حوار : سعاد زاهر- سلوى زاهر
د. عمر عبد العزيز…سيرته الذاتية متخمة بخبرات علمية وانجازات فكرية، وما بينهما نحن مع شخصية فكرية تلفت النظر بمجرد التعاطي معها، هدوء محمل بعمق وثقافة تتجدد لتحدث خبراتها المعرفية ومن ثم تصبها في قالب واقعي يتقن التعاطي معه من خلال إدارة النادي الثقافي العربي في الشارقة، وحوله كانت أولى وقفاتنا مع الدكتور باعتباره مدير النادي:
تأسس النادي في الثمانينات من القرن المنصرم، بمبادرة من الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، بهدف توحيد الأندية العربية المتعددة لتشمل كل نشاطات العرب المقيمين في الشارقة خصوصاً وفي الامارات العربية عموماً.
النادي حاضنة ثقافية عربية تتسم بالتعددية
النادي وعاء يحتضن العوائل العربية المقيمة بدولة الشارقة، له بعد ثقافي واجتماعي ورياضي بالمعنى الواسع للكلمة فهناك وملاعب ونشاطات رياضية وفنية وورش فنية ومحاضرات وندوات وملتقيات ثقافية ونشاطات اجتماعية لها علاقة بالمناسبات الدينية والوطنية المحلية والعربية.
مما تتكون هيكلية النادي؟
يتكون من مجلس إدارة يتشارك فيه مجموعة من العرب وهذا المجلس يجيزه صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، يعنى بالسياسات العامة للنادي المتعلقة بالنشاطات المختلفة، كل عضو في المجلس يترأس إحدى اللجان.
إن لجان النادي الفاعلة إما فنية او اجتماعية أو رياضة ويترأس كل لجنة أحد أعضاء مجلس الإدارة، فيما يتعلق برئيس النادي يشرف على هذه النشاطات، هناك أيضا إدارة خاصة بالنادي الثقافيالعربي، ومدير تنفيذي وسكرتاريا تنفيذية وأيضا عاملين في هذا الحقل.
مرجعيات النادي الثقافي العربي مستمدة من مرجعية الشارقة بشكل أساسي وتتأثر بالمرجعية الأساسية التي يكرسها صاحب السمو حاكم الشارقة، وهي مرجعية تضع في الاعتبار الآفاق الوطنية والعربية والعالمية على قاعدة التنمية المختلفة وعلى قاعدة تنمية الفعاليات المختلفة.
الآخر يمنحك قدرة تقييم ما لديك لتعدل مساراتك
تلك الفعاليات التي تتوجه الى مختلف الفئات فهناك نشاطات خاصة بالأطفال وهي مهمة جدا تتراوح بين الورش الفنية التطبيقية والعروض السينمائية الخاصة، والنشاطات الرياضية التي تنخرط فيهاالفئات العمرية المختلفة.
هناك أيضا مكتبة في النادي العربي هذه المكتبة، تواكب المتغيرات في المعطى المتعلق بالجانب الورقي، ونحن بصدد تطويرها بحيث تواكب الوسائط الرقمية المتعددة في هذه الأيام.
حواضن النادي متنوعة هنالك مسرح خارجي كبير، وآخر أصغر، وهنالك ملاعب رياضية متعددة، للأطفال حصة منها.
هذه التعددية تنعكس على النادي وعلى رواده الذين يحضرون حسب اهتماماتهم، ففكرة التعددية محكومة بالاهتمامات مما ينعكس على التنوع في العطاءات الثقافية والمناشط المختلفة.
أساس المعادلة الفردية التعلم من الآخرين والاستفادة من القدرات والإمكانيات المختلفة، فالعطاءات والقدرات نسبية، وبالتالي أضع في عين الاعتبار العضوية الانتمائية للأشياء التي تمنح الانسان القدرة على أن يكون حاضرا في أساس المعاني وفي أساس المعطيات المتجددة وفي أساس التفاعل مع الآخرين، حيث يشكلونالغيرية النبيلة،ا لاخر هو الذي يمنحك القدرة لكي تقيم ما لديك وأن تستفيد وتعدل مساراتك.
هذا ما كنا نقوله في السبعينات والثمانينات منالقرن الماضي حين كنا نتحدث عن الغزو الثقافي كان الأمر سابقا ومازال حتى يومنا هذا.
عندما نتحدث عن المؤثرات فهي تأتي في سياق جبري في هذه الحياة ونحن نقرأ المقولات باعتبارها تصل وتفصل بين مختلف مستويات التأثير والثقافات الإنسانية.
