د. احمد مشتت
كانت قدماه خضراوان بسبب ذهابه وعودته المستمرتين عبر المستنقع لتوصيل الطلبات لأصحابالمحال المجاورة الذي كان اغلبهم سمكريو سيارات ومصلحي اطارات كان شعره كث لم يحلق منذقرون… يتكلم وفي فمه سيجارة فكان
ينثر رمادها على المستمعين بكرم. –هلا هلا ومرحبا. رصف لهم طاولتين وجاء بكراسي من الزاوية .
المكان كان يسرب الهواء البارد من فتحة في السقف. لابد ان تكون اثرا لشظية سابقة والشباك الخلفيكان بلا زجاج او ستائر هذا عدا بعض الفتحات في الجدران
الله بالخير
صاح صاحب المطعم من بعيد، لم يروا غير بطنه من خلف صندوق الحساب. وقدم لهم النادل قائمةالطعام بصورة شفوية ولم يهتم الجميع بما قال… إذ طلب سلام وباسم ثريد وطلب الاخرون الكبابولبن للجميع وطرشي
وزلاطة.
– داري الجماعة رزاق.
.حاضر عمي –
اكل الجميع بعد ذلك بصمت شديد لم –
تشوبه سوى صرخات رزاق بين الحين والآخر… ثم حل هرج ومرج
حين جاء رتل عسكري اخر وقذف بجنوده الجائعين في المطعم. سأل بعض الجنود افراد فصيل الطبابةعن وجهتم ومن أين اتوا.
واكتشف الجميع انهم ماضون الى جبهة واحدة محترقة في السليمانية. يخاف الجنود الحرب في الجبالالعالية، ترعبهم فكرة الموت العمودي وهم في مطعم النصر الحديث الان لايريدون الوصول سريعا الىتلك التضاريس الحادة والمواضع القريبة من سماء تلعب بها الطائرات دون هوادة.
حتى وهم يرتشفون الشاي فعلوا ذلك على مهل وكأنهم يشربونه لآخر مرة في اعمارهم.
بعد ان انتهوا ودفعوا الحساب، اقترح كريم ان يذهبوا الى الجامع لأن وقت الصلاة حل. و ما ان ساروابضعة امتار حتى وجدوا جامعا كان شبه فارغ دخلوا وتوضؤا من حنفية في الباحة الخلفية… وكان الماءباردا لأن الحنفية في ظل شجرة اوكالبتوس ضخمة وكان الهواء في ظل الشجرو منعش فداخ باسم قليلاوقال
بصوت خفيض.
– شلون بيهه غفوة.
فاجابه محمد:
– مو نتعطل على اللواء.
.انعل ابو اللواء
رد باسم وتمدد في ظل جذع شجرة الأوكالبتوس بكامل قيافته العسكرية على الارض وغطى وجههبالبيرية السوداء
– لاحگين على الحرب ابو جاسم ، يعني هالغفوة راح تعطل الخطط العسكرية ؟
مضى محمد محسن والشباب الاخرين لاكمال الصلاة في الجامع تاركين باسم ممدا هناك بلا صوتولاحركة
يتبع