وضع الانبطاح في ردهات العناية
المركزة كي يصل الاوكسجين بكفاءة الى الرئات المعطوبة.
ومن تابع خال اشهر طويلة تأثير عقار التوسيليزوماب ) دواء معدل
للمناعة يستخدم في عاج مرض المفصل الرثوي ( في التقليل من
شدة الاصابة وهزيمة الموت المترصد بالمرضى.
ومن اعلن اليوم ان التجارب السريرية الاخيرة قد بدأت على عاج
جديد يسمى) بيتا انتيرفيرون ( يحفز جهاز المناعة ويقلل من الاصابات
الشديدة بنسبة ٨٠ بالمئة.
هؤلاء الذين لانراهم على شات التلفاز ، جنود المعرفة المجهولين
والذين يعملون بصمت ولانعرف اسمائهم ، هم من سينقذنا من
كابوس اصبح يهدد وجودنا الهش.

(Visited 2 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *