قصة سعيد العراقي

قصة سعيد العراقي

احترت من أين إبدأ قررت أن ابدأ من حيث انتهى مات وهو جالس على
كرسيه الوحيد في غرفته المرتبه والموحشة المملوءة بالدخان.
سعيد العراقي ابو عروبه ويعرب وقحطان في عامه السابعه والخمسين بعد
توقفت حياته منذ سبع سنوات .
اشار لي صديقي هاشم حين كنت في ) كوجه مروي ( انا هو سعيد العراقي
لم تعرفه حجر بعينين واسعتين جامدتين شعره مقصوص بشكل جيد مشيته
المتكبره نفسها ملابسه رثه لكن نظيفه تذكرته وهو ببدلته الكاكي ونطاقه
الجميل ومسدسه الامع على خصره حين كان يخرج من مقر المنظمة الحزبية او
حين كان يأتي الى بيته الذي يبعد عن بيتنا بثلاث بيوت لم انسى الالند كروز
التي كانت تصرخ عامدة حين كان يعتليها السائق الاسمر كان اكثر شراسة
منه ربما لانه كان خائفا منه جارنا المخيف سعيد، حينها كان اولاده يعرب
في الخدمه العسكريه وقحطان في الجامعة، اما ابنته البكر متزوجه من عبد
الوهاب العزاوي من اهالي ديالى ضابطا في الأمن القومي يأتي بسيارته او
سياراته حينها المرسيدس السوداء يصاب عكدنا بالإرباك والخوف حتى الأطفال
تراهم يهربون.
نرجع الى سعيد ابو عروبه حين اشار هاشم انه ابو عروبه لم اصدق حينها
لكن هو هو نعم هو .
في الساعة الثانية بعد منتصف الليل جاءت مفرزه من عشرين فردًا اقتادوا
سعيد وزوجته الى خانقين ومن ثم الى الحدود حينها ابتسم النقيب جعفر
شريف وقال وكأنه يبصق انزل عجمي وهمس وكأنه يصرخ كم اتمنى ان
اقتلك لكن الأوامر .
النقيب جعفر يكره ابو عروبه وتلك قصه قديمه في عام 63 كان سعيد انذاك
مسؤل الحرس القومي في المنطقه كان لجعفر اخ اصغر اسمه فاضل شيوعيا
قتل وكانت ام جعفر تبكي فاضل ليل نهار وتدعوا على سعيد ) الله يحرمك
من اولادك وتموت غريب ( لكن كان جعفر يخاف ابو عروبه لسلطته وشراسته
والسبب الاخر في العام الماضي بمناسبة عيد مياد القائد كان ابو عروبه
مسؤل الحفل وعريف الحفل والنقيب جعفر تحت إمرة ابو عروبه لذا كان النقيب
جعفر يشعر بالمهانه .
النقيب جعفر من عائلة فقيره لكنه كان متفوق بالمدرسه ومنذ طفولته كان
يحلم ان يكون ضابطًا وقد صار لكن مع الحزبيين يشعر بالذل والمهانه.
بالأمس كان سعيد ابو عروبه هو من يأمر وينهى واليوم انزل عجمي.
سعيد كان وطنيًا جدًا .
في الساعة الثانيه ظهرا جاء خبر اعدام يعرب وقحطان في عام 87 حملة
تنظيف السجون .
سعيد جالسا بكرسيه الوحيد بغرفته لم يجرأ احد على اخباره زوجته التي
أنفصلت عنه لانه جن كما كانت تقول دخلت الغرفه صارخت سعيد، سعيد
أعدموا يعرب وقحطان لم تبكي استدارت وخرجت كأنه لم يسمع ما قالت
حملق بالباب الذي ظل مفتوحا اراد ان ينهض لكنه انطفأ توقف قلبه بقي في
كرسيه.
جاء محمود كعادته صباحا رأى الباب مفتوحا قال ربما نسيه دخل، صباح الخير
سعيد كان كما هو جالسا وعيناه مفتوحتان لم ولن يجب .
هزهه
سقط وهو محدق

(Visited 2 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *