جرف الصخر / د. أحمد الميالي

جرف الصخر / د. أحمد الميالي

 

د.احمد الميالي – كاتب عراقي

 

تخضع قضية عودة النازحين والمهجرين الى مناطقهم المحررة للمزايدات السياسية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية بعد استكمال مستلزماتها، ومن المستغرب الانشغال بالموضوعات السياسية والصراعات حولها ومغادرة الموضوعات الانسانية، اذ تبرز غايات سياسية متعمدة تجاه حسم هذا الملف اضافة الى استغلال واستحواذ على اموال مخصصة لدعم المدن المحررة، فضلا عن الصفقات الاقتصادية المتعلقة بالمساعدات والمعونات.
عدد النازحين الذين لم يعودا لديارهم لغاية الان بلغ قبل فترة وجيزة : مليون وسبعة وثمانين الف ، فضلا عن ٥٠٠ ألف نازح ، في ١٢٧ مخيماً في عموم البلاد، بعد ان كان عدد النازحين اكثر من ثلاثة ملايين ونصف، ولم تحل الى الان قضية النازحين، ومنها قضاء جرف الصخر الذي جسد اوضح مثال على الاستغلال السياسي والمالي والمتاجرة باهالي القضاء ، عبر الوعود التي اطلقت لاعادتهم واقامة صلاة العيد في جرف الصخر، من قبل السياسي خميس الخنجر .
اذ تعرض اهالي جرف الصخر الى العديد من الصدمات وفقدوا ممتلكاتهم ودمرت منازلهم ومحالهم، لقد رأوا أفراد أُسرهم يموتون ويصابون ؛ وقد واجهوا فقدان اعمالهم التجارية واراضيهم.
تعطيل حل قضية جرف الصخر فيه جانبين : الاول تقصير حكومي واضح في حل مشكلة هذا القضاء عبر اعادة الحياة اليه واستيطان سكانه المدنيين ممن لا يرتبطون بصلة بتنظيم داعش وهذا ما اكد عليه ودعى اليه قبل ايام رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ، وهذا يتطلب قرار دولة حاسم لاعادة اعمار وبناء هذا القضاء وحل الاشكالات والاعتراضات الواردة على اعادة الاهالي اليه .
والثاني : يرتبط بتزايد نطاق فشل القيادات السياسية التقليدية التي تمثل ابناء المدن المحررة وتتحدث بأسمهم، ومنها جرف الصخر، والنازحين منها، ورهانهم على معاناتهم للبقاء في الواجهة السياسية، ليصل الى حد سرقة قوتهم واحتياجاتهم والاموال التي تخصص لهم، وعدم تبني مواقف حقيقية في حسم ملف عودتهم.
الدرس الاساس الذي
استشعره اهالي جرف الصخر وباقي المدن المحررة: هو حاجتهم لقيادات سياسية جديدة واعية فاعلة تختلف اختلافاً جذرياً عن القيادات والقوى التي كانت سببا بمعاناتهم وتتاجر بقضيتهم الان ، فَهُم بحاجة الى كفاءات وقيادات وطنية شابة تهتم بشؤونهم وتطالب بحقوقهم ولاتزايد عليها، يجسدون المُثل والنزاهة والوحدة الوطنية.
جرف الصخر بحاجة ماسة الى اغاثة وطمأنة، وإعادة البناء الاجتماعي والسياسي والامني فيها، ويجب ان يكون ذلك بشكل سريع وعاجل.
يُطرح امام اهالي جرف الصخر والمدن المحررة بصيص امل ينعقد ببروز قيادات سياسية معتدلة تطالب بحقوقهم وتعمل على اعادتهم الى مدنهم واعادة البناء والاعمار والسلام بعيدا عن منطق المزايدات والاستغلال السياسي وهذا شيء ايجابي.

(Visited 5 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *