سلمان عبد الحسين – شاعر بحريني
لغتي لشعري نُزِّهَتْ عن مَفْطَمِ
لمَّا شربتك شاعراً لترنُّمي
..
جرس بشعرك في سماعي
مرهفٌ
عن صوت إدرار الحليب المُنعمِ
..
بجواهريٍّ في الطفولة
مسمعي بكرٌ ومفتضٌّ
بثقبٍ مخرمِ
..
وبسيرة الرفض التي
ندهتْ عليَّ بشعره
للرفض كان تقدُّمي
..
قاد التمردِّ عند طفلي
ذاك يكفي أن أعيش تمرداً
عن مغرمِ
..
فأتيت
من عكس الذين توقَّعوني
شاعراً أعلو
قطاف تسنُّمي
..
وأقول
ما سلَّمتُ يوما رايتي لسواي
بل حيَّيتُ
باسم مُسلِّمِ
..
ما دون ذلك
ثورتي
حريتي
هدفي
لها
كبش الفداء الأعظمِ
..
بشعور غربة
شاعر العرب الكبير
تكوَّنت لي غربة المتقحِّمِ
..
وبهجرة نحو البلاد كثيرةٍ
أرضى بهجرة شاعر مُتَقَسَّمِ
..
بين المنامة
والعراق
ووجه بيروت
وسوريا
تشكَّلَ معلمي
..
كجواهري الابتداء المنتهى
ما كنت بحريني شعر ملهمِ
..
أنا ملهم الوجهات
أين أتت بها ريح من البلدان
أطلق أسهمي
..
أنا لهبة الأحداث فيَّ شديدةٌ
لا برد لي
أوقدت نار المُضرَمِ
..
وعيي هنا
وأبو فرات بما سقى وعيي
فما أطفا لنار تعلُّمي
..
أحرقت وجهي
أو يدي .. قلبي
أنا لم أخرجن يوما
بغير تبسُّمي
..
ولبستُ في الحدث القناع
موارباً غضبي
إذا أفضى لوجه تجهُّمي
..
كأبي فرات
غاضب في موقفٍ
لكن كمنسبط الفرات
أنا همي
..
أنا مالك نظارة من شعره
لقراءة الأحداث قصد تفهُّمِ
..
أنا سارد كل الحكايا دفعة
ومقسط وجعي بوقت تألمي
..
إلا الشعوب
أنا إلى أوجاعها
نفخ بصور الحشر
لا تتقزمي
..
هي طلَّتي
من نسخة لأبي فرات
عالجت شكلي
وشعر تورُّمي
..
من دون نفخ الذات
ذات الشاعر الموسوم دوما
وهو ضدَّ توسُّمِ
..
حيث المؤمَّل في الحياة
جواهري جوهر
وعداه شكل توهَّمِ
..
يا نسختي منه استوت
لعقيدة في الشعر ما نفذت
بوقت تصُّرمِ
..
سأكون من لغة لديه تكونت
ما زخرفت شكل الحياة المعدمِ
..
فالزخرف الباقي
من القشر الذي قد زال
قبل نشوئه المتكوِّمِ
..
وبقى المكان جواهريا كلُّه
لغة
وجغرافيا
وكرم الموسمِ
..
ألا مواسم
في اللجوء إلى الأصول
تغصَّنت بفروع هدل المغنمِ
..
والمغنم الشعر الذي نحيا بها
والموقف البكر الذي لم يُهزمِ
..