علاء الخطيب
ايام تفصلنا عن الانتخابات المبكرة ، وسط دعوات للمقاطعة واخرى للمضي قدماً فيها ،لكن ما يتوجس منه الطرفان هو نتائجها ، فهذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها ، اماان تحدث تغيراً ، أو فوضى لا تحمد عقباها .
فالمقاطعون يشككون بنزاهتها رغم المراقبة الاممية والدولية، ويرون انها لن تأتي بنتائج ترضي الشارع العراقي ، وان وجود المال السياسي والسلاح ” المنفلت“ قد يعيقاننزاهتها، أو بالتأكيد. سيكونان عاملان اساسيان في انحرافها.
لذا قد حكموا عليها قبل ان تبتدأ بالبطلان.
لكن ما يشكل على المقاطعين بانهم لم يقدموا بديلاً سياسياً قابل للدعم من قبل المحيطينالعربي والدوليون حتى الداخلي .
اما الداعون لها فانهم متخوفون من النتائج كذلك ، فاذا جاءت كسابقاتها فستكون هناكاشكالات كبيرة ، واذا كان التغيير طفيفاً ، فلن يكون مرضياً للشارع. وستعود الاوضاععلى ما هي عليه.
الداعمون للانتخابات ينقسمون الى ثلاثة اقسام كل يغني على ليلاه ، فالاحزابالحاكمة لها جماهيرها، وقد يكونون في فرح جراء دعوات المقاطعة ، لانهم سيفوزونبمقاعدهم دون عناء ، مادام الدستور لم يحدد نسبة المشاركة ، فعليه ستكون اي نسبةهي قابلة للاخذ بها.
والامر الاخر سيكونون مرتاحين من المنافسة مع المرشحين الجدد ، وسيضطر قسم منالناس ان يذهبوا مع قاعدة ” شين التعرفة احسن من زين الماتعرفه ”
القسم الثاني من الداعمين والداعين لها ، هم المشاركون المستقلون الذين يأملون بالفوز، لعلهم يستطيعون تغيير الصورة ولو بنسبة بسيطة .
القسم الثالث هم المحتجون الذين رشحوا الى الانتخابات ولكنهم يواجهون معارضةشديدة من قبل جمهور كبير من المحتجين الداعين للمقاطعة ، وهذا يعني انهم فقدوا جزءًكبيراً من الاصوات التي كانوا يعولون عليها .
المشهد كما نراه اليوم، مشهد مربك ، قد لا يفضي الى نتائج حقيقية ، وقد يجر البلد الىسيناريوهات جديدة ، كالتقسيم او الفوضى في الوسط والجنوب .
كل ما يحتاجه البلد اليوم هو البديل الحقيقي المعتمد على النضوج السياسي الذي يفكرفي البلد وليس بالمصلحة الذاتية، وهذا يتطلب تنازل من الجميع .
قد يكون البديل. صعباً او مكلفاً ولكنه اقل تكلفه من الفوضى والتقسيم .
لذا البحث عن البديل يجب ان عراقياً. بحتاً ، عراقياً يخشى على العراق وشعبه .
البديل ليس مهمة سهلة ولكنها ليست مستحيلة.