أعتقد أن الوسائط الرقمية الحديثة منحت الانسان فرصاً استثنائية ليقيم حواراً ثنائياً،
الثقافة كالماء لا يمكن تعريفها
كنا نعتمد قديماً على الترجمات الإنسانية، اليوم أصبحت هذه الكيفية موجودة بطرق كثيرة وبالتالي فان محركات البحث تتطور بحيث تحاول تسهيل العلاقة بين الطرائق المختلفة في التعبير وبين الكونية الإنسانية فيما يتعلق بالأسئلة الكبرى التي تواجه البشرية اليوم.
إن أحكام القيمة المطلقة فيما يتعلق بالثقافةالإنسانية مسألة صعبة لأن الثقافة الإنسانية كانت ومازالت تواجه تحديات من نمط ما هوطبيعة ومحتوى الخطاب، وما هي علاقتهبالزمن الماضي والحاضر؟
كل هذه الأشياء بطبيعة الحال تفرز ما هو هاموغير هام، مجدي والعكس، ما هو سطحي وماهو عميق في نفس الوقت، وتبعا لذلك فإن هذه التفاعلية بين ما هو سطحي وعابر وبين ما هوثابت وراسخ يعيدنا الى سؤال كوني وهو سؤال الوجود وهو سؤال لا إجابة له في نهاية المطاف.
أعتقد ان نفس المشاكل التي كانت تواجه الإنسانية على مدى الزمان تعيد انتاج نفسها بكيفيات دراماتيكية أحيانا وبكيفيات تراجيدية أحيانا أخرى وبكيفيات متحولة بشكل كبير،
لكن في نفس الوقت كانت المظالم ومازالت موجودة.
أيضا الخيارات المفتوحة على كل الآفاق بما في ذلك التفاهات وبالتالي فان البشرية تعيش في هذه الدائرة الوجودية الجبرية التي تعني أنهيوجد تطور في نفس الوقت تشدك الى ما هوليس تطوريا.
بهذه المناسبة حتى إذا تكلمنا عن الأزمات ليس هناك مجتمع يختص بأزمة، كل المجتمعاتالبشرية على مدار التاريخ تواجه أزمات لكن لكل منها طابعه الخاص المختص بالمجتمع نفسه،فعلى سبيل المثال بلدان الشمال تواجه أزمة ضميرية وأزمة تتعلق بنمط الحياة، لافتقاد الجانب الروحي، مما أدى إلى نمذجة الحياة وفقدان الروح.
فالمجتمع الإنساني مفطور بالتأزم، في سياق طبيعي وجبري في الحياة في نفس الوقت المجتمع الإنساني مفطور بالتطور والانتقال عبر تحولات عاصفة ودراماتيكية كما حصل في الحروب الكونية أو تكون تحولات ناعمة ومتدرجة.
النتيجة أننا نعايش نفس المشكلات سابقا ولاحقاًوربما مستقبلاً، والاختلاف يكون في أدوات وطرائق التعبير والمواد المستخدمة.
من الأشياء المهمة في العلوم الإنسانية أن بعض الأشياء لا يمكن أن تعرف تعريفاً واضحاً أو تعريفاً اجرائياً لا بالمعنى النمطي ولا بالمعنى الأيديولوجي ولا بالمعنى الديني، الثقافة هي تحديد العبارة وتعني الروافد المختلفة التي يتأثر بها الانسان.
هذه الروافد متعددة ومتنوعة وتلقائية في نفس الوقت وبالتالي الثقافة هي جزء من الثقافة المجتمعية إذا تأزم المجتمع تتأزم معه.
أيضا في حال تأزمت عامة الناس تتأزم النخب، وبالتالي يمكن القول أن هناك بعدين الأول في مفهوم الثقافة البعد المتعلق بالعلاقة الثقافة بالنخب وهذا بعد يمكن أن ينتمي الى بعد الثقافة المقطرة او الصافية لكن الثقافة تشمل الجميع، فكل الناس لديهم حضور واستعداد للتشبع الثقافي، وهم يشكلون روافد كبرى لإغناءالحياة الثقافية.
نحن أمام حقبة أقرب ما تكون مائية لا نستطيع تعريف الماء، لأنه يحمل في طياته خصائص تلك المنطقة أو خصائص هذا البئر أو ذاك، إذا الثقافة بهذا الشكل لا تعريف لها بالمعنى النمطي.
