حازم رشك – شاعر عراقي
ما باله ُ كلما مرَّ المحرّم ُ بي
يمرّ في خاطري المكسور ِ ذكرُ أبي
أبي. ! أبي ! دون ياءات ِ النداء ِ فما
ألذّ دون َ وساطات ٍ نداء َ نبي
أبي الحسين ُ فهل عاينت َ معجزة ً
فيها حشاشة ُ ملح ِ الارض ِو الرطبِ
هو الذي جاء َ من أقصى المدينة ِ كي
يموت َ من أجل ِ أن ْ يبقى العراق ُأبي
وشاب َ رأس ُ أبي وابيض َّ حاجبه ُ
لكن َّ نحر َ أبي للآن َ لم يشب ِ
يعود ُ وجه ُ أبي في كل ِّعاشرة ٍ
من الدماء ِ بتوقيت ِ الخلود ِ صبي
وعن ْ أبي لم تحدِّث ْ جدّتي فأنا
رأيته ُ يوقد ُ الفانوس َ من كثب ِ
يسير ُ في طرقات ِ الله ِ مفتتحا
صباحه ُ باحتطاب ِالظلم ِ لا الحطب ِ
متاعه ُ حوقلات ٌ يستعين ُ بها
على الذي لم يجد ْ إلاه ُ من أرب ِ
يحطُّ من وجعِ النايات ِيفزعنا
أنّا نراه ُ يجيل ُ الطرف َ بالقصب ِ
مفتّشا عن صباحٍ آخرٍ ويد ٍ
اخرى ولون ِ تراب ٍ غير ِ مغتصب ِ
أبي الحسين ُ يغالي في أبوّته ِ
إن غاب َ يوسفه ُ فالعطر ُ لم يغب ِ
يكرّر ُ العطش َ القديس َ محتسبا
ويرفع ُ الأحمرَ القاني إلى السحبِ
لو شاء روّى عروق َ الشط ّ نافلة ً
وعادَ للخيمةِ البيضاء ِ بالقرب ِ