امير الخطيب
التجربة الخليجيه بلغت نضوج لا يستهان به، فقد اصبحت قبلة رجال الاعمال قبل السواح و المتربصين،بلغت انها اثارت اعجاب و حنق بعض الجهات الحاقدة و التي لم تقرأ التاريخ بشكل واضح.
فقد بدأت دول الخليج قاطبة ، و هنا اعني الدول الستة نسبيا في أقل من ستين عام، او ما يقارب، فقداخذوا رمال الصحراء و رفعوها إلى السماء، رفعوها إلى أعالي لم يتخيل اي من الناس ان اولائك الذينكانوا يسمون بالأحلاف يأخذون الرمل و يرتقوا به إلى السماء.
رب قائل يقول هولاء الناس ليس لديهم اي حضاره ماضيه اي شيء سوى انهم بدو، عاشوا يتقاتلون معبعضهم، و يغزوا بعضهم بعضا، إلى ان دخلتهم و كتخصيب حاصل للسياسة الدوليه، دخلتهم الحضارةالغربيه، اما هم لا يفقهون شيء من ائ شيء.
اقول هذا كلام ليس دقيق، و لا يجانب الصواب لان الإنسان الن الظروف التي يوضع بها، لان الإنسان و عبراكثر من ثلاثة اجيال يمكنه ان يفتّح ذهنه و يتعلم، و هكذا يراكم معرفته بالأشياء و الآخرين حتى يتمكنمن خلق دفاعات قويه عن نفسه و عن ما يريد ان يكون عليه، نعم كلمة السر هي التراكم، و التراكم هذالا ينحصر بعقلية دون اخرى، او انسان دون آخر، فبنو البشر سواسية في عقولهم و باقي انحاء الجسمالفلسلجية.
ليس هناك من جزم ان من حضارة عمرها اكثر من عشرة الاف سنة، يجب ان يكون افهم و اقدر و افضلمن الآخرين، فلو قارنا هذا الكلام بين من يمتلك حضارة عمرها بعمر بداية التاريخ و الغربيين انفسهم،لوجدنا ان الغربيين تفوقوا كثيرا و بنوا اوطانهم بكل ثقه و حب و خلقوا الاستقرار و الازدهار، على اقلتقدير في الخمسمائة سنة الماضية.
و ما الذي استفدناه من تلك الحضارة الضاربة في عمق التاريخ، لم نجد اي تراكم بيننا و بين تلكالحضارات، بل كلها انقطاعات حيث لا نعرف الذي حدث، لاننا أمة لا تعرف ثقافة التدوين، أمة تعيشعلى غبار تلك الحضارات و الأمجاد، أمة لا تمتلك اي حاضر، فكيف لنا ان نمتلك المستقبل؟
التجربة الخليجية التي تثير الحقد عند بعض النفوس الضعيفه، و المريضه لا ترى من كل هذا التراكم ايشيء، لا ترى ان التعليم و الصحة و غيرها من الأمور اصبحت مجانيه لكل مواطن خليجي، لا ترى انالكثير من الكوادر التي تقود في شتى مجلات الحياة هي كوادر خليجية، تفوقت بامتياز بفتح انفسها ومسايرة المتغيرات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسة الاخيرة في العالم.
أنا لست خليجياً، و لم ار اي دولة من دول الخليج الستة، لكني اتابع عن كثب ما يجري هناك، و اعجابييزداد يوما بعد يوم لهذه التجربة الفتية نسبياً للتاريخ، فالتطور في الذهنية و العقلية الذي حدث لانسانالخليج في فترة قصيرة جدا من عمر التاريخ، يثير عندي الفضول للتساؤل: كيف استطاع هذا الإنسان انيقفز بكل هذا؟
بعض الدول العربية و التي جارت المتغيرات السياسية في خمسينات و ستينات القرن الماضي، كانت قدقفزت من تخلف الزمن العثماني الذي عاشته لقرون طويله، قفزت و رأينا كيف تطورت و ازدهرت واصبحت تضاهي بعض الول المتطوره في العلوم و الفنون و الاداب، بعض الدول العربية التي قفزت منبراثن التخلف و الجهل، التي عاشته و كانت كالبدو بل اكثر سوءً في حياتها خلال قرون قفزت و تتباهىلحد الان ” نعم لها كل الحق ان تتباهى” لكن لا تبخسوا حق الاخرين في المسيرة التي ذهبوا بها واصبحت مثار فرح و مركز تفاخر.