تمهيد :
بعد عشرين عاماً من مرابطة قوات (العم سام ) وانفاقه الأرقام الفلكية من الأموال، يقررالخروج السريع تاركاً ( افغانستان ) بيد طالبان التي حاربها طوال تلك المدة وفشل فيالقضاء عليها .
ولا نذيع سراً اذا قلنا :
انّ سيطرة طالبان على افغانستان نذيرُ شؤم على العالم بأَسْرِهِ ، وبمقدورك أنْ تتصور ماستؤديه هذه الحاضنة لشذّاذ الآفاق مِنْ خدماتٍ جلَّى ، تُمكنّهُم مِنْ إدامة عمليات الارهابفي شتى بقاع العالم .
انها لاشك تهدد الأمن والسلم الدوليين .
وهنا تكمن الكارثة .
-1-
في غضون اسبوعيْن، وفي جُمعَتَيْن متتاليتَيْن شنّت العصابات التكفيرية هجوميْنغادرين فَتَكَا بالمصلين المسلمين الشيعة، وكانت المحصلة النهائية مفجعة للغاية بأرقامشهدائها ومُصابيها …
-2-
ابتدأت ( بِقُنْدُز ) وفي مسجد شيعي ( للهزارة )، وأعلنَ ما يسمّى بتنظيم الدولة عنمسؤوليته عن هذا الحادث الاجرامي – وبكل صلف ووقاحة–مستهينا بأرواح المصلينالمسلمين تاركاً كل منصف شريف يتساءل ويقول :
وفقَ أيةِ شريعة ودينٍ ثم استحلال هذه الدماء المسلمة المُصانة ؟
انّ الاسلام الذي يدّعون الانتساب اليه زوراً وبهتانا يعتبرُ قَتْلَ انسانٍ بريءٍ واحد بمثابةقتل الانسانية جمعاء .
قال تعالى :
( مَنْ قَتَلَ نَفْسَاً بِغيرِ نَفْسٍ أو فَسادٍ في الارض فكأنّما قَتَلَ الناسَ جميعا )
المائدة /32
وكما قال شاعر معاصر :
مِنْ ( قندزٍ ) سَرَى الى قندهارْ
قُتْلُ المُصلينَ الكِرامِ الأبرارْ
وهذا اليوم الجمعة 15 /10 / 2021 شهدت ( قندهار ) جريمة مروعة أخرى تضاف الىجريمة الجمعة الماضية الدامية وبصماتٍ تنظيم الدولة واضحة ايضا في هذه المرّة .
والجديد اليوم أنَّ العدوان اتسم بِسِمَةٍ طائفيّةٍ عِرْقيّة بعد أنْ كان في الجمعة الماضيةطائفيا فقط .
فالشهداء اليوم من الشيعة (الطاجيك) بينما كان شهداء الجمعة الماضية من (الهزارة ) .
-3 –
واذا كانت الدنيا تقوم ولا تقعد اذا حدثت جريمة لا تقاس بهاتين الجريمتين اذا لم يكنضحاياها من المسلمين الشيعة ، فانّ العالم اكتفى بتداول أخبار ما وقع، وغَضَّ نَظَرَهُ عماتمثله هاتان الجريمتان مِنْ انتهاكٍ فظيع للخطوط الحمراء، الامر الذي يفضح كلَّالمتاجرين بالشعارات الانسانية، ويُظهر حقائقهم بكل جلاء …!!
-4-
اننا لا نرى الحل في كلمات التأبين البارد والمجاملة الباهتة التي تصدر هنا أو هناك منباب المجاملات الرخيصة
انّ الحل يكمن في اتفاق دولي عام على عدم الاعتراف بعصابات ( طالبان) وشركائها فيالمباني والاهداف من عصابات التكفيريين الأخرين
-5-
وحين تبقى معزولة سياسيّاً ومحاصرَةً اقتصاديا ، فستبدأ أولى خطوات الإضعافالحقيقي لها، ولكل مشاريعها الدموية المستقبلية، والاّ فأننا أمام فواجع لا تختفيأخبارها على مدى الايام .
ولعلّ بعض القوى الشريرة في العالم تريد ذلك ، حيث بدأت تعلو بعض الأصواتللاعتراف بالأمر الواقع …
حسين الصدر
Husseina;sadr2011@yahoo.com