مِنْ قُندُز الى قندهار / حسين الصدر

مِنْ قُندُز الى قندهار / حسين الصدر

تمهيد :

بعد عشرين عاماً من مرابطة قوات (العم سام ) وانفاقه الأرقام الفلكية من الأموال، يقررالخروج السريع تاركاً ( افغانستان ) بيد طالبان التي حاربها طوال تلك المدة وفشل فيالقضاء عليها .

ولا نذيع سراً اذا قلنا :

انّ سيطرة طالبان على افغانستان نذيرُ شؤم على العالم بأَسْرِهِ ، وبمقدورك أنْ تتصور ماستؤديه هذه الحاضنة لشذّاذ الآفاق مِنْ خدماتٍ جلَّى ، تُمكنّهُم مِنْ إدامة عمليات الارهابفي شتى بقاع العالم .

انها لاشك تهدد الأمن والسلم الدوليين .

وهنا تكمن الكارثة .

-1-

في غضون اسبوعيْن، وفي جُمعَتَيْن متتاليتَيْن شنّت العصابات التكفيرية هجوميْنغادرين فَتَكَا بالمصلين المسلمين الشيعة، وكانت المحصلة النهائية مفجعة للغاية بأرقامشهدائها ومُصابيها

-2-

ابتدأت ( بِقُنْدُز ) وفي مسجد شيعي ( للهزارة )، وأعلنَ ما يسمّى بتنظيم الدولة عنمسؤوليته عن هذا الحادث الاجراميوبكل صلف ووقاحةمستهينا بأرواح المصلينالمسلمين تاركاً كل منصف شريف يتساءل ويقول :

وفقَ أيةِ شريعة ودينٍ ثم استحلال هذه الدماء المسلمة المُصانة ؟

انّ الاسلام الذي يدّعون الانتساب اليه زوراً وبهتانا يعتبرُ قَتْلَ انسانٍ بريءٍ واحد بمثابةقتل الانسانية جمعاء .

قال تعالى :

( مَنْ قَتَلَ نَفْسَاً بِغيرِ نَفْسٍ أو فَسادٍ في الارض فكأنّما قَتَلَ الناسَ جميعا )

المائدة /32

وكما قال شاعر معاصر :

مِنْ ( قندزٍ ) سَرَى الى قندهارْ

قُتْلُ المُصلينَ الكِرامِ الأبرارْ

وهذا اليوم الجمعة 15 /10 / 2021 شهدت ( قندهار ) جريمة مروعة أخرى تضاف الىجريمة الجمعة الماضية الدامية وبصماتٍ تنظيم الدولة واضحة ايضا في هذه المرّة  .

والجديد اليوم أنَّ العدوان اتسم بِسِمَةٍ طائفيّةٍ عِرْقيّة بعد أنْ كان في الجمعة الماضيةطائفيا فقط .

فالشهداء اليوم من الشيعة (الطاجيك) بينما كان شهداء الجمعة الماضية من (الهزارة ) .

-3 –

واذا كانت الدنيا تقوم ولا تقعد اذا حدثت جريمة لا تقاس بهاتين الجريمتين اذا لم يكنضحاياها من المسلمين الشيعة ، فانّ العالم اكتفى بتداول أخبار ما وقع، وغَضَّ نَظَرَهُ عماتمثله هاتان الجريمتان مِنْ انتهاكٍ فظيع للخطوط الحمراء، الامر الذي يفضح كلَّالمتاجرين بالشعارات الانسانية، ويُظهر حقائقهم بكل جلاء …!!

-4-

اننا لا نرى الحل في كلمات التأبين البارد والمجاملة الباهتة التي تصدر هنا أو هناك منباب المجاملات الرخيصة

انّ الحل يكمن في اتفاق دولي عام على عدم الاعتراف بعصابات ( طالبان) وشركائها فيالمباني والاهداف من عصابات التكفيريين الأخرين

-5-

وحين تبقى معزولة سياسيّاً ومحاصرَةً اقتصاديا ، فستبدأ أولى خطوات الإضعافالحقيقي لها، ولكل مشاريعها الدموية المستقبلية، والاّ فأننا أمام فواجع لا تختفيأخبارها على مدى الايام .

ولعلّ بعض القوى الشريرة في العالم تريد ذلك ، حيث بدأت تعلو بعض الأصواتللاعتراف بالأمر الواقع

حسين الصدر

Husseina;sadr2011@yahoo.com

(Visited 2 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *