سيدة تخون زوجها مع 13 رجلا ً في ان ٍ واحد

سيدة تخون زوجها مع 13 رجلا ً في ان ٍ واحد

 

 

نادية الكتبي – كاتبة عراقية

 

 

لَمْ تَكُنْ الخيانةُ يوماً أمراً مُستحدثاً في تاريخِ العَلاقاتِ الزوجيةِ فَقد عَرفنا من القُرآنِ الكريم قَصَصَ الخيانةِ التي مَرَ بِها الأنبياء . فَمَنْ مِنا يَنْسَى زوجةَ فِرْعَونَ التي شَغَلَ فُؤادَهَا عِشْقُ النَبيِ يوسف او زوجةَ النبي لُوطْ وغَيرِهِن . وفي التاريخِ السياسيِ عُرِفَتْ القَيْصَرةَ كاثرين الروسيةَ التي حَكَمَتْ من ١٧٦٢ وحتى ١٧٩٦ بِتَعَددِ خياناتِها لزوجِها لكِنا عَلمنا أن الخيانةَ بالعمومْ تكونُ فرديةً حيثُ تُحب الزوجةُ شخصاً اخرَ غيرَ زوجِها يَفْتُنُهَا. ولكنَّ الغريبَ في الأمرِ الحادثةُ التي حَصَلَتْ في الكويت و التي حَكمتْ المَحْكَمَةُ يومَ الثلاثاء 14 من شهرِ سبتمر 2021 بالدعوى القضائية للأستاذة إيلاف الصالح بالحُكْمِ على زوجةٍ خانتْ زوجَها ب 13 رجلا .. فهلْ هذه الزوجةُ الخائنةُ تَعْتَبِرُ نَفْسَها إمْرَأةً طبيعية؟
تُشَكِلُ الزيجاتُ التقليديةُ في بُلدانِنا العربيةِ القِسْمَ الأكبرَ من الزواجِ على غِرار زِيجاتِ الأختيارِ والحُب قبلَ عَقدِ القِران مما يُؤدي هذا الامرُ لكثيرٍ من حالاتِ فَشلِ هذا المشروعْ مع تفاوتِ الحالاتِ بثقافةِ و اطباعِ كُلٍ من الرجلِ او المرأة وتَربيَتِهِمَا. لكنْ في كلِ الأحوال نَشْهَدُ بَعضَ الخياناتِ السريةِ حيثُ تُعْجَب الزوجةُ برجلٍ اخرَ يَلْفُتُ أنظارها و يَأسِرُ قَلْبَها وتَجُدُ فيه الصفاتِ التي تَطْمَحُ أنْ تكونَ بشريكِ حياتِها وبالاحتكاكِ المباشرِ بينَ الاثنينِ تَشتعلُ نيرانُ الخيانةِ في حينِ أنهُ من حقِ الزوجةِ الانفصالُ عن زوجِها بملءِ إرادِتها عندَ احساسِها بالبُرودِ العاطفيِ والجسديِ لزوجِها والزواجُ من آخر. والكثيرُ من الحالاتِ تكونُ سِريةً للغايةْ كيْ تُحافظُ الزوجةُ على مَنظرِها كَرَبةِ مَنزلٍ واُمٍ لأطفالٍ يَنْشأوُنَ بِمجتمعٍ لا يُرْحمُ فيه الخطأ.
بَعضُ الخياناتِ تُكشَفُ ويَتُمَّ إما الطَلاقُ أو أنَّ تَتُمَّ المُسَامَحَةُ الجَبْرِيةُ للحفاظِ على هيكلِ البيتِ و الأسرة.
الموضوعُ عميقٌ جداً و لا يَحتملُ الإلتباسْ إنما خُيُوطُهُ مُتشابكةٌ وبدقةْ لأنَّ تَبِعاتُهُ لا تَنْحَصِرُ على الزوجةِ أوعلى الزوج ورجولتهِ و مكانتهِ في المجتمع أو البيت والاطفال وحَسبْ، إنما تؤثر على أهلِ كِلا الزوجينِ وذلكَ الرجلِ الدخيلِ على هذه العائلة. لذا فإنَّ أيَّ حلٍ لهذه الازمةِ يجبُ أنْ يَحسُبَ لهذهِ الاطرافِ كُلِها الفَ حِساب.
لكننا لمْ نَشْهَدُ منْ قبلُ زوجةً تخونُ زوجَها بــ13 رَجْلاً وكُلُهم في آنٍ واحدٍ وتتواصلُ مَعهمْ عبرَ تطبيقِ السنابشاتْ وتنشرُ لهمْ الصورَ الإيباحية . فإذا نظرنا للعاملِ النفسيِ للمرأةِ بشكلٍ عامْ فَسَنَجِدُ أنَّ اللهَ خَلقَها لِتُحِبَّ شَخْصَاً واحداً وتَتَجِهُ مشاعرُها جَميعُها إليه بحيثْ يَشْغَلُ بالَها و فِكْرَها و روحَها ولا يَنْبِضُ الفؤادُ إلا لهذا الشخص. وهذهِ حالةٌ طبيعيةٌ لدى المرأةْ اما إذا ما تزوجت قسراً ولم تستطع أنْ تُحِبَّ زوجَها لاحقاً واستهواها رجلٌ اخرَ فالسببُ لربما يعود لبعض المشاعر التي تَكْمُنُ في داخِلها وتدْفُنها وتمنعُ نفسَها من التفكيرِ بِها او اظهارِها لحُرْمَتِها واحترامِ الذاتِ والاخلاص. وهُناكَ من تَضُعُفُ بالطبعِ وتخترقُ القوانينَ العُرفيةَ والحدودَ الشرعية . لكنَّ المثيرَ للجدلِ في السيدةِ التي تَعشَقُ ١٣رجلاً خائنةُ زوجها هوَ هلْ تعتبرُ هذا حباً أمْ تجرداً من الانسانية والفطرة الطبيعية بحيث تتحول الى كائنٍ حيوانيِ الغريزة فقط!
ام أنَّ الفسادَ الاجتماعيَ تفاقمتْ حالَتُهُ إلى أنْ إستفحلَّ المرضُ في نفوسِنا؟! وهلْ أن التواصلَ الاجتماعيَ عبرَ شبكةِ الانترنتْ له اساسٌ قويٌ في تعزيزِ الانحرافِ بسريةٍ واحتراف.؟! فبكبسةِ زرٍ يستطيعُ المرءُ أن يبحثَ عن أيِ شخصٍ يُريدُ التواصلَ معهُ وبكبسةٍ اخرى يَتمُّ الإتصالُ صوتاً وصورة.
ام أنَّ إهمالُ الزوجِ لزوجتهِ هو السببُ في إنحرافِها عن المسارِ أم أنَّ تَربِيَتَها خذلتَها فاختلطَ عليها الصَحُ والخطأ والحَلالُ والحرام.
في الحقيقةِ إنَّ مسؤوليةَ السوشيالْ ميديا تقعُ على عاتِقِنا وهيَّ بسيطرتِنا فنحنُ من نضعُ الحدَّ لها وبأيدينا نستطيعُ أنْ نسخرَها للفائدةِ ولكنْ ماذا لو كان الشخصُ فاقداً للمعايير الاخلاقيةِ والضوابطِ الدينيةِ والعرفية؟! لذا اُرجِحُ إلى أنَّ المسؤوليةُ تقعُ على عاتقِ التربيةِ من الأهلِ اولاً والمدرسةِ ثانيا. فالأم التي تُربي جيلاً على الاخلاقِ وتُهَذِبُ ارواحَهم على الخطأِ من الصوابِ لنْ يخيبَ ابناءُها في المستقبل. كذلكَ المدرسينَ في المدارسِ فإنهم الدعامةُ القويةُ لبناءِ الجيلِ الصالحِ من الطالح. فنحنُ نَبْعَثُ بأبْناءِنا للمدارسِ ليسَ فقطْ ليتعلموا العُلومَ والكتابةَ وإنما ليتعلموا الآدابَ والاُصولَ في هذه الحياة.
لا اريدُ أن أُلقيْ اللومَ على الزوجِ فيكفيه مايكفيه من الإهانةِ من خيانةِ زوجتهِ بل أوَدُ الإضاءةَ على قَدَرِ مسؤوليةِ الزوجِ بمتابعةِ زوجتهِ ومدى تقارُبِه من زوجته. فنحنُ نعلمُ بالعلاقاتِ الزوجيةِ الناجحةِ أن تواصلَ الزوجينِ على مدارِ الساعةِ من بابِ الإهتمامِ والتشجيعِ والمساندةِ العاطفيةِ يعد أمراً اساسياً ومهماً جدا. فهذه المتابعةُ تَحدُّ من فراغِ الزوجةِ العاطفيِ وتَحُدُّ من الخطرِ الذي تتعرضُ له في اللحظة، فهناكَ الزوجُ المتابعُ والموجودُ دائماً بُكلِ الأوقاتِ مع زوجتهِ ولا مجالَ لأيِ متطفلٍ بالدخولِ لهذا البيتِ الحَصين.
إذاً فإنَّ المسؤوليةَ كبيرةٌ وتقع على كلِ الأطراف بنفسِ الوقتْ ولكنَّ المخطئَ هو الذي من تَتجهُ اصابعُ الإتهامِ اليه وبالطبعِ في حالةِ هذه الزوجةِ الخائنة فكلُ الدلائلِ تُشيرُ الى شُذوذِها وتخليها عن القَّيمِ والمبادئِ الإنسانية.
موضوعُها مهمٌ جداً ليَلْفُتَ انتباهَ المجتمعاتِ بأسرِها . لربما هكذا حالةٌ تَدقُ ناقوسَ الخطرِ ليصحوْ الجميعُ من السباتِ العميقِ في بُؤرةِ الفساد. فلتصحوْ الضمائرُ في العلاقات . فلنترك المادياتِ ونتجهُ للجوهرِ في حياتِنا. فلْنرْجِعُ الى ربنا لعلَّه يَهدينا الى الصَوابْ وكفانا تَساهُلاً مع الخطأ كفانا تَساهُلاً مع المُحَرَمات. الفسادٌ يَعُمُّ البلادَ ونحنُ سُكارى بينَ تجميعِ الأموالِ واكتنازِ الأملاك. كفانا هَرْوَلةً وراءَ المظاهرِ الخداعةِ فَلَمْ يَهْدُمُ البُيُوتَ غيرَ المظاهرِ الكاذبة.

(Visited 503 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *