مصدق الحبيب
عندما طلب دييگو يد فريدا للزواج عام 1929 كان يكبرها بعشرين سنة ويتمتع بحجم يصل الى ثلاثة اضعاف حجمها ، وكان متزوجا لمرتين سابقتين وله عدة عشيقات. ولذا فقد رفضت والدتها رفضا قاطعا! أما والدها فقد قال: اشعر انهم لو تزوجوا لكان هذا الزواج بمثابة زواج فيل من حمامة!! فانل لست بمقتنع لكنني سأوافق لعل زوجها يتحمل جزءً من نفقات علاجها المستمر المكلف الذي انهكني!
منذ الطفولة أصيبت فريدا بكساح الأطفال الذي عانت منه كثيرا ، ثم تعرضت الى حادث سيارة ضعضع صحتها وجعلها معلولة طيلة الوقت، وهي تنتقل من مستشفى الى آخر ! وبعد ذلك اصبحت مقعدة لا تقوى على المشي، مما ألغى احتمال دخولها الجامعة فكان ذلك سببا لانكبابها على الرسم. ولحاجة ما في دواخلها فقد ركزت على رسم عشرات البورتريهات الذاتية لها التي لم ترسم غيرها الا نادرا جدا. ورغم ان اسلوبها فطري يستلهم المؤثرات المحلية المكسيكية فقد توفرت لها الشهرة العالمية التي تعود أسبابها الى ثلاثة عوامل:
التحاقها بالحزب الشيوعي المكسيكي ، وزواجها من دييگو ، وتبنيها بحماس من قبل ناشطات الحركة النسوية.
أما دييگو فقد دخل مبكرا اكاديمية سان كارلوس في مكسيكو ستي، ثم ذهب للدراسة في باريس عام 1907 حيث كان ذلك الوقت متميزا بانفجار حركات الفن الحديث. ولذا فقد زامل دييكو اكثر اقطاب الحداثة مثل موديلياني وبيكاسو وبراك وغيرهم. ولذا فقد تأثر هذا الفنان الوافد من المكسيك بالتكعيبية وتبناها لمدة ثم انتقل الى تبني ما بعد الانطباعية بعد تأثره بسيزان. وحين عاد دييگو الى المكسيك عام 1921 انتمى الى الحزب الشيوعي المكسيكي وكرس نفسه لرسم الجداريات ذات المواضيع الاجتماعية والسياسية ليصبح رسام المكسيك الأول في هذا الفن.
وعندما تزوج فريدا قررا معا ان يستضيفا القائد الشيوعي الروسي المنفي في المكسيك ليون تروتسكي ليعيش معهما، الامر الذي قد يكون السبب الأول لطرد دييگو من الحزب الذي كان مواليا للخط البلشفي اللينيني فی موسکو.
كانت علاقة فريدا ودييگو مكللة بالمشاكل ومترعة بالخيانات. توفت فريدا عام 1954 عن عمر 47 سنة فتزوج دييگو بعدها زوجته الرابعة التي بقي معها لحين وفاته عام 1957.