من مفكرتي الفنية
قحطان جاسم جواد
مازلنا نعيش في ازمة الدراما التلفزيونية،بسبب شحة المال العام،وعدم ولوج راس المال في القطاع الاهلي الى هذا القطاع الحيوي،بسبب اشكالية التسويق وعدم وجود منافذ او مروجين لهذا الانتاج خارج العراق.في نفس الوقت الذي تشكل الدراما في الخارج (مصر وسورياولبنان) موردا لايستهان به. وقد حاولنا انتشال الدراما من خلال اللجان التخصصية والساندة لكن دون جدوى.وظلت الدراما تراوح في مكانها باستثناء نتاجات تظهر هنا وهناك.وهي موسمية تخص شهر رمضان لملء الشاشة ليس الا. فما العمل امام هذه المحنة الازلية ،التي يبدو لا حل لها عند اصحاب القرار؟ اعتقد ان هناك حلا مؤقتا ممكن ان نلجئا اليه لحل جانبا من الازمة.ولو تضافرت جهود المنتجين(فضائيات وشركات انتاج)في هذا الحل، ممكن ان يكون لنا رصيد جيد من الاعمال الدرامية.الحل الذي اتحدث عنه ليس جديدا وسبق لتلفزيون العراق عمل به ايام التسعينات يوم كان العراق محاصرا من كل العالم.الحل الذي ساتحدث عنه هو العودة الى انتاج التمثيلية التلفزيونية.وهو عمل بسيط قياسا بانتاج المسلسلات الطويلة او الضخمة انتاجيا.وهي غير مكلفة.وبامكان جميع الفضائيات العراقية انتاحها،وحتى شركات الانتاج ممكن ان تنتج مثل هذه التمثيليات، وتشتريها القنوات الاخرى لرخص ثمنها.التمثيلية التلفزيونية عمل متكامل ومربح اذا نجحنا بتقديمه ضمن الشروط الجيدة للانتاج.وهناك الكثير من كتاب التلفزيون اصبحوا عاطلين عن العمل بالامكان استقطابهم وتكليفهم بكتابة التمثيلية.هناك صباح عطوان وعلي صبري وفاروق محمد وغيرهم.اضافة الى ذلك هناك المئات من القصص الطويلة والقصيرة من نتاج الادباء يصلح لتحويلها الى تمثيليات ناجحة،كما نجح يوسف العاني في تحويل الكثير من القصص الى تمثيليات ايام الحصار،وكان مشروعا ناجحا من جميع النواحي.فهو حول قصة الاديب الى عمل تلفزيوني سيراه الملايين من الناس .وبنفس الوقت رفد التلفزيون بعمل جيد وبكلفة بسيطة.كما يتيح العمل للكثير من الممثلين ممن يشكو البطالة والتهميش.واعتقد ان كل الفضائيات قادرة على انتاج مثل هذه الاعمال البسيطة، ولاسيما انها تمتلك الكاميرات والاجهزة الحديثة التي تسهم في تقديم تمثيليات جيدة ،وبانتاج نوعي متميز اذا صدقت النية وارادة العمل. لنعمل ضمن الممكن واذا توفرت الامكانيات لابأس من انتاج المسلسلات والتمثيليات في آن واحد،كما كان يعمل تلفزيون العراق سابقا.اظن ان مثل هذا الحل يكون منطقيا وعمليا في الحالة المزرية التي تعيشها الدراما في العراق,