كتب المحرر السياسي للمستقل :
من الطبيعي ان نرى عصابة تمتهن الجريمة ، ومن الطبيعي أيضا ان نرى مجموعة خارجة عن القانون، تمارس القتل والابتزاز ،لكن ما يثير الدهشة هو ان حماة القانون يمارسون الجريمة والابتزاز.
وكما يقول المثل الشعبي « حاميها حراميها »
يقول السيد المسيح عليه السلام لتلاميذه ” أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملّح؟! لايصلح بعد لشيء إلا لأن يُطرح خارجًا ويُداس من الناس” (مت5: 13). ”
حادثتان هزتا الشارع العراقي ، والاثنان لا تغتفران، الاولى ، ثلاثة من الضباط رفيعي المستوى في الدولة العراقية يمارسون الابتزاز والجريمة وعلى عينك يا تاجر، والثانية عميد كلية يمارس الجريمة داخل الحرم الجامعي.
المثير بالأمر ان الجريمتين تنتميان إلى المؤسسة الرسمية العراقية ، وتتلفعان بالعلم العراقي !!!!
ضباط ورتب عسكرية كبيرة ، يعبثون في الدولة ، دون رقيب او حسيب، ويعلمون تماماً ان الدولة غير قادرة على معاقبتهم، او مصادرة أموالهم ، او حتى طردهم من مناصبهم، لذا اقدموا على هذا العمل ، بكل أريحية ، فقد أمنوا العقاب . فكانت أقصى عقوبة هي تحوليهم للميرة ، دون محاكمة او عقوبة .
سابقاً كان الضباط لا يلتقون بالأماكن العامة او اماكن السهر ، ومن يخالف التعليمات يطرد من الجيش ، وذلك للحفاظ على المؤسسة العسكرية والأمنية ، فقد انشأت نوادي الضباط ، وكل من يعمل في هذه النوادي هم من نفس المؤسسة ، والغرض من ذلك عدم وقوع الضباط فريسة بأيدي المتصدين بالدولة ، وكذلك لئلا يستغل الضباط مناصبهم في ابتزاز الناس، او ربما استغلالهم من قبل الناس .
اما عميد الكلية “الموقر “ الذي أساء للتعليم وللعلم هو الاخر يجب ان تنزل فيه أقصى العقوبات ، لا لانه مارس او استغل. منصبه العلمي ، بل لانه قام بهذا الفعل داخل الحرم الجامعي ، وتعدى على سمعة الجامعات والمؤسسة العلمية .
كان بإمكان هذا العميد ان يقوم بفعلته في شقة او في مكان ما ، بدلاً من ممارسته الشنيعة داخل الجامعة، لقد عكس. “رجل العلم ” صورة سيئة عن الجامعات ، وجعل الناس في خوف من ان يرسلون بناتهم للجامعات.
من هنا نرَ شناعة ما قام به هذا الرجل .
فليس غريبا ان يقوم رجل باستغلال منصبه من اجل غريزته ، وربما يكون هذا شيء مفهوم ، او قد يكون مبرراً من الناحية الغريزية ، وقد يحدث هذا في كثير من المؤسسات و اكثر البلدان تشددا. ففي ايران قام رئيس جامعة الزهراء للبنات في “مدينة قم “ وهي في مدينة محافظة تماماً ، والفاعل كان رجل دين يرتدي العمامة ، وقد اعدم في حينها ، وقد حدثت ضجة كبيرة انذاك وتسائل الناس عن خشية الأهالي من ارسال بناتهم إلى هكذا جامعات .
ما حدث لا يمكن ان يمر مرور الكرام واذا مر فعلينا ان نقرأ على البلد ” الفاتحة “ ونسلم امرنا للواحد الاحد ونقرأ السلام .
هذه الدعوة ليست للانتقام او الرغبة في انزال العقوبة ، بل من اجل حماية الوطن وشرف مؤسساته، الردع خير وسيلة لحماية البلد و الرأفة آفة القانون .
“يا رجال العلم يا ملح البلد، من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد”،
واذا فسد الملح يجب ان يداس من قبل الناس .