الموصل : واستحقاق اعادة البناء والاعمار

الموصل : واستحقاق اعادة البناء والاعمار

د.احمد الميالي

 

منذ عام ٢٠١٤ ابان احتلال الموصل ومن ثم تحريرها قبل اربع سنوات، بقيت الموصل على ماهي عليه ، دون الشروع بعملية كبرى لاعادة بناءها واعمارها، ورغم المقدمات الايجابية لاهالي الموصل في الاندماج مع الدولة وتجاوز ازمة تنظيم داعش وتبعات ذلك على الصعيد الاجتماعي والامني واحلال السلام ، تبقى قضية الواقع السياسي والاقتصادي والعمراني بحاجة الى اعادة نظر،
اذ لايوجد مبرر منذ اكثر من اربعة سنوات على تحرير الموصل وسبع سنوات من احتلالها من قبل تنظيم داعش ، على عدم الشروع باعادة بناءها واعمارها واطلاق سياسات ومشاريع ومقاربات وبنى لاحلال السلام والاستقرار واعادة الحياة لطبيعتها كما كانت.
الموصل لم تدشن فيها حملة اعادة الاعمار والبناء رسميا منذ اكثر من سبعة سنوات ، وفي الحقيقة قد تكون الموصل كذلك منذ عام ٢٠٠٣.
هذه المحافظة بكل اقضيتها ونواحيها وسكانها تعتبر معيارا ناجحاً للتعايش والتسامح والانطباع الثقافي والحضاري البارز. لكن عمل الارهاب من جهة والفشل في الاداء الانجازي الحكومي المتعاقب واخفاق القيادات السياسية التقليدية التي كانت مسؤولة عن الحكم المحلي للمحافظة وممثليها في الحكومة والبرلمان عن السبب لما وصل اليه الحال الان.
زيارة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الى الموصل وبقاءه عشرة ايام فيها تعيد بارقة امل ايجابية لاعادة الاهتمام ببناء واعمار الموصل كأستحقاق لا مبرر لتأجيله .
تحتاج الموصل وضع مقاربات وسياسات ومشاريع شاملة تتمثل : بتفعيل الجانب الاقتصادي والتنموي، فالحرمان الاقتصادي جعلها تعاني بشكل كبير، اذ يجب إطلاق مشاريع بناء واعمار لدمج الفئات المحرومة في تلك المدينة ويجب أن تكون هذه المشاريع قائمة على أساس بناء اقتصاد تنموي يتضمن تفعيل وتغطية وتمويل الجانب الزراعي والصناعي. وايضا لابد من اطلاق حملة اعادة البناء والاعمار لما دمره داعش وهذا سيعمل على تنشيط الوضع الاقتصادي لتلك المدينة ويعمل على كفالة وضمان التعايش وتعزيز قيم التسامح وتفضيل أطر البناء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، فتوفير فرص العمل عبر اطلاق مشاريع إعادة الإعمار وتشغيل ابناء الموصل، وتحريك عجلة الاقتصاد فيها يعد افضل طريق لبناء المجتمعات الخارجة من الصراع واحلال السلام.
اهم الدروس التي استدركها اهالي الموصل والمدن المحررة الاخرى هي أن ساسة وقادة هذه المناطق السابقين الذين تاجروا بها، لا يمتلكون مؤهلات التمثيل السياسي القوي في مواجهة التحديات والازمات التي واجهتهم.
كذلك الدرس الاهم الذي استشعره اهل الموصل: هو حاجتهم لساسة ولقيادات جديدة شابة تختلف اختلافاً جذرياً عما هو كان قائم وموجود: فهم بحاجة الى كفاءات وقيادات وطنية تهتم بحمايتهم وبناء مدينتهم يجسدون المُثل والنزاهة والوحدة الوطنية فيها بشكل عام.
ذهاب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الى الموصل وتفقدها والشروع بمعرفة مشكلاتها لغرض البدء بحملات البناء والاعمار، نموذج ايجابي يجب ان يعزز من قبل الحكومة الاتحادية ومجلس النواب بالدرجة الأساس والقوى السياسية المعتدلة للشروع بهذه العملية لتنسحب على باقي المدن المحررة في العراق، وانهاء التلكؤ والتباطئ في هذا الملف المؤجل دون مبرر او وجه حق.

(Visited 15 times, 1 visits today)

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *