د. سامر ناهض خضوري بغداد
دكتوراه في العلوم السياسية
ما ان اجريت الانتخابات المبكرة في الوقت الذي حدد لها في 10/10/2021، ووفقاً لاجراءاتامنية محصنة.. ورقابة محلية ودولية من قبل العديد من الدول والمنظمات، وما ان اعلنتنتائجها الاولية الى العلن.. من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.. بأرقام ونسبفاجئة القوى السياسية المتنافسة.. والكثيرين من المهتمين في الشأن الانتخابي، فهناكقوى سياسية تراجعت بشكلٍ كبير على اثر تلك النتائج.. وهناك قوى زادت رصيدمقاعدها في مجلس النواب على اثر تلك الانتخابات، ولكن الاهم من ذلك كله هو فوزوصعود قوى وشخصيات جديدة الى المشهد السياسي، متمثلة بقوى تشرين التيانبثقت وتشكلت من رحم التظاهرات.. وشخصيات مستقلة لا تنتمي الى اي جهةسياسية، فان ذلك يمثل دخول لاعب سياسي جديد الى مجلس النواب، وكان الفضل فيذلك يعود الى ما اعتمده القانون الجديد لنظام الاغلبية.. والدوائر الصغيرة او المتعددة.. الذي ساعدهم في الوصول الى اعتاب مجلس النواب.. متجاوزة في ذلك القوى التقليديةالمتنفذة، وفي اطار تلك النتائج التي افرزتها تلك الانتخابات.. وحالة الاختلال التيانتجتها في موازين القوى التقليدية ما بين نزول بعضها وصعود البعض الاخر،ستنبري معضلة اختيار شخص رئيس مجلس الوزراء الى الواجهة التي تقع على عاتقالقوى السياسية الشيعية، لتقديمه الى رئيس الجمهورية من اجل تكليفه لتشكيلالحكومة.. والمطلوب التصويت على كابينته الوزارية من قبل اعضاء مجلس النوابالمؤلف من القوى السياسية المختلفة التي افرزتها نتائج الانتخابات، ووفقاً لتلك الاليةالمعمول بها في النظام البرلماني في عملية تشكيل الحكومة.. وفي ظل ازمة الثقة المحتدمةما بين القوى السياسية، وعدم الالتزام بتكليف الكتلة الاكبر على تشكيل الحكومة،واستناداً الى نتائج الانتخابات التي رجحت كفة على حساب الكفة الاخرى.. للقوىالشيعية، سيتطلب الامر.. وفقاً الى تلك المعادلة.. صياغة اتفاق ما بين تلك القوى فيسبيل حماية نفسها من التهميش من قبل الطرف المقابل، كون اقوياء السابق حتى وانفقدوا الكثير من مقاعدهم في مجلس النواب.. فهم لا يقبلون ان يذهبوا الى المعارضة.. وترك المجال امام القوى الاخرى وبشكل مطلق على اختيار رئيس لمجلس الوزراء اوتشكيل الحكومة بمعزل عنهم.. لان ذلك سيمثل تهديد حقيقي ومباشر لهم.. لذلك سيكونطريق التوافق هو الخيار الافضل والاسهل لهم، وان جوهر هذا التوافق سيتركز على انيكون شخص رئيس مجلس الوزراء من خارج القوتين التقليديتين للقوى الشيعية.. هذاالامر يرفع من حضوض (مصطفى الكاظمي) على الاستمرار في منصبة، اما اذا كان هناكاعتراض عليه يؤدي الى استحالة بقاءه.. يتم اختيار شخصاً اخر يكون قريب منالمواصفات التي يتمتع بها.. والمتمثلة في اختيار شخص من خارج اطار الاسلامالسياسي.. وغير منتمي الى جهة سياسية ويحضى بقبول جميع الاطراف.. لتجنب ايمخاطر والوصول الى نقطة اللتقاء بشكل سريع وسهل في هذا الشأن، اما فيما يتعلقبرأسة مجلس النواب التي هي من حصة القوى السياسية السنية فان (محمدالحلبوسي) صاحب اغلبية المقاعد في مجلس النواب للمكون وفقاً لنتائج الانتخابات.. ذو حضوضاً عالية على الاستمرار في منصبه، ولكن التغير المحتمل سيكون في رئيسالجمهورية كون الحزب (الديمقراطي الكردستاني) استطاع ان يكسب المزيد من مقاعدمجلس النواب على حساب الحزب (الاتحاد الوطني الكردستاني) الذي فقد جزء منمقاعده.. وهو ما سيعطي للحزب (الديمقراطي الكردستاني) الارجحية في تولي هذاالمنصب.. الذي من المؤمل ان يتولاه احد المرشحين للحزب وهما كل من (نجيرفان بارزاني) او (هوشيار زيباري)، وبذلك فان هذه الانتخابات لن تكون لديها المعالجات المناسبة فياصلاح بنية النظام السياسي القائمة على المحاصصة التوافقية، ولم تشرع الى تطبيقحقيقي لنظام البرلماني المعتمد في دول العالم المتحضر.. الذي يقوم على وجود قوىمعارضة فعالة ومسجلة بشكل رسمي.. وقوى اخرى تقوم على تشكيل الحكومة.
اجد من خلال هذا المقال ان الطريق نحو الشروع في سن السنة الحسنة لتشكيل قوىالمعارضة داخل مجلس النواب.. يمكن ان تقع على عاتق قوى تشرين والشخصياتالمستقلة.. لتقوم في ذلك الدور من خلال الانكفاء عن اي مشاركة في عملية اختيار اوتشكيل للحكومة.. ورفض التحالف مع القوى التقليدية.. والاتجاه نحو تشكيل قوىمعارضة داخل مجلس النواب تأخذ على عاتقها تقويم مسارات العمل الحكومي.. منخلال عملية الرقابة التي خولها لها الدستور، يمكن عن طريق ذلك ان نشهد بداية حقيقيةلاصلاح النظام السياسي القائم.