باسم الأنصار – شاعر وكاتب عراقي
اليساري العربي والقومي العربي والاسلامي.. هؤلاء يختلفون في كل شيء، ولكنهم يشتركون بشيء واحد فقط، ألا وهو العداء الشديد للغرب وبالأخص أمريكا، ودعمهم للمقاومة المسلحة من أجل (الكرامة أي من اجل الاسطوانة المشروخة)
أعرف شيوعياً عراقياً صنديداً، لشدة كراهيته للغرب وأمريكا، صار يعشق بشار وحسن نصر الله وخامنئي، بل وأخبرني بأنه نادم على حمل السلاح في جبال كردستان ضد صدام حسين حينما كان عضواً في أنصار الحزب الشيوعي العراقي، وكل ذلك هو لأنهم يرفعون راية المقاومة.. وأعرف بعثياً صنديداً أيضاً صار يتغزل بفهد وسلام عادل الشيوعيين وببقية اليساريين العراقيين والعرب المؤيدين للمقاومة وببن لادن والزرقاوي والبغدادي والميليشيات وسليماني لأنهم يرفعون راية المقاومة.. وأعرف اسلامياً متطرفاً، يكفّر الجميع وبالأخص الشيوعيين والبعثيين، صار يتغنى بصدام حسين وباليساريين الرافضين (للاحتلال الامريكي للعراق) لأنهم يشاركونه بنفس العقيدة العدائية للغرب وأمريكا بعد 2003.
هذا الشيوعي يأخذ راتب شهري منذ سقوط صدام ولحد الآن لأنه كان مقاتلاً في الأنصار، ونسى الأخ بأنه لولا أمريكا التي اسقطت عدوه السابق صدام لما حصل على هذه الامتيازات ولا على السفر للعراق واللقاء بأهله وناسه.
وهذا البعثي يعمل في مؤسسة حكومية منذ عدة سنوات وراتبه والرشاوي التي يتقاضاها من عمله جعلت منه مليونيراً، ونسى نفس مانساه الشيوعي.
أما الاسلامي، فحدث ولا حرج، فهو الآن قيادي بالحشد صاحب جاه ومال ونسى أيضاً ما نساه السابقان.
والأدهى من ذلك، كلما اختلفت معهم بالرأي وقلت لهم بأن من الأفضل للعراق هو عدم خلق عداوات مع أمريكا على اعتبار انها القوة الأعظم في العالم وعلى اعتبار انها (شرٌ لا بد منه) وذلك حماية للعراق ولشعبه، يتهمونك بأنك مع (الاحتلال، هذه الاسطوانة المشروخة أيضاً).. مع أن المتهم لم يتقاض ديناراً واحداً من عراقه الجديد ولا دولاراً واحداً من (الاحتلال البغيض) مع انه توفرت له الفرص للحصول على الكثير من الامتيازات المادية في العراق ولكنه رفضها وبشدة.. لماذا؟ لأنه ببساطة، كان حالماً بسقوط الطاغوت في 2003 وحالماً ببناء عراقٍ جديدٍ بعد هذا الطاغوت مع أنه لم يكن مع الغزو جملةً وتفصيلاً.. كل مشكلته أنه شعر بالسعادة بسقوط الطاغوت وتهيّأ للعودة الى العراق مع العديد من العراقيين في الغربة لبناء العراق الجديد، بل أنه دعم كل من عمل بعد 2003 في العراق ولم يأبه إن كانت التهمة انه يعمل مع (الاحتلال) أم لا.. بل أنه ساند أحد أصدقائه الطيبين للعمل كمترجم مع (الاحتلال) لأنه يعلم تماماً بأن هذا الصديق المترجم صاحب نوايا حسنة وطيبة ورغبة حقيقية في مساعدة بلاده عبر هذه الطريقة.
هذا الثلاثي وغيرهم كثيرون من المستفيدين من (الاحتلال) ما زالوا يبغضون أمريكا وما زالوا يتهمون المختلفين معهم ألا وهم أصحاب الأحلام الصادقة والطيبة بأنهم عملاء (الاحتلال)
من المستفيدين هناك والمبغضين لامريكا، هم الفنانين والمثقفين الذين عملوا في العراق تحت الاحتلال وحصدوا الأموال الطائلة بسبب أعمالهم الفنية والثقافية.. ومنهم من حصل على رواتب الانصار والسجناء السياسيين والمهجرين ورفحاء … الخ.. ومنهم من صارت حالة أهله المادية بعد 2003 عشرة على عشرة واستفاد هو من هذه الحالة كثيراً.. ومنهم من كان موظفا في زمن صدام وراتبه دولارين والان بمءات الدولارات او استاذا جامعيا كان يتقاضى عشرة دولارات والان اكثر من الف دولار ووووو الخ
بالنسبة لي، أفضل شيء أو أفضل عقوبة لهؤلاء وفي مقدمتهم اليساري العربي والقومي العربي والاسلامي وبالأخص الذي يعيش في أحضان الغرب الرأسمالي القذر والاستعماري البغيض والكافر الصهيوني هو أن ترسلهم الى العراق أو الى أي بلد عربي بائس للعيش هناك لمدة سنة، ولا ضير من أخذ بعض اليساريين الغربيين البطرانين معهم، ولكن على شرط أن يبدأوا من الصفر.. أي أن يبحثوا عن سكن وعمل لهم حالهم كحال الشباب العراقي والعربي المساكين.. وبعد ذلك أتمنى أن أقرأ لهم كلمة واحدة ضد الغرب الذي يرعاهم ويرعى عوائلهم ويرسل اولادهم الى أفضل المدارس والجامعات.. هذا هو الاختبار الحقيقي لهم، وإلاّ كل ما يقولونه هو هراءٌ في هراء.